كيف أنظم وقتي وأحافظ على صلاة الفجر؟
2012-09-05 07:57:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
منّ الله علي بنعمة الهداية للصلاة والمحافظة عليها ولله الحمد, لكن مشكلتي هي في أيام الدراسة وصلاة الفجر, غالبا لا أنتهي من أشغالي إلا الساعة 1 أو 2 فجرا, وأنام وقتها, فلا أستطيع القيام لتأدية صلاة الفجر بسبب الإرهاق, وقلة ساعات النوم, فما السبيل لأستيقظ وأؤديها في جماعة؟
ثانيا قرأت مؤخرا عن اضطراب الشخصية التجنبية القلقة, وهي موجودة في, فما علاج هذا الاضطراب؟
والله الموفق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ التوحيد لله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
نرحب بك ابننا الكريم في موقعك، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وهنيئًا لك بالمواظبة على الصلاة، ونتمنى أن تُكمل تاج المواظبة بالمواظبة على صلاة الفجر، التي هي –على قول بعض العلماء– الصلاة الوسطى، وهي من الصلوات التي تشهدها الملائكة، وهي صلاة كانت ثقيلة على المنافقين، فاجتهد في أن تؤديها في جماعة، وأن تقوم لها وتنهض لها.
وإذا كانت المسألة والعقبة هي الدراسة فأنت فقط بحاجة إلى تنظيم الوقت، فلماذا لا تُبكر وتستفيد من الوقت الذي بعد الفجر، وتحاول أن ترتب جدولك –جدول المذاكرة وجدول الدراسة– بحيث يتناسب مع أمر الصلاة وأداء هذه الصلاة، واحرص دائمًا على أن تتوجه إلى الله تبارك وتعالى، لأن التوفيق بيد الله تبارك وتعالى، ولولا توفيق الله لما تصدقنا ولا صلينا، ولولا توفيق الله تبارك وتعالى ولولا تأييد الله تبارك وتعالى لنا، فالجأ إلى من وفقك أولاً للصلوات الأخرى إلى أن يوفقك لصلاة الفجر.
ثم بعد ذلك ينبغي أن تعدل الجدول –كما قلنا– حتى يتناسب وأداء هذه المهمة الكبيرة التي هي صلاة الفجر، فلو أنك مثلاً قدمت النوم ساعتين، وجعلت الساعات التي بعد الفجر للدراسة أو للذهاب لوقت الدراسة والمراجعة، فإن هذا أفيد من ناحية الدراسة وأبرك، لأن البركة في البكور، وأعون لك على كل خير، لأن التوفيق في الحياة والنشاط والنجاح يبدأ بمواظبتنا على صلاة الفجر، والإنسان إذا صلى الفجر كان في ذمة الله تبارك وتعالى، فاحرص على هذه الصلاة وأدائها في وقتها.
كذلك أيضًا من الوسائل الهامة أن تطلب مساعدة الآخرين، تطلب من الوالد والوالدة والأصدقاء أن يساعدوك للاستيقاظ لصلاة الفجر، ثم تذكر أن الواحد منا قد ينهض لأمر مهم، لو قُدر أن تسافر وهذا موعد الطائرة فإنك ستستيقظ بلا شك، لو كان هناك موعد هام جدًّا في هذا الوقت فإنك بلا شك ستلتزم بذلك الموعد، فلماذا أمر الصلاة؟ من هنا ندعوك إلى أن تتخذ كافة الأسباب.
من الأسباب أن ينام الإنسان على طهارة وذكر، أن يلجأ إلى الله تبارك وتعالى، يكون صادقًا في نيته، أن يرتب وقته، أن يرتب طعامه وشرابه، لا يأكل أكلات دسمة، أن يطلب ممن حوله أن يعاونوه أن ينهض لصلاة الفجر، أن يغضب إذا لم يوقظوه للصلاة ولم ينبهوه لها، لأن هذا يدل على اهتمامنا بهذه الشعيرة التي هي الصلاة.
فأنت الآن وقد وفقك الله تبارك وتعالى بالمواظبة على الصلاة، بحاجة إلى أن تواظب على هذه الصلاة، التي هي صلاة الفجر، لأن الذي شرع الصلوات هو الذي شرع صلاة الفجر، وكما جاء في الأثر (أثقل صلاة على المنافقين العشاء والفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا) فالإنسان إذا قصر في الفجر يخاف على نفسه أن يأخذ صفة من صفات المنافقين، وأنت ولله الحمد لستَ منهم، لأن أهل النفاق إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى، وأنت تشهد الصلوات وتحافظ عليها، وهذا توفيق من الله تبارك وتعالى، فنسأل الذي وفقك إلى الخير أن يزيدك من الخير، وأن يزيدك من التوفيق، وأن يزيدك من الثبات على هذا الطريق.
واعلم أن الإنسان له طاقة وعنده إرادة إذا عزم وصدق في عزمه وصدق في توكله على الله تبارك وتعالى؛ فإنه سينهض ولو نام نصف ساعة فقط، فأعط الصلاة حظها وحقها من الاهتمام، وأعط لنفسك حظها وحقها من الطعام والراحة، ونظم وقتك، واستعن على صلاة الفجر بعد توفيق الله بالقيلولة، بنومة في منتصف النهار تنامها، ترتاح بها قليلاً، تعينك على النهوض لصلاة الفجر.
عمومًا نحن في انتظار أن نسمع عنك الخير، وندعوك في هذا الشهر الفضيل إلى أن تبدأ المحافظة على صلاة الفجر، وبلا شك أنت الآن تحافظ على الفجر، لأن الإنسان يحرص على أن يتسحر ثم بعد ذلك يصلي الفجر، فاحرص على أن تستمر على هذا الخير بعد أن تنقضي أيام الصيام.
ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.