أرهاب ما أعاني منه أم هو ضعف الشخصية؟
2012-09-10 07:57:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 17 عاما, مشكلتي ضعف الشخصية, فأنا خجول جدا, لا أحب الخروج من البيت, أتجنب المضاربات مع أي أحد, حتى لو كان هو المخطئ علي؛ خوفا من تزايد ضربات قلبي, إذا واجهت مشاكل أو مشاجرة أسكت عن حقي دائما, وقد قرأت كثيرا عن ضعف الشخصية, وحاولت أن أطور شخصيتي, لكن لم أستطع.
في المدرسة لا أشارك, ولا أقول رأيي, يسمونني الزملاء (الصامت) أو (الكتوم) ليس لدي أصدقاء, مستواي الدراسي نزل بسبب المشكلة, بعد ما كنت أحصل على نسبة 95 %؛ في هذه السنة حصلت فقط على 75 %.
أحس بالقهر دائما لما أرى إخواني يذهبون مع أصدقائهم ويأخذون حقهم, وهم جريؤون جدا.
أرجوكم ساعدوني, فوالله ثم والله إني أتمنى الموت دائما.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على الكتابة إلينا.
قد لا يكون الموضوع أنه ضعف في الشخصية، بل ربما هو أقرب إلى ما نسميه الخوف أو الرهاب الاجتماعي, حيث إن تريبك من لقاء الحديث, والحديث أمامهم, والدفاع عن نفسك... وقد يصيب مثل هذا الخوف أو الرهاب حتى أصحاب الشخصية القوية أو المتزنة، إلا أنه الرهاب الذي يصيب الشخص, فيبدو وكأنه ضعيف الشخصية، ولكننا نعلم ومن خلال الكثير من الحالات، أن هذا الشخص الذي اعتقد بأن لديه ضعفا في الشخصية، قد استرد قوته وعزيمته بعد أن استطاع التغلب على خوفه هذا، ولا شك أنك تلاحظ الفرق الكبير بين الأمرين. فموضوع ضعف الشخصية أو اضطرابها موضوع أكثر تعقيدا، ويحتاج لجهود كبيرة من أجل العلاج أو التصحيح.
السؤال الآن، كيف تعالج هذه الحالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي؟
ويقوم العلاج على ثلاثة أمور:
الأول: العلاج النفسي المعرفي، وهو عن طريق تغيير القناعات والأفكار المصاحبة للرهاب الاجتماعي، فوراء هذا الرهاب بعض الأفكار والقناعات، والتي كونت عندك منذ طفولتك، وبالتالي فأنت دائم الارتباك من اللقاء بالناس, ويمكن مع هذه المعالجة المتخصصة أن تتغيّر هذه الأفكار وتستبدلها بأفكار أكثر صحة وسلامة، ويقوم على هذه المعالجة الطبيب النفسي المتدرب على هذا النوع من العلاج، أو الأخصائي النفسي المتخصص.
إن تجنب لقاء الناس وعدم الخروج من البيت، لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك بالحرص على لقاء الناس والاختلاط بهم، وعدم تجنبهم، وستجد من خلال الزمن أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجد مقابلة الناس والحديث معهم أسهل بكثير من السابق.
والعلاج الثاني، هو العلاج السلوكي، وهو عن طريق تعريض المصاب للمواقف التي يتردد في اقتحامها، ومن ثم منعه من الهروب منها، وستلاحظ بعد فترة قصيرة أنك لم تعد ترتبك كثيرا في هذه المواقف. وهناك من يجمع بين العلاجين المعرفي-السلوكي وبحيث يستفيد من إيجابيات كل منهما.
والعلاج الثالث، وهو في الواقع لا يغني عن السابق، إلا أنه يساعد كثيرا في تخفيف شدة الأعراض، ويساعد الشخص على التكيّف المناسب, وهذا العلاج هو العلاج الدوائي بأن يصف الطبيب النفسي أحد الأدوية المضادة للاكتئاب، ليس لوجود الاكتئاب، وإنما وجد من خلال التجربة أن مضادات الاكتئاب تحسّن شدة وطبيعة الأفكار المصاحبة لهذا الرهاب، وتزيد من ثقة الشخص في نفسه, ولا بد من متابعة هذا العلاج الدوائي مع الطبيب النفسي لأن استعمال الأدوية المضادة للاكتئاب يحتاج إلى المتابعة القريبة من قبل المتخصص.
حماك الله من كل سوء، ويسّر لك أمورك.