تعلقت بفتاة تكبرني بـ 8 سنوات ووالديّ يرفضانها.. ماذا أعمل؟
2012-10-08 09:16:05 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنا طالب بكلية الهندسة، ووحيد أهلي، ولدي 22 سنة، وأعمل حاليا في إحدى الشركات، ملتزم -ولله الحمد- لكني لست من أسرة ملتزمة.
قررت الارتباط، وقررت البحث عن زوجة، وبحثت كثيرا عن ذات الدين والخلق، وبفضل الله وجدتها، ولكن كانت هناك مشكلة، ألا وهي أنها تكبرني بـ 8 أعوام، وأنا بالفعل تعلقت بها، وأريد الارتباط بها، وأهلي يرفضون الارتباط بها فقط لأنها تكبرني دون حتى مقابلتها، أو حتى معرفة عنها أي شيء؟ فما العمل؟ وهل يجوز أن أتزوجها دون رضى أهلي؟ مع العلم أني مازلت أحاول معهم، ولكن لا أعرف ماذا أستطيع أن أفعل معهم؟ وهم غير قابلين للنقاش معي في هذا الموضوع!
أقصد بأهلي هم أبي وأمي، أرشدوني عسى الله أن يرحمنا وإياكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
بداية نرحب بك ابننا (المهندس) في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يستخدمك فيما يُرضيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجه الكريم، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونحن بداية حقيقة نتمنى أن يكون أي زواج برضا الوالدين خاصة في مثل الحالة التي يكون فيها الإنسان وحيدًا لوالديه، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على إقناعهم بهذا الذي اقتنعتَ به، ونتمنى أن تجد من الوجهاء والفضلاء والعلماء من يتدخل في مساعدتك، ونتمنى ألا تكون العلاقة مع الطرف الثاني قد تعمّقتْ وتجذرتْ، وألا تكون بينكما وعود، وهذا طبعًا نحن لا نريده، والشريعة لا تقبل بأي علاقة تكون في الخفاء، نحن نعتقد أن العلاقة الزوجية الناجحة تبدأ إذا وجد الإنسان في نفسه ميل للفتاة، فإن أول وأولى وأهم من ينبغي أن يُخبرهم ويحادثهم في شأنها هم الوالدة والوالدة، فلستُ أدري كيف تركت العلاقة حتى تعمقتْ المشاعر ثم جئت بعد ذلك لتُخبر الوالد والوالدة، ومعلوم أن الناس – بكل أسف – يهتمون بمثل هذه الإشكاليات، مع أن النبي - عليه الصلاة والسلام – تزوج من خديجة، وهي تكبره بخمس عشر عامًا، وتزوج من عائشة وهو يكبرها بأكثر من أربعين عامًا – عليه صلاة الله وسلامه – وسعد الجميع في صحبة رسولنا - عليه صلاة الله وسلامه – لأننا نوقن أن السعادة لا تعرف الأعمار، ولا تعرف هذه الفروقات، ولا تعرف هذه الحدود الوهمية التي يضعها الناس، فالأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
وإذا كنت لم تمض في هذه العلاقة، ولم يوجد شيئًا رسميًا بينكما فنحن ننصح بأن تبحث عن فتاة متدينة، ولا تتنازل عن الدين أبدًا، فإن هذا شرط أساسي (فاظفر بذات الدين تربت يداك) هذا كلام الذي لا ينطق عن الهوى، ولكن الأمر كما قال الله: {إن هو إلا وحي يوحى}.
ولكن نريد أن نقول: الذي يفوز بصاحبة الدين، يرضاها الوالد وترضاها الوالدة، هذا من علامات التوفيق الكبرى، لأن الإنسان في هذه الحالة سيعان على بر والديه، وسيعان على الإحسان لزوجته، أما إذا بدأت الحياة الزوجية بهذا النفور، وبهذه النظرة بعدم الرضا من الوالدين، فإن هذا يُدخل الأسرة في كثيرة من التوترات وكثير من الخصام، وهذا ما لا نريده لأبنائنا الملتزمين الذين ينبغي أن يكونوا أرفق الناس بآبائهم وأمهاتهم، ستكون أمامك الخيرات صعبة، وحتى الفتاة إذا عرفت أن أهلك رافضين الآن – ولابد أن تعرف – سيكون هذا بالنسبة لها إشكال كبير جدًّا، ومعروف أن فارق السن عندنا في البيئات العربية معظمها تركز على هذه المسائل وتقف عندها طويلاً، حتى وإن كان الفارق أقل من هذا.
لذلك أرجو أن تعيد النظر في المسألة برمتها، وأنت أعرف بنفسك، وسنكون سعداء إذا تواصلتَ معنا فأعطيتَ تفاصيل عن طبيعة العلاقة، وعن مشاعر الطرف الآخر إذا كانت هناك علاقة رسمية، أما إذا لم تكن هناك علاقة رسمية فمنِ الذي أذن لكم في أن تُمضوا هذه العلاقة، وفي أن تجعلوها بهذه الطريقة دون أن يكون لها غطاء شرعي، ودون أن تُدركوا أن هذه العلاقة يمكن ألا تنتهي بالزواج، والآن تواجهك عقبات.
أما بالنسبة للسؤال من ناحية أن يتزوج الإنسان دون إذن والديه؟ كيف وأنت رجل والأمر إليك، يعني تستطيع أن تفعل هذا، ولكن نحن لا نريد لك هذا أبدًا، لا نريد أن تفقد الوالد والوالدة وتُدخل عليهم الأحزان، وأنت الأمل بعد الله تبارك وتعالى، لأنك الوحيد عندهم، فأرجو أن تراعي هذه الكلمات وهذه المشاعر، وأن تفهم مشاعر الوالدين في وضعها الصحيح.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يعينك على إقناع الوالدين بالحق والخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.