الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية نهنئك بقدوم شهر رمضان الكريم.
قد ذكرت أن هذه الحالة أتتك بعد أن تعرضت لصدمة، وأحسب أنك تقصد بذلك حدث نفسي كبير، والذي حدث لك هو نوع من القلق الحاد المفاجئ، وهذا يسمى بنوبات الهرع، وضيق التنفس والاعتلال الآلام في منطقة الصدر، وخفقان القلب، هي من العلامات الفسيولوجية – أي الجسدية والنفسية – لحالة الهرع والهلع التي تحدث للإنسان، فحالتك مطابقة تمامًا لما نشاهده يوميًا من حالات تُصيب الناس في جميع الأعمال خاصة الشباب، وأقصد بذلك حالات الهرع.
بالنسبة لما يحدث لك من خوف من شرب العصير لأنك سوف تختنق، فهذا نوع من الوسواس، نوبات الهلع والفزع والهرع، وبما أنها نوع من القلق يتولد عنها وسواس، ويتولد عنها مخاوف، فاطمئن تمامًا - إن شاء الله تعالى – لن يحدث لك أي مكروه في هذا السياق.
الشعور بالوهن والتعب والاعتلال قد يكون جزءً من القلق النفسي العام، لكن يفضل أن تذهب إلى الطبيب، وتقوم بإجراء فحوصات جسدية كاملة، سوف يفحص عليك الطبيب سريريًا، ومن ثم يطلب منك بعض الاختبارات المختبرية للتأكد من نسبة الدم والسكر والفحوصات المتعلقة بالصحة الجسدية العامة.
أنا لا أتوقع أبدًا وجود أي خلل عضوي، لكن هذا من أجل التأكد من سلامتك، هذا هو الذي أنصحك به.
السيطرة على هذه الأعراض تكون من خلال تناول علاج نفسي بسيط، هنالك أدوية مضادة للقلق والتوترات، أدوية ممتازة جدًّا، وأنت ذكرت أنك قد تناولت أدوية في السابق، فأرجو أن تتواصل مع طبيبك وتشرح له الوضع، وسوف يقوم باختيار أحد الأدوية المناسبة لك.
من جانبي: أطلب منك أن تركز كثيرًا على تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ولدينا بإسلام ويب استشارات كثيرة بها كيفية تطبيق هذه التمارين، وإحداها تحت رقم (
2136015) فأرجو الرجوع لهذه الاستشارة، وأنصحك بأن تلتزم بتطبيق التعليمات الواردة فيها.
المواظبة على الرياضة. الرياضة مهمة للشباب تفيد في حالتك على وجه الخصوص، فأرجو أن تحرص عليها كثيرًا.
من المهم جدًّا ألا تدع للفراغ مجالاً ليسيطر عليك، عدل من أنشطتك، اجتهد في دراستك، تواصل مع أصدقائك، كن بارًا بوالديك، وصل رحمك... هذا يؤدي إلى تحسين الصحة النفسية بصفة عامة مما يزيل عنك - إن شاء الله تعالى – حالات الضعف والوهن والمخاوف.
بصفة عامة: المخاوف يجب أن تعالج من خلال التحقير لها، والتحقير يعني التجاهل لها، وأن تستبدلها بما هو مخالف لها، وهي الطمأنينة، والنشاط، والحيوية، والإنسان لا يمكن أن يكون نشطًا وحيويًا إلا إذا وضع أهدافًا في حياته ونظم وقته، فكن حريصًا على ذلك، وأنت الحمد لله تمتلك كل الطاقات الشبابية التي أرجو أن تستفيد منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكل عام وأنتم بخير.