هل من حق والدي أن يرفض الخاطب لأنه لم يستطع شراء بيت لي؟

2012-08-02 10:33:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم..

تقدم لي شاب تربطني به علاقة عاطفية، لم تتعدَ حاجز المشاعر، ولم تتخللها أي غلطة، ولا حتى السلام باليد، سأل عنه والدي، وتأكد من حسن خلقه، وحسن سيرة أهله، وتدينه، فوافق والدي على زواجنا، والآن والدي يرفض، لأن هذا الشاب لا يستطيع أن يشتري لي بيتا في أول زواجنا، علما بأنه يعيش في بلد أجنبي، ومضطر لأن يشتري لي بيتا هناك في البلد الذي يعمل فيه، ولهذا من الصعب أن يشتري لي بيتا في بلدي، وبعدما وعد بأن يشتري لي بيتا متواضعا (في حدود 100 ألف جنيه) لإرضاء والدي، رفض والدي مرة أخرى، واشترط أن يكون البيت في منطقه راقية، وأغلى بكثير من استطاعة هذا الشاب.

لا أدري هل من حق والدي أن يرفض إذا تأكد بنفسه من حسن سيرة الولد، وحسن سيرة أهله بسبب ذلك؟ وما الذي أستطيع فعله؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميره حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك في موقعك، وأسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، نسأل الله تعالى أن يصلح الآباء والأمهات، وأن يجبنهم الظلم والظلمات، فإن الظلم ظلمات، وأن يلهمنا جميعاً رشدنا، وأن يعذنا من شرور أنفسنا.

لاشك أن الذي فعله الوالد ليس مقبولا من الناحية الشرعية أصلاً، وإذا كان الشاب صاحب دين، ووافق عليه الأب، ورضي به، فلماذا يعامله بعد ذلك بهذه الطريقة التي تدل على شيء من الطمع، فإن هذا ما ينبغي للوالد، أسأل الله تعالى أن يرده إلى الصواب.

وندعوك إلى أن تحسني التعامل معه، وأن تطلبي مساعدة العقلاء والفاضلات من الأعمام والعمات والخالات، ممن يستطيع أن يؤثر على الوالد، ويؤثر على الوالدة، كما أرجو أن تكون الوالدة لها دور في إقناع هذا الأب، فإن هذه الشرور والأشياء التي يطلبها، ما أنزل الله بها من سلطان، وليس للأب أن يمنع الزواج أصلاً إلا لمانع شرعي بحت، والآن السبب الشرعي منتفي مائة بالمائة، لأنه قبله، ورضي دينه وخلقه، ورضي كذلك بأسرته، ثم بعد ذلك بدأت الدنيا تطل برأسها، فأصبح يفكر الوالد بهذه الطريقة.

ونحن لا نملك إلا أن ندعوك إلى أن تعاملي الوالد معاملة حسنة، وأن تجتهدي في بره والإحسان إليه، لئلا يقع في مثل هذه الأمور، والشرع لا يعتد برأيه في هذه الأمور، وإذا خالف الابن فلن يكون ذلك من العقوق، ولن تكوني آثمة، لأنه ظالم ومتجاوز للحدود التي ترضي الله تعالى.

كلنا أمل في أن يتفهم الشاب هذا الوضع الذي أنت فيه، ويحتمل هذه الظروف، ويظل متمسكا بك حتى تكملوا هذا المشوار، فإن الأمر يحتاج إلى شيء من الصبر، وليس من الشرط على أي زوج أن يشتري بيتا في المكان الفلاني، وحتى لو أراد أن يشتري لك فإنه لا دخل للأب، ولا دخل للأم في ذلك، ودور الأب ينتهي عند مسألة الاختيار، وهو دور إرشادي أيضا، وليس دورا رئيسيا، فهو لا يستطيع أن يرفض إذا كان صاحب دين، ولا يستطيع أن يقبل إذا لم يكن صاحب دين، فالعبرة في رأي الفتاة، ثم بدين الفتاة وأخلاقها، وهذه الأمور متوفرة تمامًا مائة بالمائة، وأنت راضية وراغبة، وهو رجل صاحب دين، وصاحب أخلاق، وأسرته طيبة، فلا عذر للأب في هذا الذي حصل.

ولذلك نتمنى أن تجتهدي في إقناع الوالد كما قلنا بكل الوسائل، وابدئي بالتوجه إلى الله، فإن قلب الوالد وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها، واطلبي مساعدة الوالدة كما قلنا، وأقرب الناس إلى الوالد الذين يسمع كلامهم، وكذلك على الشاب أن يصر على إكمال المشوار، وأن يحتمل هذا الذي يحصل، لأنه لا ذنب لك فيه.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والصواب، وأن يعين الوالد على فهم هذه الشرعية التي شرفنا الله تعالى بها، وأن يسهل عليك أمرك، وأن يجمع بينك وبينه على الخير، فهو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net