الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rajia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه نعم! هنالك حل لحالتك، والحل بيدك أنت، المُشكلة الأساسية لديك هي أنك اتخذت المنهج السلبي ليكون طريقك في الحياة، والأمر من وجهة نظري بدأ بدايات بسيطة كتخوف أو قلق بسيط أعقبه شيء من عدم الارتياح، ثم بعد ذلك افتقدت القدرة على التكيف مع الأشياء الطيبة والجميلة والإيجابية في الحياة، وأصبحتْ كلمة (لا) راسخة في كيانك ووجدانك، فأنتِ قلت (لا أذاكر) ، (لا أصلي) ، (لا أستحم) و (لا، لا) كثيرة جدًّا لديك.
هذا مفهوم سلبي أصبح هو المنهج الذي تتبعينه في الحياة، والإنسان هو الذي يُحدد طريقه، والإنسان يتعلم من بيئته، والإنسان حباه وأعطاه الله مقدرات وطاقات داخلية، والإنسان مخيّر في المنهج الذي ينتهجه.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أنت الآن محتاجة أن تجلسي مع نفسك جلسة صادقة، جلسة فيها مُكاشفة ومُصارحة مع نفسك، وتقيّمي كل مشاعرك تقييمًا مختلفًا، وتُفكري في الأشياء الطيبة، الأشياء الجميلة، والأشياء السلبية التي يجب أن تُصححيها في حياتك، أنا أعتقد أول شيء يجب أن تُصححيه هو استبدال (لا) بـ (نعم) حسبما هو مطلوب، وفي مواقف معينة: (نعم لابد أن أصلي)، (نعم لا بد أن أذاكر)، (نعم لابد أن أبر والديَّ)، (نعم لا بد أن أكون نشطة)، (نعم لا بد أن أتفوق دراسيًا) وتضعي برامج عملية وفعلية من خلال جداول يومية تلتزمي بها التزامًا تامًا.
التطبيق مهم، والإنسان يجب أن يحاول، وأنا دائمًا أنصح الناس – خاصة الذين يعانون من نفس الأعراض التي تعانين منها – ألا ينقادوا لمشاعرهم، ألا يتبعوا مشاعرهم، إنما يتبعون أفعالهم، ولذا أنت مطالبة برسم جدول يومي – كما ذكرت لك – هذا الجدول اليومي يشمل أنشطة معينة، ساعات النوم لا تكون أكثر من ثمان ساعات، الصلاة يجب أن تكون في وقتها، الاهتمام بنظافتك الشخصية يجب أن يأخذ حيزًا، عليك بالقراءة، عليك بالاطلاع، الذهاب للمدرسة، مشاركة أسرتك في أنشطتها اليومية ... إلخ، وهذه هي الحياة.
الذي أقوله لك ليس فيه مستحيل، وليس فيه جديد، وليس فيه صعب أبدًا، أنت لديك طاقات داخلية، طاقات ممتازة، لكنك لم تستفيدي منها، لأنك اتخذت المنهج السلبي، لأنك قبلتِ بالفشل، وأنت قريبة جدًّا من النجاح، فتغيير المفاهيم مهم ومهم جدًّا.
من الضروري جدًّا أيضًا أن تكون لك قدوة ونموذج حسن في حياتك، اختاري أي صديقة أو أي قريبة ترين فيها الخير، ومن اللواتي يتميزن بسمات الخُلق الطيب والفعالية والطموح، ومن هنا سوف تجدين أن هذا النموذج قد ساعدك كثيرًا في تغيير مسارك.
وأنا أدعوك بحق أن تتصوري نفسك بعد خمس أو ست سنوات، لابد أن تتخيلي نفسك وأنت في ذاك العمر، أتمنى في ذلك العمر أن تكوني قد تخرجت من الجامعة وتحصلت على درجة الماجستير، وتزوجت (وهكذا) لابد أن تضعي نُصب عينيك المستقبل بصورة إيجابية، وتسعي للطرق التي سوف تُمهد لك الطريق، بل تُوصلك إلى هذا المستقبل الجميل.
لا أرى أنك في حاجة لعلاج دوائي، أنت فقط في حاجة أساسية وضرورية لأن تفكري إيجابيًا وتعيدي تقييم نفسك بصورة أفضل، وأنا أقول لك أن الإيجابيات دائمًا أكثر من السلبيات.
وللفائدة راجعي وسائل المحافظة على الصلاة:(
18388 -
18500 -
17395 -
24251 -
55265 ) .
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.