الرهاب الاجتماعي وأعراضه يحول بيني وبين النجاح.. ساعدوني

2012-11-29 09:29:19 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير

أنا إنسان ناجح وسعيد في حياتي -بحمد الله- لكن نجاحي من جهة أخرى أصبح نقمة علي؛ لأن الناس أصبحوا يتوقعون مني الأكثر، وأصبحوا يقدموني في كل المواقف، وكذلك في عملي تعرض علي الترقيات، والمهام الصعبة لاستلامها، وكل هذا توفيق من الله.

لكن مشكلتي بدأت بالرهاب الاجتماعي في حضور المناسبات الاجتماعية، والحديث أمام الآخرين، وخصوصا البرزنتيشن، فتعالجت لدى عيادة نفسية في عام 2002 ، ووصفوا لي السيروكسات 20 ، وكان رائعا جدا في البداية، ثم تركته بعد سنة تقريبا، لكني لم أمر بتجارب برزنتيشن خلال فترة استخدامه، وبعد ذلك بفترة تعرضت لصدمة نفسية نتيجة ارتفاع السكر، وأصبت على إثرها بنوبة ذعر، ووصف لي الطبيب السيبرالكس، ثم -بحمدالله- اتضح عدم إصابتي بالسكر، لكن ظل معي الخوف من الحديث أمام رؤسائي فقط، أما غيرهم فقط تغلبت على المشكلة.

استخدمت العلاج السلوكي، والاسترخاء كثيرا، وكذلك العلاج بالإيحاء لدرجة أني أصبحت أساعد غيري للتغلب على مشاكلهم في حين لم أتغلب على مشكلتي أنا!

الآن علاجي واضح بالنسبة لي، وهو الاستمرار على سيبرالكس 20 ، لكن المصيبة أنه لا يجعلني أنام، وبالتالي أصبحت وظيفتي في خطر حيث أصبح غيابي، وتأخيري ملحوظا، ولولا الله، ثم نجاحي الذي يغطي عيوبي؛ لكنت فصلت منذ زمن.

سؤالي:
كيف أحل مشكلة النوم مع الاستمرار على سيبرالكس 20 ؟

ماذا أستخدم عندما يكون عندي عرض أمام رؤسائي؟

وبالمناسبة مطلوب مني من جهة أكاديمية أن أقدم ورقة عمل في مؤتمر خلال الشهر القادم، ولا أظن أني أستطيع الإقدام على مثل هذه الخطوة برغم من تمكني من المادة العلمية، وذلك بسبب أعراض الخوف التي تظهر علي من جفاف الريق، وانقطاع النفس، واحمرار الوجه، والتشتت الذهني بسبب الضغط النفسي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الحمد لله الذي أنعم عليك بهذه النجاحات العظيمة في الحياة، نسأل الله تعالى أن يديم نعمه على الجميع.

أيها الفاضل الكريم: أنت لديك قلق المخاوف، والذي أخذ شكل الرهبة الاجتماعية، وحقيقة القلق نفسه هو الذي ساعد على نحاجك؛ لأن القلق طاقة نفسية إيجابية بصفة عامة، لكن حين يزداد، أو تكون له خصوصية معينة هنا، يحدث الاضطراب وتتنامى الصعوبات، من الأشياء التي تميزك أنك متطبع للعلاج السلوكي، وهذا أمر جيد، وأريدك أن تركز بالفعل على تمارين الاسترخاء، فهي ذات فائدة كبيرة جداً، ولابد أن تحقر فكرة المخاوف، وأعتقد أن هذا الأمر ضروري، وحتى ورقة العمل التي تقدم عليها سوف لا أعتقد أنه سوف تواجهك أي مشكلة.

وموضوع التخوف من جفاف الريق، وانقطاع النفس هذه تهيأت أكثر مما هي حقائق، قد يحدث شيء من القلق الشديد في البداية، لكن ذلك سوف ينخفض، أما التشتت الذهني -فيا أخي الكريم- هذا أمر معروف، وهو ليس تشتتا ذهنيا حقيقيا إنما فقط من شدة القلق ينصرف انتباه الإنسان هنا وهنالك، لكن جوهر الموضوع يستطيع أن يؤديه الإنسان، ويتحسن الأداء باستمرار الوقت.

بالنسبة للعلاج الدوائي -أيها الفاضل الكريم-: السبرالكس يفضل أن يتم تناوله صباحاً، حتى الشركة المصنعة توصي بذلك، لكن بعض الناس قد يسبب لهم شيئا من الاسترخاء الزائد والنعاس؛ لذا يتناولونه ليلاً، أنت لست من هذه المجموعة، أنت من المجموعة التي قد يعطيها السبرالكس شيئا من الإثارة، فأرجو أن تتناوله صباحاً، وحسن صحتك النومية من خلال تناول الشاي، والقهوة، وكذلك النوم النهاري، وثبت وقت النوم ليلاً، وكن حريصاً على تمارين الاسترخاء.

أنصحك أن تتناول عقار ريمانون بجرعة صغيرة، وهي (15) مليجراما أي نصف حبة التي تحتوي على (30) مليجراما، والريمانون يسم علمياً باسم ميرتزبين تناول هذه الجرعة أي نصف حبة ليلاً ساعة قبل النوم لمدة أسبوعين، وبعد ذلك توقف عنه، وإن كانت هنالك حاجة يمكن أن ترجع له في المستقبل، وهو دواء ليس له أي آثار انسحابية؛ لذا استعمله لفترة قصيرة، ثم توقف عنه، لا بأس في ذلك أبداً، بعض الناس يفضلون استعمال السيركويل، الذي يعرف باسم كواتبين، استعمل السبرالكس صباحاً واستعمل الكواتبين ليلاً بجرعة (25) مليجراما، لكن أعتقد أن الريمانون هو الأفضل بالنسبة لك.

أخي الكريم: ابدأ من الآن في تناول عقار أندرال بجرعة (10) مليجرام صباحا و(10) مليجرام مساءً، وفي أول ورقة عمل تناول عشرين مليجرام ساعة ونصف قبل ورقة العمل، هذا يكفي تماماً، وأعتقد أنه من الأفضل لك أيضا أن تقوم ببعض التمارين التي نسميها التعرض في الخيال، تصور أنفسك أنك تقوم بورقة العمل هذه أمام جمع كبير من الناس، وقم بالفعل بأدائه وكرره عدة مرات، هذا يسهل عليك كثيراً، -أيها الأخ الفاضل الكريم-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net