ما هي خطوات البحث عن زوجة؟
2013-01-14 07:33:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في العقد الثالث من العمر، وبعد صراع مرير مع الحياة استطعت أن أوفر ما يكفيني للزواج، وكنت أعتقد بأن البحث عن الزوجة المناسبة أمر سهل، وهذه هي المشكلة.
الكثير من البنات في وقتنا إما يلبسن ملابس فاضحة أو لهم علاقات مع شباب أو أو....الخ، وحتى عندما تجد الفتاة التي تكون على خلق تجد خطابها كثيرين، ورأسها كبر من ذلك!
الحقيقة أني تقدمت لأكثر من واحدة، البعض يرفض والبعض يضع شروط تعجيزية، والبعض يوافق على أن تكون هناك فترة خطبة لا تقل عن سنة، حتى يحدث فيها تعارف.
لا أعرف ما هو التعارف الذي سيتم في الخطبة إذا كانت الخطيبة أجنبية علي؟ والواحد والله ما هو قادر يصبر سنة أخرى من دون زواج.
الذي يزيد يحرق دمك أن الشباب الذي يعمل علاقات مع البنات بكل سهولة يتزوجون! لأن البنت تتكفل بإقناع أهلها.
أرجو النصيحة، لأن الأرض ضاقت بي .
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بكر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
أولاً نرحب بك في موقعك، ونشكر لك التواصل، ونشكر لك الاهتمام، ونشكر لك حسن الترتيب في حياتك وحرصك على أن تعد نفسك بما تستطيع، ثم تبدأ رحلة البحث عن الفتاة المناسبة، لأن بعض الناس يبدأ هذا المشروع مبكرًا ويُدخل نفسه – ويدخل أيضًا الخطيبة – في مشكلات.
أرجو أن تعلم أن ما تريده من الخطبة ثم الزواج بعدها هو الذي يرضاه هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، وليس من مصلحة الخاطب – ولا الخاطبة، ولا أهلهما – أن تطول فترة الخطبة، والناس لا يعرفون خطورة هذه المسألة، ونريد أن نقول: كاذب من يظن أنه يتعرف خلال فترة الخطبة، لأنها تقوم على التمثيل، وعلى إظهار كل طرف ما ليس من صفاته، فهي تمثيل في تمثيل.
لذلك العرب كانت تقول (كل خاطب كذاب) لأنه يُظهر ما ليس عنده، وتظهر ما ليس عندها، ولذلك تتجلى عظمة هذا الدين في أن يختار الإنسان صاحبة الدين، صاحبة الخلق، الإسلام يتوجه إلى أولياء المرأة فيقول: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه – أو دينه وأمانته – فزوجوه) ويأتي للزوج فيقول: (فاظفر بذات الدين) فعندما يوجد الدين كما قال الشاعر: (وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين من جبران).
الآن خطب فلان فلانة، تيقن من دينها، تقينت من دينه، بعد ذلك لا مانع من أن يتعرف على أهلها ويتعرفوا عليه، يقول (يا جماعة اسألوا عني) يسألوا عنه في المسجد في العمل بين الأصدقاء، يسأل عنهم الجيران، فإذا حصل الوفاق والاتفاق والطمأنينة، وتمتْ له النظرة الشرعية، وجد في نفسه الارتياح والانشراح، عند ذلك حُق له أن يتزوج مباشرة، فإن هذه مبشرات كبيرة، الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
حتى تعين أسرة الفتاة على التعرف عليك ينبغي عليك أن تأتي بأهلك وبأسرتك، وبمعارفك حتى يطمئنوا ويتعرفوا على هؤلاء جميعًا، لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، بل هو تعارف وتآلف بين أسرتين – بل بين قبيلتين، بل ربما بين مدينتين – لأن الإنسان لا يعيش وحده.
لذلك أرجو أن تتخذ هذه الخطوات، ولا تيأس، إذا كان هناك فاسدات فهناك صالحات، إذا كان هناك مقصرات فهناك محجبات محتشمات مؤدبات، ولا تحزن، ولا تيأس من كثرة الطلب، فإن المرأة التي قدرها الله لم تكن في طريقك إلى الآن، فواصل البحث، وتواصل معهم، واستفد من العلماء وخذ رأيهم، لأن طول فترة الخطبة ليس فيها مصلحة لأحد، لأن الخطبة كما قلت ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بالمخطوبة ولا الخروج بها، ولكن إذا وجدت فتاة مناسبة ورضي أهلها خطبتها، وارتحت إليها، وارتاحت إليك، فلا ترفض كل العروض، ولكن ابدأ معها بالخطبة، ثم تواصل معها بالهاتف، ثم زرهم، واجلس معه في حضور محرم من محارمها، هذا هو ما تبيحه الشريعة.
الشريعة تمنع الخاطب من أن يخلو بالمخطوبة، لكن إذا كان في صالة بيتهم، إذا كان على مقربة من أهلها، إذا كان كذا، هذه أمور تتاح للإنسان أن يناقش فيها الأمور الأساسية، يعرف بنفسه، تعرف بنفسها، ولا نرضى إطالة الفترة، يعني أنت الآن إذا الجميع أصروا على أن تكون هناك فترة فنحن ننصحك بأن تبدأ فتخطب الفتاة، ثم بعد ذلك تتواصل مع الفتاة وتبين لها أهمية أن نعجل بهذا الأمر، فخير البر عاجله، وعند ذلك ستتغير الأمور، وتقدم لهم عروضاً بأنك جهزت نفسك وأعددت بيتك، وأنك جاهز للزواج حسب استطاعتك، وعند ذلك ستتغير الأمور، يعني نحن لا نريد أن تخسر المعركة من البداية.
أرجو أن تعلم أن السنة ليست طويلة وأنها ستقصر، كثير من الناس يبدأ ويقول (سأتزوج بعد سنتين) لكنه يتزوج بعد سنة، يقول (سأتزوج بعد سنة) لكنه يعقد نكاحه بعد أشهر محددة، وممكن بعد أيام الخطبة، أيضًا يفكر في أن يعقد القران فتصبح زوجة له، وبعد ذلك ستكون قد قطعت شوطًا ودخلت في مرحلة جديدة، وبعد ذلك يستعجلك أهل الزوجة في الزواج، ويقولون (لماذا يتأخر، طالما هو يأتي كل يوم، وهي زوجة له، لماذا نقف في طريقها).
أرجو أن تجد من العقلاء والفضلاء والعلماء والوجهاء والفاضلات الصالحات من يعينوكم على سرعة إكمال هذا المشوار.
إذن الأمور ينبغي أن تديرها بحكمة، ولا تقف مع الناس في مسائل مثل هذه، فإن الناس بكل أسف تأثروا بثقافة المسلسلات، وبما يحصل حولهم، فواصل البحث، ولكن إذا وجدت صالحة طيبة وأسرة طيبة لا تفرط فيها، واعلم أنك تستطيع بعد الخطبة – كما قلنا – أن تحول الخطبة إلى عقد نكاح تتملك وتعقد العقد الشرعي، وعند ذلك تُصبح زوجة لك، وستتغير كثير من المفاهيم والأوضاع عند أسرة الفتاة، عندما تعقد عقد النكاح.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأعتقد أنك بدأت تسير في الطريق الصحيح، ونشكر لك حرصك على البحث عن صاحبة الدين وعن الأسرة الطيبة، وهكذا ينبغي أن يفعل المسلم، لأن هذه وصية الرسول عليه صلاة الله وسلامه.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.