هل أنا مصابة فعلاً بسحر تعطيل الزواج؟

2013-02-13 13:03:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أولاً: أحيي كل القائمين على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خير.

ثانياً: أنا فتاة في الرابعة والعشرين من العمر، عزباء، أعاني من اكتئاب وقلق شديدين، بالإضافة إلى الأرق، وشدة الوساوس والأحلام المرعبة، كنت أظن أنها مشاكل نفسية، ولكنني أردت أن أعرض نفسي على راق، لأنه تبين أن هذه الأعراض هي أعراض عين أو سحر، مع العلم أنه كانت لنا جارة متخصصة في أمور السحر والشعوذة، ولقد آذتنا كثيراً.

عرضت نفسي على راق، وبعد أن قرأ علي القرآن، أخبرني بأنني مصابة بسحر تعطيل الزواج، وأن السحر مدفون، وشيء من هذا القبيل، ولكن تبين لي بأنه يستعين بالجن الصالح في الرقية، ويكلمهم أمامي، وأخبرني بأنهم يقدمون له تقريراً عن من يأتيه للرقية، بالإضافة إلى أنه كان يضع يديه على أنحاء مختلفة من جسدي أثناء الرقية، وهذا ما أزعجني كثيراً، أعطاني ماء مقروءاً فيه، وأصر عليّ بأن أعود إليه لاستكمال العلاج، وأنه سيفك عني السحر، وأنه فكه عن الكثيرات من قبلي، ولكنني لم أشعر بالارتياح أبداً، خصوصاً أن ما يقوم به لا يسمى رقية شرعية، وقررت أن لا أرجع إليه أبداً حتى وإن كان الشفاء على يديه، لأنني لا أريد أن أغضب رب العالمين بالاعتماد على طرق غير شرعية.

ولكن ما قاله لي أقلقني جداً، فهل يعقل أنني مصابة بتعطيل الزواج؟ وخصوصاً أنه لم يسهل عليّ الزواج حتى الآن! وكيف أتأكد من هذا الأمر؟

أفيدوني أفادكم الله، فأنا في دوامة من الأفكار والوساوس.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يقر عينك بالزوج الصالح، وأن يدفع عنك كل سوء ومكروه.

لقد أصبت - أيتها البنت العزيزة - حين قررت ألا تعودي إلى هذا الراقي، فإن ما يفعله يدل على أنه يتبع طرقاً غير شرعية في الرقية، ومن ذلك اعتماده على الجن، والجن يصدقون ويكذبون، ومن ذلك فعله أيضًا لبعض المحرمات كلمس الجسد - كما ذكرت أنت -، ومن ثم فيتعين عليك الحذر منه، والابتعاد عنه وعن مثله، ولا ينبغي أبداً أن تتركي هذه الأحزان تصل إلى قلبك وتتمكن منه بسبب كلام هذا الراقي أو غيره، وإذا أحسنت ثقتك بالله تعالى وتوكلت عليه، فإنه سبحانه وتعالى سيدفع عنك كل سوء ومكروه، فإن التوكل على الله تعالى من أعظم الأسباب في وقاية الإنسان مما يكره، وتحصيل ما يُحب، وقد قال الله سبحانه وتعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} فهو كافيه.

فأحسني ثقتك بالله، وتوكلي واعتمدي عليه، واعلمي أنه لن يقدر أحد على أن يضرك بشيء إلا بشيء قد قدره الله تعالى عليك، ولن يستطيع أحد أن يجلب إليك خيرًا إلا قد قدره الله لك، فإذن الأمر كله لله، فالجئي إليه مباشرة، ولا حاجة بك إلى أن تجعلي بينك وبينه هذا النوع من البشر وسائط.

والرقية الشرعية تنفع - بإذن الله تعالى – مع ما نزل بالإنسان من البلاء و ما لم ينزل به، ولكن رقيتك لنفسك خير من أن يرقيك غيرك، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر المُصاب في أحيان كثيرة بأن يرقي نفسه.

فالرقية دعاء، وخير الدعاء أن يدعوَ صاحب المصيبة لنفسه، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى-: " ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة "، يعني أن صاحب المصيبة يكون قلبه أقرب إلى الله تعالى، وحاجته واضطراره يدفعه إلى أن يسأل الله تعالى ويدعوه دعاء المضطر، فأنت حاولي أن ترقي نفسك بنفسك، واقرئي سورة الفاتحة في يديك، وانفثي بعد القراءة وامسحي بهما جسدك، وكذلك آية الكرسي، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، وأكثري من الرقية الشرعية التي أٌثرت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً)، وداومي على الأذكار، لاسيما الأذكار الموظفة، كأذكار النوم والاستيقاظ، وأذكار الصباح والمساء، ودخول الخلاء والخروج منه، واقرئي الصفحة الأولى من سورة الصافات في يديك وانفثي فيهما، وامسحي بهما جسدك واقرئيهما في الماء، واشربي ذلك الماء معتمدة على الله تعالى، محسنة الظن به، فإن هذا - بإذن الله تعالى - ينفعك إن كان فيك شيء قد حلَّ بك، ويدفع عنك ما لم ينزل بك بعد.

ولكننا لم نر فيما ذكرت ما ينبئ عن أنك مصابة بالسحر، فلا تدعي الأوهام تسيطر عليك، وخذي بالأسباب الشرعية المباحة التي جعلها الله عز وجل أسبابًا للزواج، ومن ذلك:

- تقوية العلاقة بالله تعالى بكثرة استغفاره، فإن الاستغفار من أعظم أسباب جلب الأرزاق.
- التعرف على النساء الصالحات، والإكثار من مجالستهنَّ، فهنَّ خير ما يعينك على تحصيل الزوج الصالح.
- الاستعانة بالرجال من محارمك كإخوانك.

وكوني على ثقة تامة بأن ما قدره الله تعالى لك لن يفوتك أبداً، فإنه لن يموت أحد إلا بعد أن يستوفي رزقه الذي قد كتبه الله تعالى له قبل أن يُوجد على هذه الأرض.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يرزقك الرزق الحسن، ويذهب عنك كل مكروه.

والله الموفق.

www.islamweb.net