خُطبت لابن عمي، وأنا أحب غيره، فبماذا تنصحوني؟

2012-09-11 11:43:26 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أرجو مساعدتي؛ لأنني تعذبت كثيرا؛ فأنا طالبة في المعهد، ولقد أعجب بي طالب، وأراد أن يتقدم لي بعد سنة، ولكن لم تتح له الفرصة لذلك، ولقد تعلقت به كثيرا، وإلى الآن، وبعد مرور سنة، وفي هذه الفترة تقدم لي ابن عمي وخطبني من أهلي - زواج تقليدي -، حتى أني لم أره في الحقيقة، لأنه خارج البلاد، وأنا لا أحبه.

أرجو مساعدتي.

وشكرا لكم


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

لقد ذكرت -أيتها الفاضلة- أنك تعلقت بالطالب غير المتقدم للخطبة، وهذا لا يجوز شرعا، فهو عمل من أعمال الشيطان، ووسيلة من وسائله، وستجدين هذا الأمر ربما مع كل خاطب يأتي إليك، وهدف الشيطان من ذلك أن تستمر عجلة العمر وأنت ترفضين، أو لا تقبلين، ثم ما هي إلا سنوات قليلة، ويكون الأمر أشد صعوبة، فلا الطالب المتردد قد خطب، ولا الخطاب قد قبلت بهم، وهذا - أيتها الفاضلة - وقعت فيه كثير من الأخوات، وبعد أن مر قطار العمر بهم، وظلوا يبكون على ما مضى، ولكن ما ينفع الندم.

أيتها الفاضلة: إذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخبر أن الشيطان يفرك بين الزوج وزوجه، فإنه كذلك لا يستبعد عليه أن يفرك بينك وبينك كل خاطب يتقدم إليك، وقد ذكرت -أيتها الفاضلة- أنك لم تري ولد عمك، فكيف حكمت عليه، إننا نرجو منك ألا ترفضيه، كما لا ندفعك إلى القبول، ولكن نتمنى عليك ما يلي:

أولا: الاستخارة قبل أي فعل أو قول، وهي كما روى عن جابر رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: ( اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك )، شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ).

ثانيا: تحدثي مع ولد عمك بعد طرح فكرة الطالب تلك تماما حتى لا يتشتت ذهنك، وعليك أن تكوني واقعية في الطلب، فليس كل النساء كاملات، ولا الرجال كذلك، ولو توقف كل رجل عن المواصفات التي يريدها دون تغافل عن بعضها ما تزوج رجل امرأة، وكذلك المرأة، فعليك أن تكوني واقعية في تصورك، وأن يكون تصورك في موضعه، وأن يكون مقياس القبول والرفض كثرة الفضائل والمميزات لا جميعها.

ثالثا: عليك أن تضعي في حسابك - أيتها الفاضلة - أن المواصفات الشرعية الرئيسة هي: الدين والخلق، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم – : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، فهذا هو المعيار الأصلي، وتبقي المعايير الأخرى قائمة، ولكنها فرعية على ما مضى.

وبعد ذلك قرري ما تريدين فعله، وساعتها سيكون الاختيار موفق، إن شاء الله.

وفي الختام: نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يقدر لك الخير، وأن يرضيك به.

والله الموفق.

www.islamweb.net