هل أفسخ خطبتي لأن جدة خطيبتي ساحرة؟

2012-11-28 07:43:25 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحببت أن أستفسر عن موضوع خاص بي, إن شاء الله سوف أقابل أبو خطيبتي في بيت أهله, لكن المشكلة أنه - على كلام الناس - أن أمه ساحرة وهي جدة خطيبتي، ولا أعرف ماذا أفعل, هل أترك خطيبتي لأجل هذا الموضوع؟

ياليت تعطوني نصيحة.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

نرحب بك بداية في موقعك، ونشكر لك الاستفسار والسؤال، ونسأل الله أن يهدي جاهل المسلمين إلى الحق، وأن يرده إلى الصواب، وأن يجعل كيد السحرة في نحورهم، وأن يعين هذه الأمة على الحفاظ على عقيدتها والثبات على الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى.

أما بالنسبة لسؤالك فنحن ننصحك بالذهاب إلى والد الخطيبة، وإكمال المشوار معها، فليس للخطيبة ولا لأبيها ذنب في جريرة هذه الجدة – هذا إن صدق كلام الناس – وحتى لو كانت هذه الجدة ممن يذهبن إلى السحرة، فإن الكون هذا مِلْكٌ لله تبارك وتعالى، القائل: {ولا يُفلح الساحر حيث أتى} والمؤمن لا بد أن يوقن بقول الله تبارك وتعالى: {وليس بضارهم شيئا إلا بإذنِ الله} وبقوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} وبقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليُخطئك) وبقوله: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك).

فالكون هذا ملك لله وليس للسحرة، وإذا كانت الفتاة صاحبة دين وأخلاق ومناسبة لك فننصحك بعدم التردد وبالسعي في إكمال المشوار، ومقابلة والد الفتاة والكلام معه، حتى تمضي الأمور في الطريق الصحيح الذي يُرضي الله تبارك وتعالى.

ولستُ أدري لماذا تذهب وحدك؟ لماذا لا تصطحب الأهل والأسرة ليذهبوا معك حتى يحصل التعارف، ونحن حقيقة لم نعرف كيف تم التعارف، وما هي مواصفات الفتاة؟ وهل تجد في نفسك ميلاً إليها؟ وهل هذه هي أول مقابلة؟ لكن من قولك (والد خطيبتي) يبدو أن الخطبة قد تمت، وأنت الآن تريد أن تذهب لوالد الخطيبة لبعض الأمور ولمناقشة بعض الأشياء.

فنحن ندعوك إلى إكمال هذا المشوار، لأنك لن تجد امرأة ليس فيها عيب, ولا في جداتها, ولا في عمّاتها, ولا في خالاتها، فكلنا ذلك الذي عنده نقص وخلل، وليس عيبًا في الإنسان أن تكون الجدة أو يكون الجد أو نحو ذلك عنده نقص، إذا كان الإنسان في نفسه صالحا، فعليك أن تتذكر أن الكون ملك لله، وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وأن هذه المرأة التي تذهب للسحرة –أو السحرة أنفسهم– لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، أما ترى السحرة فقراء؟ تعساء؟ أشقياء؟ لو كانوا يملكون خيرًا لماذا لم يمنحوا أنفسهم ذهبًا وفضة وعمارات وعقارات، وعاشوا السعادة؟

هذا الساحر ومن يريد الشر ومن يفعل الشر، لا يمكن أن يصيب الإنسان إلا إذا قدر الله له ذلك، فلن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم –وكما ذكرت سابقا -: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك) تآمروا وكادوا وخططوا (لن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف).

إذن لا تستمع لكلام الناس، وأكمل هذا المشوار، طالما كانت الخطيبة مناسبة وطالما كانت أسرتك موافقة، عليك أن تُكمل هذا المشوار، وتستعين بالله، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأكثر من قراءة خواتيم البقرة والمعوذات، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونسأله تبارك وتعالى أن يحقق لك المراد.

واعلم أن كلام الناس لا ينتهي، وفيهم من هو مغرض، وفيهم من هو صادق، لكن على كل حال هذا الأمر لا يعنيك، وإن كان هذا فعلاً موجودًا وتمكنت من الزواج بالفتاة واستطعت أن تنصح لجدتها عن طريقها، فهذا أيضًا عمل خير، ونسأل الله في كل الأحوال أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، هو ولي ذلك والقادر عليه.

نكرر سعادتنا بالتواصل، وشكرنا لك على هذا الاستفسار، ونتمنى أن يصلنا توضيحات إذا لم تكن الإجابة أو لم نكن قد فهمنا السؤال، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن نسمع عنك كل الخير.

www.islamweb.net