أمي تقحمني في مشاكلها مع أبي.. فماذا أفعل؟

2013-01-26 23:40:07 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد: بداية أود شكركم وأشكر جميع القائمين على الموقع جعله الله بميزان حسناتكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاماً، وأنا أكبر إخوتي سناً ومؤخراً أصبحت المشاكل بمنزلنا أشبه بروتين يومي, ننام ونستيقظ على مشاكل بين والدي ووالدتي، وهي بمجملها مشاكل ذات أسباب تافهة، وغير مقنعة الأسباب.

أمي تحاول دائماً إقحامي بوجه المدفع مع أبي بحجة أني ابنها الكبير، ولا أحد لها سواي، وحتى وإن كان الحق معها بالغالب حيث أن والدي جافِ القلب، وبليد المشاعر، ويقضي معظم الوقت منعزلاً بغرفته، ويمنعها من الخروج لزيارة الجيران، وبعض الأهل والأقارب بلا سبب مقنع، ويضربني أنا وإخوتي، لكن مع هذا أنا أرفض استخدامي كأداة لمجابهة والدي، فهذا طبعه منذ اليوم الذي تزوجته به، ولا تستطيع أن تغير طبع إنسان بليلة وضحاها، وقد تحملته طيلة السنين الماضية، فما المانع من تحمله الآن؟ ولماذا تقحمني بمشاكلهم الشخصية، حتى أن تحصيلي ومستواي الدراسي تدنى قليلاً، ونفسيتي سيئة.

يريدونني أن أحل مشاكلهم، وأنا أريد من يقف بجانبي ليشعرني بالقليل من الاهتمام والمساندة بمشاكلي الدراسية لدرجة أني أصبحت أساير من هم بسن والدي مثل عمي الذي يشعرني باهتمامه بي، ويعاملني كأولاده.

أفيدوني بحل مقنع أثابكم الله.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا، وعلى مدحك لخدمات الموقع.

من الواضح أنك عانيت طويلا من سوء العلاقة بين والديك، ومن معاملة والديك، ولكن يبدو من سؤالك أن الأمر الملح الآن هو في طريقة والدتك في إقحامك في المشكلات المتكررة التي تنشأ بينها وبين والدك، وتريد أن تتخفف من مثل هذه المشكلات، وخاصة أن هذه الأمور بدأت تؤثر على دراستك وحياتك.

ومعك كل الحق أن تحاول في أن لا تتدخل في المشكلات بينهما، وخاصة أن هناك حدودا لما يمكنك فعله معهما، وقد تزوجا منذ أكثر من 19 سنة!

حاول أن تتحدث مع والدتك، وبكل هدوء وتركيز، أن صعوباتها مع والدك قديمة ومستمرة، وبأن تدخلك في هذه القضايا ليس من صالحك، وكيف أن هذا بدأ يؤثر على دراساتك، ولاشك أن أمك تتمنى وتريد لك النجاح والتوفيق، وبأن تدخلك فيما بينما قد لا يزيد الأمور إلا تعقيدا، وبأنك شخصيا لا تحب التدخل في هذه الأمور.

طبعا لا تتوقع بالضرورة أن تقبل أمك رأيك هذا، فقد يكون لها رأي آخر، ولا بأس في هذا، والمهم أن تكون واضحا فيما تريد، وأن تستمر في تنفيذ هذا الابتعاد أو الانسحاب من الدخول بينهما.

نعم أحيانا أفضل ما يمكن فعله هو الانسحاب من الموقف الذي أمامنا، وخاصة إذا قدّرنا أن الموقف أكبر مما يمكننا عمله.

نعم اترك عالم "الكبار" لهم، ليحلوا خلافاتهم، أو يحاولوا حلـّها، وركز على عملك ودراستك، واعتنِ بإخوانك وأخواتك، إن وجدوا.

إذا وجدت صعوبة كبيرة في التكيّف مع كل هذا، فلا بأس أن تفضفض بعض مشاعرك مع عمك الذي يبدي اهتماما بك، ولربما يستطيع هو فعل شيء، إن أراد التدخل، واترك هذا القرار له، فهو أدرى بما يمكن عمله.

وفقك الله، وخفف عنك، وأصلح بين أبويك.

www.islamweb.net