كيف أتجنب خطر الرياء في صلاتي؟

2013-01-15 11:22:53 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أبلغ من العمر 18 سنةً، وأصلي -والحمد لله-.
أنا شخصٌ متواضعٌ نوعاً ما، وأحب التواضع كثيراً، لكن عندما أصلي أو أقوم بواجباتٍ دينيةٍ ينتابني رياء داخلي لا أستطيع تجنبه، فعندما أصلي أخشع في صلاتي لكن كأن شخصاً بداخلي يقول لي: إن الأشخاص ينظرون إليك ويتكلمون عنك وقد أعجبتهم صلاتي، لكني سرعان ما أكره هذا الرياء وأكرهه كثيراً، رغم أني لا أستطيع التحكم فيه.
أفيدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فراس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أيها الابن الحبيب في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل.

نحن نشكر لك أيها الحبيب مجاهدتك لنفسك وحرصك على تحقيق الإخلاص لله في عملك، وهذا دليلٌ على رجاحةٍ في عملك وحسنٍ في إسلامك، ونوصيك بأن تواصل هذا الطريق، ولا تلتفت إلى محاولات الشيطان بأن يوسوس لك بأن ما تفعله إنما تفعله رياءً وسمعةً، فإنه يريد أن يوصل الحزن إلى قلبك ويبغض إليك العبادة وييأسك من رحمة الله تعالى وفضله، فلا تلتفت لهذا وامضي في طريقك الذي أنت فيه، وجاهد نفسك على الإخلاص لله تعالى في القول والعمل، وسيتقبل الله تعالى منك صلاتك بإذنه ورحمته.

ومما يعينك على الإخلاص دائماً والابتعاد عن الرياء هو أن تتذكر بأن أحداً غير الله لا يستطيع أن ينفعك أو يضرك، وأن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، ومن ثم فمن أراد الثواب وكان حريصاً على النجاة فعليه أن يعمل العمل لوجه الله تعالى.

وتذكرك أيها الحبيب أن الأعمال تنفع صاحبها وترفعه درجاتٍ عاليةٍ بإخلاص هذا العمل، ومما يعنيك أيضاً على الإخلاص أن تحاول إخفاء أعمالك بعيداً عن الناس، إلا ما شرع الله تعالى إظهاره، كالصلوات المكتوبات والجمع والعيدين، وإظهار الزكاة الواجبة ونحو ذلك، أما أعمال النافلة فينبغي على الإنسان أن يكون حريصاً على إخفائها مادام يخشى على نفسه الوقوع في الرياء، ولهذا دعانا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة في البيوت لغير المكتوبة وإلى إخفاء الصدقة ونحو ذلك من العمل، وكراهتك للرياء أيها الحبيب وخوفك منه، دليلٌ على وجود الإخلاص في قلبك، وهذه علامة خيرٍ لا ينبغي أن تنزعج منها، وإذا عرض لك عارض الرياء أثناء الصلاة فاستعذ بالله تعالى وادفعه عن نفسك، فإن الإنسان لا يؤاخذ إلا على ما استقرت نفسه إليه، أما مجرد الخواطر التي تخطر للإنسان في نفسه فإن الله عز وجل لا يعاقبه عليها ولا يؤاخذ بها، فإذا عرض لك عارض الرياء، أو حاول الشيطان أن يحدثك بإعجاب الناس بصلاتك أو نحو ذلك، فاستعذ بالله تعالى منه، ودم على ما أنت عليه من قصد وجه الله تعالى بعملك.

نسأل الله تعالى أن ييسر أمورك كلها، وأن يرزقك الإخلاص في قولك وعملك.
وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net