الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عاليه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن الخجل والحياء والخوف والرهاب الاجتماعي هي ظواهر معروفة، وكثيرًا ما تتداخل، الحمد لله نحن مجتمعنا بخير، معظم الفتيات نستطيع أن نقول أن الحياء –والذي هو شطر من الإيمان– يجعلهنَّ في بعض الأحيان لا يجدن سهولة في الإقدام الاجتماعي، لكن هناك البعض الذي يعاني من خجل ورهاب حقيقي.
أنا أرى أن حالتك بسيطة جدا، قلق وخجل وحياء ظرفي إن شاء الله تعالى وليس أكثر من ذلك، وهذا علاجه لا يحتاج لأي أدوية، يحتاج فقط لـ:
أولاً: أن تفهمي ذاتك بصورة إيجابية، وأنك لست بناقصة أو أقل من الآخرين، هذا مفهوم يجب أن يترسخ عندك.
ثانيًا: ما تقوله زميلاتك بأنك مملة، هذا يجب ألا يؤثر عليك أبدًا، مثل هذه الكلمات تُطلق هنا وهناك من الزميلات، وهذا شيء معروف في محيط البنات، ولا أعتقد أن هناك قصدا حقيقيا منهنَّ لاستصغارك، إنما فقط من أجل أن يدفعنك نحو أن تكون مشاركاتك أكثر، خاصة أنك ذكرت أن البنات اللواتي هنّ حولك لهنَّ ميول لأن تتحدثي أنت وهنَّ يكنَّ في موقف المستمع, فإذن هذه الكلمة لا تؤثر فيك أبدًا، ولا تعتبريها جارحة.
ثالثًا: أريدك أن تفهمي وبصورة واضحة أن مقدراتك ممتازة، وإن شاء الله تعالى مكتملة، فقط زوّدي نفسك بمزيد من المعارف من خلال الاطلاعات، وتعلمي فنون التواصل البسيطة والتي هي في الأصل نوع من المهارات الاجتماعية، مثلاً: حين تقابلي زميلاتك ابدئي بالسلام والتحية الجميلة، مهما كانت درجة الألفة التي بينكم، لكن يجب دائمًا أن تكون هنالك تحية (تحية الإسلام) هذه مفاتحة ممتازة جدًّا، انظري إليهنَّ في وجوههنَّ، ويمكن أن تحضري موضوعا أو موضوعين من أجل المشاركة في أي حوار يدور ما بينكم، هذه أمور بسيطة جدا، وأثناء الكلام لا تراقبي نفسك أبدًا، كوني على سجيتك، المهم هو أن تعرضي نفسك لهذه المواقف، ولا تتجنبيها، لأن التجنب كثيرًا ما يزيد من الخوف والرهاب الاجتماعي ويزيد من التجنب.
رابعًا: لا بد أن تكون لك مشاركات إيجابية جدًّا في الفصل الدراسي، داخل قاعة الدراسة اجلسي في الصفوف الأولى، كوني منتبهة وكوني مشاركة، هذا فيه نوع من الدفع النفسي الإيجابي.
خامسًا: هنالك مواقف نسميها بالتعريض في الخيال وهي مهمة جدًّا وذات قيمة علاجية كبيرة، لتطبيق هذا التمرين –أي تمرين التعرض في الخيال– تصوري نفسك أنه قد طُلب منك على نطاق الدراسة أن تُقدمي عرضًا في موضوع معين، وهذا يتطلب منك جهدًا، وسوف يكون الحضور من الأساتذة وزميلاتك, وربما بعض الضيوف من خارج المؤسسة التعليمية، عيشي هذا الخيال بكل دقة، وابدئي في لعب هذا الدور في خيالك، لكن حاولي بقدر المستطاع أن تكوني متماسكة ومرتبطة بالواقع, هذا نوع من التعرض في الخيال، وهو مهم جدًّا، ويتطلب منك تكرار التجربة عدة مرات، وحبذا لو قمت بتغيير موضوع المواجهة.
سادسًا: لا شك أنه توجد أنشطة مدرسية، هنالك جمعيات في هذه المدارس، يجب أن يكون لك حضور، جمعيات ثقافية، جمعيات اجتماعية، هذا إن شاء الله تعالى يساعدك كثيرًا في التواؤم والتواصل الاجتماعي.
أخيرًا: إسلام ويب لديها استشارة تحكي عن تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء نحن نعتبرها مهمة جدًّا لامتصاص القلق والرهبة الداخلية خاصة الرهاب الاجتماعي، لأن الرهاب الاجتماعي جزء أساسي لمكونات القلق النفسي، فأرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة، وهي تحت رقم: (
2136015) وسوف تجدين فيها بعض الإرشادات والتعليمات التي لو طبقتها بصورة صحيحة وداومت على التعاطي معها؛ سوف تجدين منها إن شاء الله تعالى فائدة كبيرة جدًّا.
من المهم جدًّا أن جهودك في أخذ المبادرات الإيجابية في داخل المنزل تستمر، كوني مشاركة، أنت لا تواجهين أي مشكلة في هذا السياق، لكن قطعًا المشاركات والمبادرات الإيجابية في داخل الأسرة وبر الوالدين لها إن شاء الله تعالى أثرا إيجابيا جدًّا على تطوير المهارات الاجتماعية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.