الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الأعراض التي وصفتها هي حقيقة تعبير عن وجود حالة نفسية تعرف بنوبات الهرع أو الفزع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد، لكن قبل الشروع في الآليات العلاجية لهذه الحالة لابد أن تقومي بإجراء فحوصات بسيطة جدًّا، تتأكدين بها من مستوى هرمون الغدة الدرقية، لأن زيادة إفراز هذا الهرمون – خاصة عند النساء – قد يؤدي إلى أعراض مشابهة للأعراض التي تعانين منها، والتأكد أيضًا من قوة الدم، في حالات ضعف الهيموجلوبين أيضًا قد تظهر بعض الأعراض الجسدية المماثلة.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه فحوصات بسيطة، و- إن شاء الله تعالى - تكون النتائج رائعة وتطمئنك وتطمئننا، فأرجو أن تبدئي بهذه الخطوة، خطوة إجراء الفحوصات الأساسية.
بعد ذلك – أي بعد أن نتأكد من الحالة الجسدية – هنا يتم الشروع في العلاج النفسي، وكما قلت لك من الواضح أنها نوبات هرع أو فزع.
عقار بسبار الذي أعطاه لك الأخ الصيدلي – جزاه الله خيرًا – لا بأس به، لكن لا أعتقد أنه لوحده سوف يكون ذا فعالية كاملة، لأن البسبار دواء بسيط بعض الشيء، كما أنه ليس خصيصاً لعلاج نوبات الهرع، إنما هو دواء يعالج نوبات القلق بصفة عامة.
استمري على البسبار، لكن يجب أن يُضاف إليه عقار (مودابكس) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) والجرعة المطلوبة في حالتك جرعة بسيطة جدًّا، وهي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً واستمري عليها لمدة شهر، ثم اجعليها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول المودابكس.
أما بالنسبة للبسبار فأنت لم توضحي الجرعة، لكن الجرعة الصحيحة هي أن تبدئي بخمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة أسبوع أو أسبوعين، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
في بعض الأحيان يصف الأطباء هذا الدواء بجرعة خمس إلى عشر مرات ثلاث مرات في اليوم، وهذا أيضًا مقبول جدًّا، وفي حيز ونطاق السلامة الطبية.
يوجد دواء آخر بسيط جدًّا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول)، هذا دواء جيد جدًّا للتخفيف من ضربات القلب وسرعته، جرعته هي عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
أيتها الفاضلة الكريمة: بجانب العلاج الدوائي لابد أن تتدربي على تمارين التنفس الاسترخائية، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (
2136015)، أرجو أن ترجعي إليها، وسوف تجدين فيها - إن شاء الله تعالى – التعليمات والتوجيهات التي تساعدك في التخلص من القلق.
أذكار النوم مهمة جدًّا، فكوني حريصة عليها، كذلك تجنبي النوم النهاري، وإن كنتِ من الذين يُكثرون من تناول الشاي والقهوة فأرجو أن تخففي من ذلك، لأن هذه المشروبات تحتوي على مادة الكافيين، والكافيين مادة مُثيرة للجهاز العصبي مما ينتج عنه تسارع في ضربات القلب، والشكولاتة أيضًا تحتوي على الكافيين، لا أقول جميعها، ولكن معظم أنواعها، كما أن البيبسي والكولا أيضًا تحتوي على الكافيين، فكنوع من التحوط الضروري أرجو أن تتجنبي هذه المركبات.
بجانب ذلك عيشي حياتك بصورة طبيعية، واحرصي دائمًا على أن تكوني إيجابية في تفكيرك.
ملاحظة أخيرة: أنت لم تذكري عمرك، وهذا يهمنا جدًّا في موضوع الأدوية، وأقول لك: الأدوية التي ذكرناها لك غير مناسبة في الاستعمال للذين هم أقل من سبعة عشر سنة في العمر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.