حيران بين قراري وقرار أهلي تجاه زوجتي في الغربة
2013-02-14 12:28:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا يا أخوتي الأفاضل طالبٌ جامعيٌ، أدرس في أمريكا، أبلغ من العمر 23 سنةً، متزوجٌ من سبعة أشهرٍ. رجعت إلى بلدي وتزوجت، وبعدها رجعت لأكمل الدراسة، وتركت زوجتي في بلدي مع أهلي. الآن مضى عليّ تقريبا شهرٌ، لكن المشكلة أني افتقدت زوجتي لدرجة أن خيالها لا يفارق ذهني طوال الوقت، خصوصاً إننا لم نمكث معاً لفترةٍ طويلةٍ بعد زواجنا، الآن قررت أعود لبلدي لأخذ زوجتي معي إلى أمريكا حتى ارتاح نفسياً وهي أيضاً.
المشكلة لما أخبرت والدي وإخواني الأكبر مني رفضوا قراري، وقالوا عني أني عاصياً، ولا أحترمهم باتخاذي قراراً مثل هذا، علماً أني يا شيخنا الفاضل إنسانٌ مجتهدٌ في الدين -ولله الحمد والمنة-.
وبأخذي لزوجتي معي قد يعينني أن أعف نفسي وأعف زوجتي، لأني صراحةً أحب زوجتي وهي تحبني، وما ودنا نفترق عن بعضٍ لمدةٍ طويلةٍ.
علماً أنه متبقي لدي أربع سنواتٍ حتى أحصل على شهادة الدكتوراه، ولا أستطيع أن أقعد عشرة أشهرٍ في أمريكا للدراسة وأعود لأمكث عندي زوجتي مدة شهرين من كل عامٍ.
أنا حالتي الاقتصادية جيدةٌ حيث تسمح لي بالعيش مع زوجتي بالإضافة إلى مصروفات الدراسة.
مشكلتي الآن تكمن مع أهلي ورفضهم قراري، هل يجوز لي أخذ زوجتي وعدم الاكتراث إلى قرار الأهل؟ لا سيما أنهم مستاءين من قراري، أم ماذا أفعل؟
أفيدوني جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
بدايةً نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لك، وأن يبارك عليك، وأن يجمع بينكما على خير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أسأل الله أن يجعلك من الناجحين المفلحين، وأن يعينكم على التمسك بهذا الدين والتأثير على الآخرين، فإن رسالتنا ينبغي أن تبلغ الأرض والزمان عُمقًا.
نسأله تبارك وتعالى الذي يُصرِّف قلوب العباد أن يُصرِّف قلوب أهلك إلى الخير، وأن يجعلهم يقتنعوا بحاجتك إلى وجود الزوجة معك، وهذه قضيةٌ من القضايا الهامة جدًّا، فإن الإنسان عندما يذهب إلى بلاد الفتن لا بد أن يكون له زوجةٌ تُعفُّه ويُعفُّها، وتكون عونًا له في ذلك المكان، ونسأل الله أن يجمع بينك وبين أهلك على الخير.
ولا يخفى عليك أن هذا القرار بيدك، وأنك وحدك تستطيع أن تتخذ هذا القرار، إذا كانت الأمور ميسورةً فلا تلتفت لرأي أحدٍ، ولكن هذا بيني وبينك لا بد أن تتعامل مع الوضع بحكمةٍ وحنكةٍ، وتطلب من الدعاة والعقلاء والفضلاء أن يسترضوا أهلك، لكن لا تتراجع عن هذا القرار، لأنه صوابٌ، بل نحن نريد لكل شابٍ تزوج أن يصطحب معه زوجته، والأمر كما قال الشيخ ابن عثيمين: جعل هذا من الشروط أن يكون له دينٌ، أن يكون له ورعٌ، أن يكون عنده قدرةٌ على التأثير، ألا يُطيل المُكث، أن يتمكن من إعلان دينه وعبادته لله تبارك وتعالى، ثم أضاف: أن يصطحب معه زوجته تُعفُّه ويعفها، وتعينه على الخير.
فما قررته هو الصواب، والإنسان أصلاً تزوج لتكون الزوجة إلى جواره، وكم تمنينا ألا يُبتعث طالبٌ من ديارنا إلا ومعه زوجةٌ، إلا وعنده دينٌ، إلا وعنده فهمٌ لهذه العقيدة، حتى يؤثر ولا يتأثر – كما قلنا -.
فأنت ولله الحمد على خيرٍ، فامضي في هذا القرار، واجتهد بعد ذلك في استرضاء أهلك، وبيِّن لهم أهمية هذا، يمكن أن تقول (سألتُ علماء ومستشارين فأشاروا عليَّ ضرورة أن تكون الزوجة معي) لأن الإنسان ما ينبغي أن يُجامل في أمر الدين وفي أمر عفته، وكذلك ينبغي أيضًا أن يُدرك الجميع أنك بحاجةٍ إلى مؤانسٍ، ولا يوجد من يؤانس الإنسان ويُدخل عليه البهجة والسرور ويوفر له السكن مثل الزوجة.
نسأل الله أن يُديم بينكم المحبة، وأن يعينك على الخير، وأن يجعل أهلك يتفهموا هذا الوضع، هو ولي ذلك والقادر عليه.