الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.
فقد قمتِ بالإجراء الصحيح، وهو مقابلة الطبيبة المختصة في أمراض المخ والأعصاب، والصداع الذي تعانين منه يظهر أنه صداع عصبي، وله أيضًا مكوّن الشقيقة – أي الصداع النصفي – وهذا النوع من الصداع معروف جدًّا، وحقيقة من أهم الإجراءات العلاجية هي:
أن تسعي دائمًا في أن تكوني حالة استرخاء، الاسترخاء النفسي والجسدي يقلل كثيرًا من نوبات الصداع، ولدينا في إسلام ويب استشارة – وغيرها كثير – تحت رقم (
2136015) أرجو الرجوع إليها ومحاولة تطبيق هذه التمارين بإتقان، ولا شك أن فائدتها فائدة تجمّعية، بمعنى أن الإنسان لا يستفيد منها ليومٍ أو يومين، ولكن من خلال الاستمرار عليها وجعلها نمطا حياتيا هنا تكون الفائدة - إن شاء الله تعالى – .
ثانيًا: أرجو أن تكوني فطنة جدًّا، وتتحسسي مُثيرات الصداع، يعني: ما هي الأشياء التي قد تكون عوامل للصداع؟
أنتِ قمت بالفحوصات العضوية، للتأكد من الأنف والأذن والحنجرة والنظر والضغط، وهذا جيد، لكن هنالك بعض المثيرات قد تكون بسيطة جدًّا، مثلاً بعض الأطعمة، يُعرف أن الأجبان أو الفول أو الشكولاتة أو حتى القهوة، في بعض الأحيان قد تُثير هذا النوع من الصداع، فأرجو أن تتحسسي هذه المثيرات، وابتعدي عن أي مُثير.
ثالثًا: النوم في وضعية سليمة – هذا مهم جدًّا – فبعض الناس ينامون على وسائد مرتفعة، وحين تكون المخدة مرتفعة هذا قد يؤدي إلى انشدادات عضلية في عضلة الرقبة أو فروة الرأس، وهذا قد يتأتى عنه الصداع، هذه أمور بسيطة جدًّا، لكن أهميتها الطبية كبيرة، فأرجو أن تلاحظي ذلك.
أيضًا يجب أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة، والتمارين الرياضية البسيطة أيضًا ذات فائدة عظيمة جدًّا.
أنا لا أعتقد في هذه المرحلة أنك في حاجة لإجراء صورة مقطعية للرأس، لكن قطعًا إذا استمر معك هذا الصداع بالرغم من تنفيذك الإجراءات التي ذكرناها فهنا أعتقد أن القيام بالصورة المقطعية للرأس، هذا في حد ذاته سوف يعود عليك نتائج علاجية إيجابية، يعني الإنسان حين يطمئن أكثر من نتائج هذه الفحوصات الأكثر دقة، هذا وجد أنه يمثل عائد إيجابي علاجي كبير جدًّا على الإنسان.
أريد أن أتحدث معك الآن في موضع الأدوية: الدوجماتيل فعلاً يرفع هرمون الحليب خاصة لدى البنات، وهذا ربما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، ونحن حقيقة لا نفضل هذا الدواء للبنات، بالرغم من أنه دواء جيد ومفيد وليس فيه أي خطورة، لكن أنت توقفت عنه، وهذا شيء جيد.
بالنسبة للتوباماكس: ربما أختلف معك قليلاً، لأن هذا الدواء بالفعل دواء ممتاز جدًّا لعلاج الصداع، خاصة إذا كان فيه الجانب العصبي والنصفي، وللتخلص من آثار التوباماكس يجب أن تكون الجرعة صغيرة، جرعة البداية تكون خمسة وعشرين مليجرامًا وليس أكثر من ذلك، وبعد أسبوع يمكن أن تُرفع الجرعة إلى خمسين مليجرامًا مثلاً، وهذه ربما تكون جرعة كافية بالنسبة لك.
أكثر أثر جانبي يحدث مع التوباماكس هو افتقاد الشهية للطعام، وهذا يفيد الكثير من الناس الذين لديهم زيادة في الوزن، لكن هذا الاضطراب في الشهية للطعام يختفي أيضًا بعد مدة إذا أصابك.
إذن هذا دواء جيد، دواء فاعل، ممتاز جدًّا، وربما تكوني محتاجة أيضًا لجرعة بسيطة من عقار إندرال، إندرال معروف بفائدته جدًّا في منع نوبات الصداع النصفي القلقي، ويمكنك أن تتشاوري مع طبيبتك في هذا السياق، وجرعة الإندرال المطلوبة هي جرعة صغيرة جدًّا، هي عشرة مليجرام صباحًا ومساء، وهو يعرف علميًا باسم (بروبرالانول).
هذا هو الذي أود أن أنصحك به، ومن المهم جدًّا أن تسير حياتك بصورة طبيعية، فيما يخص دراستك، تواصلك الاجتماعي، هذا يجب أن تنتبهي إليه، ويجب أن يسير نمط حياتك بكل نجاح وإيجابية، لأن التقاعس والتكاسل، وأن تضعي لهذا الصداع زمن وتتفرغين له هذا في حد ذاته لديه آثار سلبية.
إن شاء الله تعالى الأمور تسير على خير، ونحن على استعداد تام لتقبّل أي رسالة منك إذا تطلب الأمر متابعة أخرى.