توقفت عن الزيروكسات 3 أشهر ثم رجعت إليه.. فهل هناك مشكلة؟

2012-10-15 13:13:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا شاب عمري 23 سنة، ملتزم -والحمد لله- تعرضت لحالة نفسية أثرت على حياتي، وهي إني أشعر بالخوف الشديد، والقلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس حتى أني دائما أشعر أن دماغي سيتوقف فيزداد خوفي حتى أشعر أنه سوف يغمى علي ولدرجة أني لم أستطع الذهاب إلى الدراسة.

ذهبت إلى طبيب عام، وأخبرته بما يحدث لي، فوصف لي دواء ديروكسات، وقال لي: استعمل نصف حبة كل يوم لمدة 6 أشهر فلحظت تحسنا جيّدا، وكنت كل 3 أشهر أذهب إليه، ويقوم بفحصي ويؤكد لي أني بصحة جيدة -والحمد لله رب العالمين- على كل حال.

استعملت الدواء لمدّة 8 أشهر بنصف حبة كل يوم، ثم قطعت هذا الدواء تلقائيا عندما شعرت أني شفيت تماما- والحمد لله- بقيت على هذه الحالة لمدّة 3 أشهر حتى أني تعرضت إلى أشد الصعوبات والمخاوف، وكانت حالات عادية.

في هذه الأيام عاودتني هذه المخاوف، ولكن أقل من قبل، عدت إلى الطبيب فقال لي استعمل ديروكسات كالعادة، وقال لي سأقطع لك هذا الدواء عندما تتخرج وتجد عملا، ولكني لم أستعمل الدواء خوفا من الإدمان أو أي حالة أخرى، ولجأت إلى الرقية الشرعية، وممارسة الرياضة لنسيان هذه المخاوف، لكن دون جدوى.

السؤال:

عندما قطعت هذا الدواء لمدة 3 أشهر ثم عدت إليه هل هذا شيء عادي؟ وهل هو من الأدوية المدمنة؟

وهل الخوف الشديد والقلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس حتى أني والله دائما أشعر أن دماغي سيتوقف، هل هو أمر عادي؟ وهل أستطيع نسيان هذه الحالات؟ علما أن هذه الحالة بقيت راسخة في ذهني لمدة عام قبل أن ألتجئ إلى الطبيب، مع العلم أني كثير الهلوسة والوسواس.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ azerty azerty azerty حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فالذي يظهر لي أن مكوناتك النفسية – أي بناء شخصيتك – في الأصل تتسم وتتصف بوجود حالة من القلق، وكذلك الوساوس، وهذه ليست عيوبًا نفسية حقيقية، لأن القلق والوساوس وحتى المخاوف كلها طاقات نفسية مطلوبة من أجل أن يحسن الإنسان أداء الشيء الذي يقوم به، لكن قطعًا هذه المكونات النفسية إذا زادت عن الحد المطلوب تسبب متاعب لصاحبها.

فيا أخِي حالتك هي حالة قلقية وسواسية من الدرجة البسيطة، ويظهر أنه لديك استعداد لمثل هذه الحالات كما ذكرت لك.

بالنسبة لعلاج الزيروكسات: الحمد لله أنت استجبت لجرعة صغيرة جدًّا، نصف حبة في الغالب هي جرعة تمهيدية بسيطة للغاية أكثر مما هي للعلاج، فنصيحتي لك الآن هي ألا تتردد في تناول هذا الدواء، أنا أتفق تمامًا مع الطبيب، وحتى إن تناولته لمدة سنتين أو ثلاثة ليس هناك ضررًا في هذا أبدًا، لأن قابليتك للخوف والقلق والتوتر والوسواس يظهر أنها ذات طابع بيولوجي، وحين تكون ذات طابع بيولوجي لابد أن يكون هنالك الداع أو الكابح البيولوجي الذي يوقف هذه الأعراض، وفي هذه الحالة هو عقار باروكستين.

فيا أخِي: أقدم على تناول الدواء، والدواء ليس إدمانيا أبدًا، أنا أؤكد لك هذا، وانقطاعك عن الدواء لمدة ثلاثة أشهر ثم العودة إليه، هذا أمر عادي جدًّا، ولازالت - إن شاء الله تعالى – مستقبلاتك العصبية سوف تقبله، والدواء ليس من الأدوية المدمنة، لكن يُعرف عنه تمامًا أنه قد يؤدي إلى آثار انسحابية بسيطة إذا توقف عنه الإنسان فجأة، والذين لا يدعمون موضع علاجهم وشفائهم بالوسائل السلوكية، ويعتمدون على الأدوية فقط أيضًا هؤلاء قد تواجههم مشكلة حين ينقطعون عن الدواء.

والوسائل السلوكية معروفة لديك أيها الأخ الكريم – وهي: التفكير الإيجابي، ممارسة الرياضة، ممارسة تمارين الاسترخاء، إدارة الوقت بصورة إيجابية، تغيير نمط الحياة، أن تكون هناك رفقة وصحبة طيبة، بر الوالدين، هذه دعائم علاجية أساسية جدًّا تحفز من فعالية الدواء، وتقلل الانتكاسات كثيرًا حين ينقطع الإنسان عن الدواء.

وفي هذه المرة أود أن أقترح لك – طبعًا بعد التشاور مع طبيبك – أن تتناول الزيروكسات بجرعة نصف حبة لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترفعه إلى حبة كاملة، هذا أفضل أيها الأخ الكريم، لأن ذلك سوف يثبت الدعائم العلاجية بصورة قوية، تناول حبة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك ارجع إلى نصف حبة واستمر عليها إلى أي مدة يقررها الطبيب.

فأنا أطمئنك تمامًا أن الدواء سليم، وإن شاء الله تعالى بمرور الأيام سوف تكون أكثر قابلية واستعداد للنضوج النفسي العُصابي – أو العصبي كما يُسمى – وهذا - إن شاء الله تعالى – يجعلك لست في حاجة إلى الدواء.

إذن أنت محتاج لهذه الجرعة الوقائية، وأنا أؤكد لك أنها ليست جرعة علاجية، وأن الدواء سليم وسليم جدًّا، وطبيبك يظهر أنه مقتدر، فأرجو أن تتبع إرشاداته.

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 - 262698 - 263579 - 265121
العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 )

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على ثقتك في إسلام ويب.

www.islamweb.net