لا أشعر بالراحة إلا إذا قمت بطقطقة الظهر فهل له مضار؟
2012-11-04 07:48:35 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أشكر القائمين على هذا الموقع الأكثر من ممتاز، وسؤالي هو: أحس بضرورة طق ظهري أو الفقرات، أو طرف الظهر، وأحياناً لا أرتاح إلا من خلال هذا الشيء، لدرجة أنني أحس أنني سأموت لو لم أقم بذلك، وأستعين بأحد الأشخاص لطق الظهر، من خلال وضع قدمه على عظمة الكتف والضغط حتى أسمع صوت الطقة في أذني، لا أدري ما سبب هذه الطقطقة، علماً بأني ملازم للمكتب على مدى 6 ساعات، أتمنى منكم التكرم بوصف شيء لي يساعدني على التخلص من هذه العادة، وهي فقط منذ 5 أشهر.
بعض الأشخاص ينصحني بالحجامة، وبعضهم يقول لي إنه هواء دخل إلى جسمي، ويجب أن ألجأ لكاسات الزيت، عذراً على الإطالة، ووفقكم الله وجزاكم خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد العنزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن طقطقة الظهر بأيد غير خبيرة قد تسبب مشاكل لعضلات الظهر، وقد تسبب أيضاً بعض الكسور، وخطورة حصول مثل هذه المضاعفات قليلة إن تمت بأيدي أناس مختصين بهذه الأمور، ويسمون (CHiropracter) وقد لا يكون الأمر سيئاً إن كان الشخص الذي تتم له الطقطقة شاباً، إلا أن هذا لا يبرر عملها، ولذا يجب التخلص من هذه العادة.
وقد وجد أن الطقطقة العادية التي يجريها الناس بإجراء حركات دائرية للظهر أو بحركات عنيفة لا تجدي نفعاً من ناحية الفائدة الطبية، ومن مساوئ طقطقة الظهر أنه قد يؤدي إلى زيادة مرونة الظهر (hypermobility) وهي تشبه الماطة التي كلما مططتها كلما فقدت مرونتها في أن تعود إلى وضعها الطبيعي.
الخبير الذي يقوم بهذه الحركات العلاجية لا يزيد من تمدد العضلات والأربطة أكثر مما تمارسه في الوضع الطبيعي، أما عندما يقوم الشخص بذلك أو يقوم شخص غير خبير، فإنه قد يزيد من تمدد العضلات أو الشد على الأربطة، مسبباً أذى للأربطة والعضلات، ولكل ما ذكر يجب أن تتخلص منها، وليس للهواء داخل جسمنا أي علاقة بهذا الموضوع.
بارك الله فيك.
+++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ محمد حمودة، أخصائي الأمراض الباطنية والروماتيزم، وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++
كما تلاحظ أيها الأخ العزيز، فإن الدكتور محمد حمودة قد أفادك حول طبيعة وتفسير هذه الطقطقة في الظهر، وهذا الأمر من صميم اختصاص الأخ الدكتور محمد حمودة، فأرجو أن تأخذ بنصائحه وتتقبل تفسيراته.
من ناحية أخرى أود أن أقول لك أن الإنسان قد يكتسب بعض الحركات التي نسميها (حركات طقوسية) أي أن الإنسان يقوم بتكرارها، وقد تكون البدايات مجرد تجربة، أو سمع أن هذا الأمر سوف يفيده، أو فعلاً تحصل على فائدة بما قام بممارسته، ومن ثم حدث له ما يمكن أن نسميه بالارتباط الشرطي، يعني أن الإنسان يحس بشيء من الإلحاح الداخلي أن يقوم بهذا الفعل، حتى وإن كان هذا الفعل ربما يعود عليه بأضرار، لذا فالكثير من العادات المكتسبة ليست كلها جيدة ومفيدة، والنمط الاكتسابي للعادات أمر يُهيأ له الإنسان من ناحية فكرية ودماغية ووجدانية ومعرفية، فهذا هو الذي حدث لك.
أنت اكتسبتها كعادة، قد تكون أحسست بشيء من الارتياح في بداية الأمر، وبعد ذلك لا أقول لك أصبحت عملية إدمانية، إنما أصبحت عملية طقوسية ووسواسية متكررة، فكما ذكر لك الدكتور محمد حمودة: هذا الأمر قد لا يكون فيه فائدة، بل قد يكون فيه الكثير من المضار، وأنت حين تتفهم هذه الحقائق العلمية أعتقد أن ذلك سوف يقلل رغبتك في هذه الممارسة، فتذكر أنه لها بعض المساوئ، تذكر أن الإنسان قد يكتسب عادات ليست سليمة، ولكن حين يعرف حقيقتها وطبيعتها وما قد تؤول إليه، هنا يجب أن يتخذ الإنسان القرار النفسي المضاد، وهو التوقف عن السلوك حتى لو كان ذلك تدريجيًا.
هناك تمرين نفسي جيد، وهو أن تقوم بفعل حركة أخرى غير طقطقة الظهر، حين يأتيك الشعور بأنك تريد أن تقوم بطقطقة الظهر أو الفقرات لا تقم بذلك، إنما قم مثلاً برفع يديك، قم بأخذ نفس عميق املأ به صدرك، استنشق، خذ الشهيق، ثم بعد ذلك أخرج الهواء في شكل زفير، إذن تكون بذلك صرفت انتباهك عن الفعل الطقوسي الوسواسي الرتيب وانتقلتَ لحركات أخرى.
أما موضوع الجلوس على المكتب لمدة ست ساعات، هذا لا شك أنه وقت طويل، والإنسان يجب أن يقوم بنوع من الحركات الرياضية البسيطة، أو يتحرك من الكرسي لمدة خمس دقائق - وهكذا – لأن الجلوس لساعات طويلة بدون حركة ليس أمرًا جيدًا للصحة، خاصة بالنسبة للدورة الدموية، هذا قد يجعل الإنسان عرضة للجلطات التي تحدث في فخذ الرجل، ولذا يُنصح حتى بالنسبة لركاب الطائرات ألا يجلسوا في وضع واحد لمدة طويلة.
بالنسبة لموضوع الحجامة: لا أرى أنها ذات علاقة كبيرة بهذا الموضوع، والأمر هو عادة مكتسبة أكثر من أن تكون علة طبية.
بارك الله فيكَ، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.