أريد تغيير حياتي للأفضل.. فحياتي ليس لها طعم، ولا هدف
2012-11-07 12:55:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، متقلب المزاج، شديد السهر بالليل، وأنام طول النهار، أعاني من يأس دائم وحزن، بسبب أو بغير سبب، شديد الغضب من أقل شيء، وكنت ألعب كمال أجسام، وتركت بسبب الذي أصابني، قلق ومخاوف من المستقبل، إحساس بالفشل دائماً، حتى العمل أهملته، وقعدت بالبيت، وتغير طبعي، كسل وكثرة نوم، لا أريد أن أواجه الحياة، ولدي اهتمام زائد بالشهوة والاتجاه في طريق العادة السرية، مع أني أعرف أضرارها جيداً، وأشعر بتأنيب الضمير من الحرام، والغلط في أي شيء، والذي جدّ عندي الخوف الزائد من المجتمع والناس، وعدم الثقة بالآخرين، حتى المقربين، مع أن أصحابي كثير، وأنا محبوب ومميز بينهم، ودائماً موسوس، ولدي عدم ثقة بنفسي، لا أعرف ماذا أعمل، أنا قلق من كل شيء، وكنت أدخن بشكل بسيط، ولكني توقفت، والصلاة أحاول أن أنتظم فيها وأقترب من ربنا أكثر، ومن ناحية العمل أنا قلق من مواجهة المجتمع والفشل، وأحب العزلة، وأصبح عندي لامبالاة في أشياء كثيرة، أنا تائه، أرجو المساعدة، أرجوكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنك تعاني من مزاج اكتئابي جعلك تنعزل وتفقد الثقة في نفسك، وحقيقة الكثير من الأعراض يمكن علاجها، وذلك من خلال: أن تعيد النظر في نمط حياتك – هذا مهم جدًّا وضروري جدًّا – والإنسان لا يمكن أن يتغير إلا إذا كان له الإصرار والعزيمة على ذلك، ويفهم ويعرف أن الله تعالى قد حبانا بصفات وميزات وخبرات وطاقات موجودة كثيرًا ما تكون دفينة فينا، لكن من خلال العزيمة والإصرار وألا نقبل لأنفسنا الدُّونية والخزلان نستطيع أن نتغير.
فأيها الفاضل الكريم: انهض بنفسك، أنت شاب لديك القوة، لديك القدرة، لديك الطاقات، أنت لست بأقل من الآخرين، ويجب ألا تكون أقل منهم، ابدأ وابنِ مشاعر إيجابية بأنك تريد أن تكون مِقدامًا، أن تكون مفيدًا، أن تكون شخصًا ينفع نفسه والآخرين، هذه المبادئ الفكرية إذا وضعتها نصب عينيك أعتقد أنك تستطيع أن تتغير تمامًا.
النفس لا يمكن أن نطلق لها العنان ونتركها تتحكم فينا، لا أبدًا، الإنسان يجب أن ينهض بنفسه، وهذا جزء من عزة النفس الذاتية، الشهوات لا يُطلق لها العنان، العادة السرية أمر قبيح وسخيف ومضر، فيجب أن تنظر إليها بهذا الاتجاه، هنالك ما هو أجمل منها وأفضل منها، يمكن أن يشتهيه الإنسان ويمارسه، فأرجو أن تحرر نفسك من هذا القيد.
النوم، الميول للسهر، لا شك أنه مضر للصحة النفسية والجسدية، الليل جُعل لباسًا والنهار جُعل معاشًا، وهذه حكمة عظيمة، هل تعرف - أيها الفاضل الكريم - أن كل المكونات البيولوجية التي تُرمم الدماغ وتُساعد على النوم السليم تُفرز في أثناء الليل، هذه حكمة عظيمة جدًّا، فأرجو أن تنام ليلاً وتستيقظ نهارًا، وتسعى في الأرض نهارًا، اسعَ من أجل العمل ومن أجل الرزق، واحرص على التواصل الاجتماعي، إذن أنت محتاج لأن تغير نمط حياتك، وهذا - إن شاء الله تعالى – فيه خير كثير لك.
الأدوية تحسن الإنسان وتساعده على التحسن، لكن ليست الحل لكل شيء، أنا سوف أصف لك دواء موجوداً في مصر، وهو دواء ممتاز وفعال يُعرف تجاريًا باسم (مودابكس) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة كاملة، تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها واجعلها حبة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضها لنصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء، وإن شاء الله تعالى بعد مُضي ثلاثة إلى أربعة أسابيع من بداية العلاج سوف تحس بتحسن إيجابيًا، لكن فترة العلاج مهمة جدًّا لتُكمل الدورة العلاجية الصحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.