كيف نعالج السلوك الخاطئ عند الأطفال؟
2013-02-25 11:44:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بدأت مشكلتي مع ابنتي التي عمرها الآن 7 سنوات منذ حوالي 3 سنوات، حيث بدأت ألاحظ عليها أنها تضع يديها بين رجليها وتتحرك بشكل غريب, تتحرك حركة سريعة نسبيا, ثم تتوقف فجأة, وكان رأيي أن هذه طفلة ولا يمكن أن يكون لديها أي شعور جنسي, وأعضاؤها لم تنم بعد لهذه المرحلة.
وبعد استمرار الحالة بدأنا نقول لها إن يديها رائحتها ليست جميلة, فأصبحنا نراها فجأة تذهب إلى الحمام وتغسل يديها ثم تعود, ثم مع الأيام توقفت بحمد الله عن هذه الحركات في النهار, لكن المفاجأة وهي مشكلتي الآن أنها تكون نائمة, ومستغرقة في النوم "فيما يبدو لنا" ونفاجأ أنها قد جمعت بطانيتها بين رجليها, أو وضعت مخدة بين رجليها, ثم تبدأ بالحركة بشكل غريب, فنوقظها فتستيقظ فزعة خائفة.
ملاحظة: أنا قلت مستغرقة في النوم فيما يبدو لنا؛ لأنني لا أتخيل شخصا نائما يجمع البطانية بين رجليه, أو يمسك بمخدة ويضعها بين رجليه.
ولدينا مشكلة: وهي أنها في الفترة الأخيرة بدأت تغلق الحمام بالمفتاح, وتبقى داخل الحمام فترة طويلة, أطول من العادة, وأنا قلت لزوجتي أن لا تضخم الموضوع, وأن الأمور أخف مما نتخيل, ولكني كلما رأيتها بهذه الحركات يعتصر قلبي.
هي طفلة صغيرة, والحمد لله نحن أسرة نحاول أن لا نعصي الله, ولا نرى أي مشاهد مخلة, والمجتمع من حولنا -ولله الحمد- مؤدب جدا.
وجهوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، بالرغم من صعوبة الأمر.
يكثر مثل هذا السلوك عند الأطفال، صبيانا وبنات، في مثل هذه السن عندما تبدأ الطفلة بالتعرف على أعضاء جسدها وخاصة المناطق الحساسة, ويكبر غالبية الأطفال ويتجاوزون هذه المرحلة من دون قلق أو عواقب سلبية، وخاصة إن أحسن الأهل التصرف فلم يجعلوا من الأمر مشكلة ثانية.
أنصحك والأم، وكما حاولتم فعله حتى الآن وهذا هو التصرف السليم، بأن لا تعطوا الابنة الانتباه الشديد عندما تقوم بمثل هذا السلوك، وإنما حاولوا في حالات اليقظة صرف اهتمام البنت عن الأمر بطريقة غير مباشرة، كأن تتحدث الأم معها في موضوع آخر، أو تقوم معها بعمل آخر يصرف انتباهها.
وإذا لاحظت الأم أن طفلتها تقوم بهذا السلوك أثناء النهار، فلتقل لها وبكل هدوء "هيا يا حبيبتي تعالي وساعديني في عمل كذا وكذا.." ولتحاول الأم أيضا أن تعطي ابنتها الانتباه الكثير عندما تتصرف بالطريقة السليمة المطلوبة.
وأما في حالة النوم، ونعم يمكن للطفل النائم أن يقوم ببعض الحركات كموضوع المخدة أو غيرها وهو في حالة نوم عميق، ولا أنصح هنا بإيقاظ الطفلة، وإنما مجرد إبعاد المخدة بهدوء ومن دون قطع النوم عليها.
ولا شك أن الطفلة لا تعي طبعا الجانب الجنسي في هذا السلوك، وإنما وبمحض الصدفة اكتشفت "اللذة" وراء مثل هذا الاحتكاك بالمنطقة الحساسة من جسمها، وهذا شيء طبيعي تماما حيث إن هذه المنطقة من الجسم غنيّة بالألياف العصبية التي إن حركها الإنسان فإنه يشعر "باللذة" ومن دون البعد الجنسي الذي نعرفه نحن الكبار.
وهذه المرحلة طبعا هي المرحلة المناسبة لتعليم ابنتكم المهارات الاجتماعية المطلوبة مثل موضوع خصوصية بعض السلوكيات، وما هو مقبول أو غير مقبول اجتماعيا.
واطمئنوا أن هذا ليس مدخلا للانحراف السلوكي أو ما شابهه، وبأن الفتاة ستنمو وتتجاوز هذه المرحلة، ومن دون عقبات أو عواقب بإذن الله تعالى.
حفظ الله طفلتكم، وسلمها من كل سوء.