أهملت صلاتي بسبب جلساء السوء.. أرجو الإعانة والتوجيه؟
2013-01-25 21:03:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا منذ عرفت الدنيا، أحافظ على الصلاة، والآن أهملها إهمالا شديدا، وأجالس أصحابي، وعندما يبدأ يوم السبت أندم على ما فعلت، فأرجع محافظا على الصلاة، ولكن مع ذلك يأتي يوم الأربعاء، وأعيد النظام القديم، أريد المساعدة ورفع معنوياتي، والله لا أريد الطريق هذا، ولكن الشيطان- أعوذ بالله منه- سلطانه علي في غضبي، ومشاكل الحياة.
أتمنى أن أجد من يعينني على الطريق إلى الله، -وإن شاء الله- أتحدى إغراءات الدنيا، اللهم اهدني فيمن هديت.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهله وصحابته ومن والاه.
بداية نرحب بك -ابنتنا الكريم- في الموقع ونشكر لك حرصك على هذا الخير، ونسأل الله أن يعيدك إلى الصواب، وأنت على خير، والدليل على ذلك هذا الشعور بالخطر الذي دفعك للسؤال، فإن الإنسان إذا قصر في الطاعة ثم بدأ يرجع، ويسأل ويعود إلى الله تعالى هذا دليل على أن فيه خيرا، فنسأل الله أن يهديك وأن يهدينا، وأن يعيننا وإياك على التوبة، ويثبتنا على ذلك، وهو ولي ذلك والقادر عليه.
وأرجو أن يكون الأمر واضحا بالنسبة لك، فإن تأثرك بالأصدقاء واضح جداً، ومن هنا فنحن ندعوك إلى اتخاذ أصدقاء ممن يصلي ويحافظ على الصلاة ويحرص عليها، فإن المحافظة على الصلاة من أول المعايير التي ينبغي أن ننتبه إليها في من يعيشون معنا، ويسكنون معنا، في من يدور حولنا من الأصدقاء والزملاء، ونحرص على أن نوفر هذه البيئة التي تعين على الخير، فإن أخاك أخاك من نصحك في دينك، وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك، وعدوك عدوك من غرك ومناك.
ولا يخفى عليك إن الإنسان الذي قتل مائة نفس عندما قيل له، ولكنك بأرض سوء فانتقل إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أٌقوام يعبدون الله تبارك الله، فاعبد الله تعالى معهم، فالإنسان كي يثبت على التوبة فلابد أن يغير البيئة والرفقة، ويبحث عن من يذكره بالله إذا نسي كما قلنا ويعينك على طاعة الله تعالى عند ذلك.
وهذا واضح فإنك في أيام الأسبوع تحافظ على الصلاة، ثم في أيام العطلة عندما تختلط بهؤلاء الأصدقاء، فإنك تقصر في أمر الصلاة، ونحن نخشى على من يقصر في أمر الصلاة؛ لأنه سيأيته الموت، ويأتيه الأجل، وهو مقصر في الصلاة، أو أن يكون هذا نوع من الإصرار على المعصية والعياذ بالله، فإن ترك صلاة واحدة متعمدة من الخطورة بمكان، فكيف إذا ترك الإنسان صلاة يوم، أو يومين، أو ثلاثة، فلذلك نتمنى أن تنتهي عن هذا الأمر العظيم، وتحرص دائماً على أن تختار الصلاة، وأهل الصلاة وإذا كنت مع هؤلاء الأصدقاء، فعليك أن تذكرهم بالصلاة، وتكون أنت من يؤثر عليهم لا من تتأثر بهم، إذا كنت ضعيفا وتتأثر بهم، فحق لك أن تخاف على نفسك.
ونسأل الله تعالى لنا ولك الثابت والسداد، وتذكرك أن الله يقول {الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}، أي صداقة لا تقوم على الإيمان والتقوى والصلاح والصلاة تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، ولا خير في صداقة لا تكون لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.