فزع وخوف وقلق شديد من الموت بعد الإجهاض.. هل هو سحر أم عين؟

2012-11-14 09:05:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وجزاكم الله كل خير على هذه الخدمات الرائعة.

عمري 27 سنة، متزوجة، وعندي طفل منذ حوالي 6 أشهر، أعاني من حالة فزع وخوف وقلق شديد من الموت، حتى أني أخاف، وأتخيل ماذا سيحدث عندما
أموت وأدفن، أحاول أن أشغل نفسي، ولكن دون جدوى!

أحاول أن أذكر نفسي أن الموت حق، وكلنا سائرون في هذا الطريق، ولكن دون جدوى، وصلت لمرحلة أحس بنبضات قلبي تتسارع، ويرتجف جسدي، بدأت هذه الحالة عندما أجهضت في الشهر الثاني، فأصابني نزيف حاد، ونقلت أثره إلى المستشفى، كما أعاني من خدر حاد في أصابع كفي طوال الوقت، هذه الحالة كانت منذ زمن قديم منذ حوالي 3 سنوات، ولم أعرف لها سببا.

عندي ضيق تنفس أحس كأن جبلا فوق صدري، ولا أستطيع التنفس إلا بالتثاؤب حتى أني أخاف من الصلاة لوحدي، وأخاف الوحدة، هل أعاني من اضطراب نفسي أم هو سحر أو عين؟ وما الحل؟ فقد تعبت كتيرا.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن رسالتك واضحة جدًّا، وأؤكد لك أنك غير مصابة بعين أو سحر أو ما شابه ذلك، لكن هذا لا يعني ألا يرقي الإنسان نفسه، ويكون دائمًا على قناعة، ويقين أن الله خير حافظا، ويكون حريصًا على عباداته، هذا يكفي تمامًا.

حالتك في المقام الأول هي حالة نفسية فسيولوجية، وهذه الحالات نسميها بالقلق المخاوف، وقلق المخاوف الذي تعانين منه له سمة خاصة، حيث إنه مرتبط وأحد مكوناته الأساسية هو الخوف من الموت، وهذا – يا أختِي – هو جزء أساسي مما يسمى بنوبات الهلع أو الهرع، والتي كثيرًا ما تكون مصاحبة للقلق النفسي، وتجربة النزيف وما صحابها من معاناة والإجهاض في حد ذاته، هذه كلها روابط نعتبرها ضرورية، ونعتبرها مهمة جدًّا لأن تكون سببًا أو مؤثرًا أو رابطًا لإثارة قلق المخاوف.

أيتها الفاضلة الكريمة: علاجك نفسي، إن شئت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم تستطيعي فأرجو أن تتجاهلي هذه الأعراض تمامًا، وأن تعيشي حياتك بكل إيجابية، استفيدي من وقتك، لا تدعي للفراغ مجالاً، وهنالك دواء جميل، ورائع جدًّا يساعد في زوال هذه الأعراض تمامًا، الدواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام) يمكنك أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – استمري عليها لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة – أي عشرة مليجرام – واستمري عليها لمدة شهر، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرامًا، تناوليها يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء سليم وفاعل، وغير إدماني وليس له أي أضرار، لكن إن كنتِ مُرضع فربما لا يصلح هذا الدواء، وهنالك دواء بديل آخر يعرف باسم (موادبكس) أو له مسميات تجارية أخرى منها (زولفت) و(لسترال) لكن يعرف علميًا باسم (سيرترالين) قد يكون هو الأنسب، وجرعته هي أن تبدئي بنصف حبة، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرين يوميًا، ثم اجعليها حبة كاملة ليلاً – وقوة الحبة خمسين مليجرامًا – تناوليها بانتظام لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وبالرغم من أن هذا الدواء ليس له آثار سلبية كبيرة على الطفل – إن كنتِ مُرضع كما ذكرت لك – لكن يفضل أن تُرضعي الطفل ثمانية ساعات بعد تناول الدواء، وقبل أن تُرضعي الطفل يجب أن تقومي بشطف وسحب الحليب الموجود في الثدي، ومن ثم تُرضعي الطفل من الحليب الجديد المتكون، ويمكن أن تستمري في رضاعته حتى مواعيد الجرعة الدوائية التالية، وتطبقي نفس الشيء – أي فترة الثمانية ساعات التي لا يُسمح فيها بالإرضاع - .

وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا: 259342 - 265858 - 230225

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net