أضفت شبابا إلى صفحتي بالفيس بوك وأفكر في حذفهم، فبم تنصحونني؟

2012-10-03 08:42:08 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أختكم أم رنيم، سؤالي عن الموقع الاجتماعي الفيس بوك.

أنا أنشأت صفحة لي على الفيس بوك منذ فترة طويلة وصفحتي - والحمد لله- صفحة إسلاميه هادفة فيها العبر والمواعظ والأدعية وتحث على الخير، وبعيدة عن المواضيع والصور المغضبة لله، ومنذ تعرفي على الصفحة نشرت معلومات إسلامية.

أصبحت أفضل من قبل التزمت بصلواتي ويومياً أقرأ القرآن وأشغل أوقاتي بالأذكار والأدعية، وأقرأ الأحاديث والعبر والمواعظ، وأحاول أن أغير من نفسي وأصلح حالي قبل أن أصلح في الآخرين، وأقدم النصائح للآخرين بطريقة مهذبة ولطيفة، وكل ذلك بفضل الله عز وجل.

أتلقى عدداً من المعجبين لصفحتي من الإخوة الشباب والأخوات.

سؤالي: هل يجوز لي إضافة الإخوة الشباب؟ علماً أني أضفت بعض الإخوة بعد أن تأكدت من صفحاتهم على أنها صفحات إسلاميه هادفة وفيها ما يرضي الله ولا يغضبه، والإخوة الموجودون في صفحتي في قمة الأخلاق والأدب، جزاهم الله كل الخير، وجميعهم يقدمون مشاركات رائعة ومفيدة وقيمة.

سؤالي: هل أضيف مزيداً من الإخوة الشباب على صفحتي أم أمتنع عن ذلك؟ وماذا أفعل مع الإخوة الموجودين هل أبقيهم أم أحذفهم من صفحتي؟ علماً أنى أخبرتهم أنى ربما أحذفهم من الصفحة خوفاً من الوقوع في الحرام وجميعهم تقبلوا كلامي واحترموا رأيي، و قالوا لي افعلي ما شئت.

أخوتي، بماذا تنصحوني جزاكم الله عني وعن كل المسلمين كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ إيناس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله ومن صحابته ومن والاه.

نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذا الحرص وهذه المشاعر النبيلة وهذا الخوف من الله، الذي دفعك للسؤال، نسأل الله أن ينفع بك بلاده وعباده، وأنت حقيقة تضربين نموذجًا رائعًا في خدمة الفتاة لدينها، وخدمة الفتاة للمشاعر النبيلة وللمعاني الكبيرة، التي تحملها انطلاقًا من عقيدة التوحيد، وأحسب أن دور الفتيات ودور أمثالك من الصالحات كبير جدًّا في مناصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي نشر المفاهيم الصحيحة عن هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، حتى ولو كان ذلك من اختيار مقطوعات مأمونة موثوقة من مواقع جيدة ثم إعدادها ثم بثها ونشرها، حتى تعم الفائدة.

نحن فعلاً بحاجة في هذا الزمان إلى أن يستخدم الإنسان وقته والطاقات، وصاحب اللغة يتكلم بلغته، وصاحب المال يبذل ماله، وصاحب الوقت يبذل من وقته، في نصرة هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

لذلك نحن بداية نشكر هذه الفكرة الكبيرة، ونشكرك أيضًا ونشكر الشباب الذين يتواصلون على حسن التزامهم بضوابط الموقع، وكذلك تحلي الآداب والأخلاق ورعاية أحكام وآداب هذا الشرع الحنيف، الذي يضع للرجل حدود في تعامله مع النساء، ومع ذلك فإننا حقيقة نتمنى أن يكون للشباب (الرجال) مواقع وحدهم، وتكون للفتيات (النساء) مواقع أخرى مشابهة منفصلة لا مكان فيها للرجال، لأن البدايات قد تكون طيبة، وأنت لو كنت آمنة على نفسك فلا تأمني على الأخريات من تدخل هؤلاء الشباب معهم والدخول إلى الخصوصيات، أو انحراف هذه العلاقة التي بدأت – ولله الحمد – طيبة، فالشيطان لا يترك الإنسان خاصة في مثل هذه العلاقات.

لذلك الأحوط والأحسن والأفضل أن يكون هذا الموقع نسائي بحت، وإذا احتجتم إلى استفسار من كبار العلماء أو نقاش فلا مانع من التواصل مع العالِم بقدر الحاجة وبقدر ما تحتجن من تصحيح المعلومات التي عندكنَّ.

أيضًا هناك داعيات فاضلات من النساء بإمكان الفتيات الرجوع إليهنَّ، خاصة في الأمور التي تخص الفتيات وتخص النساء، ومعلوم أن كثيرا من العلاقات تبدأ – كما قلنا – طيبة، لكنّ الشيطان له مداخل، وقد يبدأ الشاب فيُثني على الفتاة وعلى كلامها وعلى عقلها وعلى نضجها، مثل هذه الأشياء، ثم بعد ذلك تبدأ مسيرة الانجراف والانحراف.

فطالما كان هذا الموقع لك وأنت تتحكمي فيه فنتمنى أن يرحل هؤلاء الشباب ليقيموا مكاناً آخر – موقعاً آخر – لهم، يقوموا أيضًا بدورهم بنصرة ومناصرة هذا الدين الذين شرفنا الله تبارك وتعالى به.

أيضًا نحن سعداء لأن الشباب أيضًا أعطوك الفرصة كاملة في أن تعزليهم أو تخرجيهم من هذا الموقع إذا أردت، وهذا طبعًا يدل على وعيهم ونضجهم، وعلى أن المصلحة لهم ولكنَّ، لأن المصلحة في أن يكون للرجال مواقع منفصلة عن مواقع النساء، بل نحن نقول: لو أن الرجل شعر أن الفتاة تستجيب إليه وتسمع كلامه ونصحه فعليه أن يحولها مباشرة إلى بعض الداعيات الصالحات ليكملن معها المشوار، فإن الأصل أن تقوم الفتاة بدعوة الفتيات، وأن يقوم الشاب بدعوة الشباب من إخوانه من الرجال، فهو يؤثر فيهم أكثر، وأيضًا هذا جانب نأمن فيه على أنفسنا، ونأمن عواقب مثل هذه العلاقات التي نتمنى أن تكون لله وبالله وفي الله وعلى مراد الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن يسعى الجميع في خدمة هذا الدين على هدىً وبصيرة وعلم، وندعو الجميع إلى التواصل مع المواقع العلمية كهذا الموقع الذي فيه ضوابط شرعية، وفيه علماء يقوموا عليه، وبعد ذلك بعد أن نتأكد من المعلومة فنذكر بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
(نضر الله امرءا سمع مقالتي - آية أو حديثاً - فوعاها فبلغها ، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) ونحن بحاجة إلى أن نتحول جميعًا إلى دعاة إلى الله، لعموم الجهل، فإذا تأكد الإنسان من معلومة صحيحة مائة بالمائة عليه أن يسعى في نشرها حتى يعم الخير، وحتى نفوت الفرصة على أعداء الله الذين يريدين أن يشهوه جمال وكمال هذه الشريعة، ولكن هيهات وهيهات، فإنهم يُثيروا الغبار نحو السماء، وتظل السماء صافية ويعود الغبار إلى عيونهم وإلى رؤوسهم، هذا ما سيجنيه الأشقياء من عدوانهم على هذا الدين.

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت *** أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما عرف الناس طِيب عرف العود.

نسأل الله لنا ولكم وللشباب كذلك التوفيق والسداد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net