صديقتي تركتني لسوء تعاملي معها.. فكيف أعيد تلك العلاقة؟

2013-01-28 10:21:34 | إسلام ويب

السؤال:
أنا فتاة أبلغ 14 سنة، تعرفت على صديقة منذ سنة، أحببتها جدا، ولكن في الفترة الأخيرة تغيرت معها جدا، وقلت لها بأني لا أثق بها من دون قصد، وهي تأثرت بكلمتي هذه جدا، وفي يوم قلت لها كلاما جرحها كثيرا، وابتعدت عنها، أتت إلي بعدها بيومين لتسألني عن السبب، لكن حدث شيء عرقل حديثنا، وساءت فهمي، فأخبرت بقية صديقاتي بالذي حصل، وأخبرتهم بأن لا يتحدثوا معي، والجميع تخلى عني بعد أن عرف بالقصة، حاولت الاعتذار منها أكثر من مرة، ولكن من دون جدوى.

بعد شهرين اتصلت بها اعتذرت منها، وهي قبلت اعتذاري، وعلمت أن صديقاتي قد شجعوها على تركي، ولكن صديقاتي قالوا لي: إنها لم تخبرهم بالموضوع، ولكني أنا متأكدة بأنها أخبرتهم، عدنا نتكلم بعدها بأسبوع ولكن بجفاء وبرودة، وبعدها عدنا للتقاطع، ولم نتكلم أبداً، أراها كثيرا بالمدرسة أشتاق لها جدا، ندمت على ما فعلت بها كثيرا، والآن هي قد كرهتني.

أنا محتارة كيف أرجعها بعد الذي حدث؟ كيف أرجع محبتها؟ كيف أنسى وأنسيها الذي حدث؟ وماذا أفعل مع صديقاتي اللاتي كذبن علي، وأنا محتارة أيضا، هل هن اللاتي كذبن علي أم هي التي تكذب أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن الاه.

فإنه لا يخفى عليك ابنتنا الفاضلة أن المسلمة تسعى لكسب الصديقة الصالحة، فإذا وجدتها تمسكت بها، واحترمت مشاعرها وصبرت عليها، واخلصت في النصح لها، وتعاونت معها على البر والتقوى، فإن أختك في الحقيقة هي من تنصح لك في الدين، وتهديك إلى مراشدك، والعدوة هي فعلاً التي تقرك، وتمنيك وتزين لك القبيح، وإذا كانت هذه الصديقة من النوع الذي تتلاقي معها في الله، وبالله ولله وعلى مراد الله، فهذه الصديقة التي يسعى الإنسان على المحافظة عليها؛ لأنها العلاقة التي لا تقوم على التقوى والإيمان، والعمل الصالح تنقلب إلى عداوة قال العظيم في كتابه {الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ}.

فندعوك إلى وقف المراجعة، واحرصي على أن تكوني مطيعة لله، واشغلي نفسك بذكر الله، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وسوف تقترب منك الصالحات والمؤمنات من الزميلات، واعلمي أن وجودك في جماعة له ثمن، وإن الإنسان ينبغي أن يحترم مشاعر الآخرين، ولا يسيء إليهم فيندم بعد ذلك، ولكن على كل حال عليك أن تكوني الأفضل، واجتهدي في أن تتواصلي، وإذا تركتك الصديقة، فهناك صديقات فلا تغلقي على نفسك، ولا تحاصري نفسك.

نحن دائماً نتمنى للفتاة أن يكون لها عدد من الصالحات والصديقات ولا تكتفي بصديقة واحدة تحزن إذا ضاعت منها أو ماتت أو هربت منها، ولكن طالما كانت الصدقات في الله ولله فينبغي أن تكون هنالك مجموعة من الصديقات الصالحات، وما أكثرهن في بنات المسلمين مع هذا الذي يظهر من السوء، فإن هنالك كثير من الصالحات.

وننصحك دائماً بأن لا تتسمعي، وأن لا تجتهدي في تحقيق من هو المخطئ، هل الصديقات أم غيرهن، ولكن حاولي أن تتغيري، وحاولي أن تتعاملي بالحسنى، وأن تشغلي نفسك بالمفيد، وحاولي أن تكوني دائماً الأفضل إذا مررت بإحداهن، فسلمي عليها، فإنك مأجورة بذلك، وإذا لم ترد السلام فهي آثمة، وأنت قد أديت ما عليك طبقاً لشريعة النبي صلى الله عليه وسلم.

إذن لا تحزني طويلاً على هذه الصداقات التي لم يكن لها أسس وقواعد، واجتهدي على أن تؤسسيها على قواعد صحيحة على تقوى الله وطاعته، وتوحيده، والمواظبة على ذكره، وأعلمي أن الصديقة الصالحة لها أثر كبير على الإنسان حتى قال عمر: "ما أعطي الإنسان بعد الإسلام عطية أفضل من صديق حسن" أفضل من صديقة حسنة تذكرها إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله، فاجتهدي إذن في إصلاح العلاقة مع تلك الفتاة إن كانت من النوع التي تكلمنا عنه، وإن كانت الأخرى، فحافظي على شعرة العلاقة معها، لكن اجعلي علاقتك العميقة دائماً مع المطيعات لله، والحريصات على السجود؛ لأن الإنسان يتأثر بمن حوله، والسعيد هو الذي يعيش بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويعيش التمسك بهذا الشرع الذي شرفنا الله تعالى به.

ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال وننصحك بالاستغفار، فإنه كما كان يقول السلف ما وجد خلاف بين صديقين، أو زوجين إلا بذنب أحدثه أحدهما، فتوبي إلى الله وارجعي إليه، واعلمي أن قلبك وقلب الصديقة، وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها.

نسأل الله أن يصرف قلوبنا جميعاً على طاعته، ونكرر شكرنا لك.

www.islamweb.net