كيف أتصرف مع زوجة أخي زوجي وما تسببه لنا من مشكلات؟

2013-02-25 09:01:40 | إسلام ويب

السؤال:
أنا أم، عندي 4 أولاد، أصبنا بابتلاءات كثيرة منذ 3 سنين، منها: مرض زوجي، وفقدانه العمل، وكلما يحصل عل عمل يفقده، وأنا دائمة الدعاء له والتحصين، حيث إن زوجة أخ زوجي سببت لنا المشاكل منذ بداية زواجي، فهي من النساء سليطة اللسان، ودائمة التذمر، وتحسد أي شخص أحسن منها، وحتى محبة زوجي تحسدني عليها، وقد قالتها حرفياً لي، وهي تقوم بنقل الأخبار الكاذبة عنا، ولا أدري ماذا أفعل معها!؟ حيث لا أستطيع الابتعاد عنها؛ وذلك بسبب أمه، فهي تجمعنا -أي أولادها كل جمعة- ولا أريد أن أكون سبباً في القطيعة.

ماذا أفعل مع هذا الصنف من الناس؟ وهل المواجهة أحسن؟ وأيضاً عندما يأتي أحدٌ لزيارتنا يعجب ببيتنا، وللأسف فأمه أيضاً معجبة ببيتنا! وتحصل معنا أمورٌ غريبة، كمرض، أو حادث، أو سقوط الأولاد، وهذا للمرة الثالثة، مع أني أقرأ على الأولاد، وأنفخ في البيت.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ salma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك -بنتنا وأختنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يحفظ لك الذرية، وأن يُلهمنا جميعًا السداد والرشاد، وأن يكفَّ شرَّ كل ذي شرٍّ.

وأرجو أن تواظبوا على أذكار المساء والصباح، وعلِّمي هؤلاء الصغار ترديد الأذكار، وقراءة الفاتحة، والمعوذات، وخواتيم سورة البقرة، وآية الكرسي، وآيات الرقية الشرعية عمومًا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

كما أرجو أن يحرص الزوج أيضًا على إقامة هذه الأذكار، وعلى تلاوة القرآن في البيت، فإن البيت الذي يُقرأ فيه القرآن وتُقرأ فيه سورة البقرة بيتٌ لا يدخله الشيطان.

كما أرجو أن يكون عندكم شيءٌ من التوكل العميق، وتوحيد الله تبارك وتعالى، فإن المؤمن والمؤمنة يوقنان أنه لا يصيبهما إلا ما كتب الله لهما، وينبغي أن نوقن أن أهل الأرض لو اجتمعوا ليضرونا ويُلحقوا بنا الأذى لن يضرونا إلا بشيءٍ قد كتبه الله علينا، ولو اجتمعوا وأرادوا أن ينفعونا فلن ينفعونا إلا بشيءٍ أيضًا قدره الله تبارك وتعالى علينا، ولذلك ينبغي أن يصطحب الإنسان هذه المعاني، واطردي عن نفسك مثل هذه الوساوس.

وأما هذه المرأة التي ظهر منها الشر، فأرجو أن تعامليها معاملة محدودة وسطحية، ولا تدخلي معها في إشكالات؛ حتى لا تزداد حسدًا وحقدًا، واجتهدوا في إخفاء بعض الأمور عنهم وعنها؛ حتى لا يزداد عندها الحسد، فإن الحاسد والعياذ بالله يتألم ويشتد الحسد عنده مع كل ذي نعمة.

وبالنسبة لهؤلاء الصغار أيضًا -كما ذكرنا- ينبغي أن نجتهد في تحصينهم، وأن نتخذ ما نستطيع من أسباب، كما فعل يعقوب -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام- عندما قال لأبنائه: {لا تدخلوا من بابٍ واحدٍ وادخلوا من أبوابٍ متفرقة} لكنه وهو من أئمة التوحيد قال: {وما أغني عنكم من الله من شيء} إنما هي حيلة، إنما هي محاولة، إنما هو فعل للأسباب، فالمؤمن يفعل الأسباب ويتوكل على الكريم الوهاب.

إذا كان أطفالك من الحلاوة والجمال بهذه الدرجة، فأرجو أن تجتهدي في أن تكون ثيابهم مختلفة، وألا يظهروا جميعًا في وقت واحد، وأن يكونوا قبل ذلك محصنين، وتجتهدوا في تحصينهم بالأذكار، وقراءة الأذكار على الصغار منهم، ثم كذلك عمارة البيت بذكر الله تبارك وتعالى، ثم بجعل المجلس الذي يجلس فيه الناس مكاناً للذكر والإنابة، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهكذا ينبغي أن تكون مجالسنا.

واجتهدي في إرضاء والدته، وحافظوا على هذا المجلس، والإنسان كما قلنا ينبغي ألا يعطي الأمور أكبر من حجمها، فلا شك أن العين حق، وأن هناك من يُصيب بعينه لكن بإذن الله، وهذه الأمور لا تصيب الإنسان إلا إذا قدَّر الله تعالى القدير -سبحانه وتعالى-.

ونتمنى بالنسبة للزوج أيضًا أن يُكثر من الأذكار، وإذا ذهب إلى العمل أو ترك العمل فينبغي أن ننظر أولاً في الأسباب المادية المشهورة، فقد تكون هناك أسباب كتقصير منه، فعليه أن يتفادى التقصير، أو هناك أشياء خارجة عن الإرادة تحصل، والإنسان لا ينبغي أن يظن أن كل شيء السبب فيه هو العين أو في الناس أو في كذا، لا، نحن لابد أن نوقن أن الأمر بيد رب الناس سبحانه وتعالى.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمركم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، وأرجو أن تعلموا أن هذه الدنيا الإنسان لا يسلم فيها من الآفات والمشاكل، ولكن علينا أن نصبر، وأن نوقن أن الأمر لله من قبل ومن بعد، وعجبًا لأمر المؤمن، إنَّ أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له.

وفقك الله وسددك، وحفظك وأسرتك من كل سوء.

www.islamweb.net