كيف أربي طفلي على حب أخيه وأخته ولا يتلف ألعابه؟
2013-02-26 08:30:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله عنا خير الجزاء، على هذا الموقع المبارك، وبارك الله فيكم وفي كل القائمين على هذا الموقع المتميز حقاً وصدقاً، والله على ما نقول شهيد.
سؤالي هو: كيف بإمكاني أن أربي طفلي على حب أخيه أو أخته؟ وكيف بإمكاني تربية ابني أو طفلي على عدم تكسير ألعابه أو إتلافها؟
جزاكم الله عنا خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نحن أيضًا نبادلك المشاعر، فنشكر لك هذا التواصل مع الموقع، وشرف لنا أن نكون في خدمة أمثالك من الفاضلين، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد، وحقيقة: لقد أسعدنا هذا السؤال الذي يدل على الاهتمام بالصّغار، وأطفال اليوم هم بعض الحاضر لكنهم كل المستقبل - بإذن الله تعالى – فإذا أردنا لأمتنا غدًا أفضل من يومها، فما علينا إلا أن نُحسن تربية الأجيال، والنجاح في التربية والإحسان إليهم يقوم على غرس المحبة فيما بينهم والتآخي، وهذا إنما يحصل عندما ينجح الوالد في الأمور الآتية:
أولاً: إشباع حاجتهم إلى الأمن والحماية.
ثانيًا: إشباعهم عاطفيًا من الحب والاحترام والتقدير.
ثالثًا: العدل بينهم.
رابعًا: أن يكون الأب والأم قدوة، الأب قدوة مع إخوانه ومع من حوله، فإن هذه المشاعر النبيلة تُعدي، ويتأثر الأبناء بالقدوة، ويأخذوا من آبائهم وأمهاتهم من تصرفاتهم أكثر مما يأخذوه من كلامهم، فالأمر كما قال الأول (كلام رجل لألف رجل لا يساوي فعل رجل في ألف رجل) بل عليكم أن تهتموا بالجوانب التي أشرنا إليها حتى تنتشر بينهم المحبة، وحتى تسعدوا بحبهم لبعضهم.
كذلك ينبغي أن تتفق مع والدتهم على خطة واحدة موحدة في التربية وفي التوجيه، بالإضافة إلى غرس معاني الحب بينهم، وأن الله يأجر ويُثيب ويرضى عمَّن يُحب أخاه، وأن المؤمن إذا أحب أخاه أرصد الله على مدرجته ملَكًا، نذكر بهذه المعاني الجميلة، حتى وإن كانوا صغارًا، نبسط المعلومات حتى تكون سهلة الفهم بالنسبة لهم.
أما ما يتعلق بعدم تكسير ألعابهم، فهذه الألعاب لهم، وتكسير الألعاب أو فك الألعاب وتركيبها هذا جزء من المتعة، فلا تنزعج إذا كسروا ألعابهم أو أتلفوا هذه الألعاب، فإن هذه الألعاب من المعرفة الهامة بالنسبة لهم، لأنه لما يرمي اللعبة وتتكسر نحن ننزعج، ونحن ينبغي أن نعاونهم في اللعب، ونجتهد جهدنا في أن نحمل هذا اللعب إذا ملوا منه، نستبدله، نرفع هذا اللعب أحيانًا ثم ننزله أحيانًا أخرى، حتى لا يصلوا لدرجة الملل التي ربما تدفعهم إلى التكسير أو الإتلاف في بعض الأحيان، علمًا بأن ما يحصل منهم ليس لعبًا عندنا لكن هو لعب عندهم، وهذه ألعاب جادة، يعني هي لعب يقومون بها ويتعبون من أجلها، واللعب له فوائد كثيرة جدًّا حتى وإن دُمِّرت أو كسرت بعض الألعاب، فإن الفوائد متحققة من وراء ذلك اللعب، وإذا كسرت لعبة فعلينا أن نحاول أن نُصلحها وأن نغيّر طريقة اللعب بها، والعربة الصغيرة التي يلعب بها إذا كسرها أو أتلفها ونزع تواير اللعبة، فإنا نستطيع أن نحولها إلى بيت أو نحولها إلى مخزن ونربطها بحبل ونجرها، يعني هذا جانب مهم جداً، لأن الفك والتركيب والتكسير، هذه مهارات مهمة جداً، وهي من خصائص الأطفال التي (تقريبًا) موجودة في كل الأطفال.
إذا أتلف الطفل لعبة، وتسبب هذا في أذىً، فعلينا أن نُشاركه في إصلاح ما أفسد، حتى يشعر بالمسؤولية، المهم ليس هناك داعٍ للانزعاج عندما تحصل مثل هذه الأشياء، واجتهدوا في حماية الألعاب وفي الثناء عليها وأنها جميلة، وأنه ينبغي أن تضعها هنا حتى يأتي خالك صالح ليُشاهدها، وخالتك فاطمة لترى هذه الألعاب الجميلة التي عندك، وعلمه أن يكون لها مكان ورف توضع فيه، ونحافظ عليها، بهذه الطريقة غير المباشرة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ومن المهم ألا نُظهر الانزعاج أو نصرخ فيهم إذا قاموا بتكسير لعبة أو الوقوع في خطأ، لما لمثل هذه التصرفات من آثار خطيرة عليهم من الناحية النفسية.
نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.