ماجستير في الرياضيات.. ما هي الطريقة الصحيحة لمذاكرتها؟
2012-11-18 07:28:06 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة أنهيت الجامعة في تخصص الرياضيات، وبعد ثلاث سنوات قضيتها في البلد ذهبت لكي أحضر الماجستير في بلد أوربية لنفس التخصص، وهناك الدراسة صعبة جداً، وبسبب انقطاعي هذه السنوات عن الدراسة أصبحت أعاني من ضعف الذاكرة مع أنني كنت لا أتعب في المذاكرة أبداً، وأحفظ بسرعة.
أما الآن فعندما أدرس لامتحان ما، فإنني لا أستطيع الحفظ بسهولة، ومجرد ما أذهب للجماعة لتقديمه لا أستطيع أن أجيب عن الأسئلة؛ لأنني لا أتذكر إلا القليل مما درسته، أرجو مساعدتي؛ لأنني بدأت أصاب بالإحباط، وإذا كانت المشكلة في دراستي، فما هي الطريقة الصحيحة لمذاكرة الرياضيات؟ علما بأني أستخدم التكرار في الدراسة خصوصا إذا كان هناك إثباتات أو براهين.
جزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اللؤلؤة المكنونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
يا لها من متعة عظيمة للدماغ الإنساني أن يدرس الإنسان الرياضيات، هذا الفرع من العلوم القديم الحديث والمتطور على الدوام.
هل هذه الصعوبات التي تذكريها في سؤالك هي فقط بسبب تغيّرات داخلية في نفسك، أو بسبب انقطاعك عن الدراسة؟
ولاشك أن لهذين العاملين دور هام، إلا أن هناك عوامل أخرى، ومن أهمها تغيير البيئة والانتقال من بلد لآخر، فيمكن لهذا أن يؤثر كثيرا في الإنسان، هذا بالإضافة للعوامل الأسرية والاجتماعية الأخرى التي تمرّ بنا مع مرّ السنين.
لا أقول أن الدراسة في أوروبا صعبة، وإنما هي مختلفة عن بلادنا العربية، مختلفة في نظام الدراسة وطريقة المحاضرات، والعلاقة مع المعلم، وطريق تقييم عمل الطالب، وطريقة الاختبارات... وهذا بالإضافة للغة الدراسة، ولاشك مدى تمكن الطالب من هذه اللغة، ولكن إذا تابع الإنسان دراسته بشكل منظم، وبمتابعة قريبة من المعلم، فإن النظام الغربي أو الأوروبي يعطي وزنا كبيرا لمساعدة المعلم لكل طالب، وبشكل فردي ليضمن تقدم الطالب بشكل سلس.
فما المطلوب عمله الآن؟
أن تحيي في نفسك الحماس لمتابعة دراسة الرياضيات، وإتمام دراسة الماجستير، وأن تتأكدي من استقرار حياتك في البلد الأوروبي الذي ذهبت إليه، وأن تتأكدي من أن الصعوبات التي تشتكي منها ليست من الظروف الأسرية والاجتماعية، ومن ظروف الغربة والابتعاد عن الأسرة والبلد الأم.
تحدثي مع المشرف على الماجستير عن بعض الصعوبات، فلربما هناك بعض الجوانب الهامة في دراسة الماجستير، والتي يمكن أن يعينك فيها بشكل مباشر، فنظام الدراسة في الغرب يعتمد كثيرا على العلاقة المباشرة بين الطالب والمشرف.
ولاشك أن هناك أيضا فائدة كبيرة من إعادة النظر في طريقة التفكير والدراسة، فالعمل من أجل الماجستير يختلف تماما عن الدراسة الجامعية، فالماجستير ليس "دراسة" وإنما اطلاع وتفكير وتجريب وتحليل وتركيب... ونقاش، وإعادة النقاش، ومن ثم عرض "النظرية" أو الفكرة، والدفاع عنها مع كل الأدلة والبراهين.
وفقك الله ونفع الله بك في هذا الفرع الهام من العلوم.