دوالي المريء ... ماهيتها وأسبابها وعلاجها؟
2012-09-19 08:48:50 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسأل الله تعالى أن يتقبل صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم, إنه سميعٌ مجيب.
لدي عدة استفسارات, وأرجو من سيادتكم إشباع فضولي, والرد عليها: هل الدوالي تؤثر على العملية الجنسية؟ وما هي أعراضها وعلاجها؟ وهل التهاب أو احتقان البروستاتا تسبب الضعف الجنسي؟
سؤالي الآخر: ما هي دوالي المريء؟ وما علاجها؟ وهل هناك فعلا كبسولة منظار للجهاز الهضمي بدلا من المنظار العادي؟ وهل هي موجودة في أحد مستشفيات الخليج أو السعودية؟ وهل تؤدي نفس المنظار المعروف؟
جزاكم الله خيراً, ووفقكم إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلا يوجد أي دليل عملي أو أي بحث علمي يثبت أن هناك علاقة بين دوالي الخصية والقدرة الجنسية, وقد تمت إثارة أن هناك علاقة بين الدوالي من الدرجة الثالثة, وبين التسريب الوريدي, ولكن لم يتم إثبات هذا, وبالتالي لا توجد علاقة بين الدوالي وبين الانتصاب والقدرة الجنسية.
أما التهاب البروستاتا، فقد يؤثر بالفعل على الانتصاب, وعلى سرعة القذف, والتأثير يكون نفسيا وعضويا كذلك, ولكن بعلاج الالتهاب تتحسن الحالة, وتعود الأمور لطبيعتها.
ومرحبا بك للتواصل معنا لتوضيح أي تساؤلات.
والله الموفق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د.إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة، وتليها إجابة د. محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم:
--------------------------------
فدوالي المريء هي عبارة عن توسعات وانتفاخ الأوردة في بطانة جدار المريء في الجزء الأسفل منه، وهي تشبه الدوالي في الساق، وهي تظهر نتيجة ارتفاع في ضغط الوريد البابي الذي ينقل الدم الوريدي من المعدة والأمعاء إلى الكبد، فنتيجةً لانسداد مجرى الوريد؛ فإنه ينتج عنه سريان الدم في شعيرات دموية جانبية لتخطي تلك المنطقة المسدودة، وهنا يتم تحويل مجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة، وهذا يسبب توسع هذه الأوعية الجانبية، فإن كان التوسع في نهاية المريء سميت دوالي المريء، أما إن كان التوسع في أعلى المعدة فتسمى دوالي المعدة.
ومن أهم أسباب دوالي المريء: تليف الكبد، وهناك أسباب عديدة لتليف الكبد، ومنها: التهاب الكبد المزمن بسبب فيروس الكبد بي أو سي، وهو أكثر سبب لدوالي المريء، إلا أن هناك أسباباً أخرى مثل:
ـ تخثر الوريد الطحالي أو تخثر الوريد البابي.
- الضغط الخارجي على الوريد البابي كالأورام.
- البلهارسيا.
- تليف الحوصلة المرارية، وخطورة دوالي المريء أنها قد تتمزق مسببة نزيفاً دموياً حاداً، فيحصل خروج دم عبر الفم من الممكن أن يؤدي للوفاة إذا لم يتم سرعة علاجه.
ومن أهم العوامل التي تُساعد على حدوث القيء اليومي: ازدياد حجم الدوالي، ارتجاع المريء، ولتشخيص المرض، فإنه يستخدم المنظار، والمنظار يستخدم في العلاج أيضاً؛ حيث يتم حقن مواد مصلبة للأوردة النازفة.
وفي الحالات الحادة النازفة فإنه يتم عمل أنبوب رفيع متصل ببالون عن طريق الفم، يتم نفخه للضغط على جدران الأوردة المتسعة لإيقاف النزيف، وفي حال عدم توقف النزيف يأتي دور المنظار الذي يتم عن طريقة حقن تلك الأوردة بمحلول معين تجعلها تنكمش، وتعتبر هذه الطريقة فعالة في 90% من الحالات، ولكن يمكن أن تسبب قرحاً في المريء، أو مزيداً من النزيف، ويعتبر الربط عن طريق المنظار الداخلي أحدث تقنية يتم خلالها ربط الأوردة المنتفخة بأربطة مطاطية مرنة، وتعتبر هذه الطريقة أكثر سلامة من العلاج بالحقن، ولها نفس الفاعلية.
أما التدخل الجراحي، فيحتاجه حوالي 5 -10%من الحالات التي لا تستجيب للعلاج بالمنظار، ويتم علاجها بإحدى الطرق الآتية، عمل تحويل لمجرى الدم من الوريد البابي الكبدي إلى الدورة الدموية العامة مباشرة أو ربط الأوعية الدموية المغذية لآخر 5 سم من المريء، وكذلك 2/3 لأعلى المعدة.
أما عن تنظير الجهاز الهضمي الكبسولي، فهو فحصٌ جديد نسبيا يستخدم لتشخيص الحالات التي تكون الأمعاء الدقيقة جزءاً منها، وخاصة تشخيص مصادر النزيف التي لم يتم تشخيصها بواسطة الفحص العادي (تنظير المعدة - Gastroscopy وتنظير القولون - Colonoscopy).
خلال فحص الكبسولة يتم ابتلاع كبسولة خاصة أحادية الاستخدام، تحتوي على آلة تصوير وجهاز بث، وتمر الكبسولة عبر الجهاز الهضمي، وتبث من هناك صورا إلى جهاز يكون موضوعاً على جسم المريض، بعد ذلك يقوم الطبيب بمراجعة الصور، وتحديد مصدر النزيف، والسبب الرئيسي لإجراء هذا الفحص هو الشكوى من نزيف في الجهاز الهضمي (بشكل عام نتيجةً لفقر الدم الناتج عن عوز الحديد) والذي قد خضع لفحص تنظير المعدة والقولون دون التوصل لنتيجة.
وسبب آخر هو الشك بوجود داء كرون، بعد الفحص العادي (الذي يشمل تنظير المعدة والقولون وتصوير الأشعة مع الباريوم) دون التوصل لنتيجة.
إلا أنه يمكن استخدامها لتنظير المريء للتشخيص فقط -أي أنها لا تستخدم للأمور العلاجية التي تم ذكرها بالنسبة للمنظار-.
والله الموفق.