أريد التخلص من العادة السرية، كيف أعمل؟

2013-02-21 09:36:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة في 17 من عمري، أمارس العادة السرية بين فترة وفترة، وفور انتهائي منها أشعر بالذنب وأحتقر نفسي.

أنا خائفة جداً أن هذا الشيء يؤثر علي سلبياً في الحمل مستقبلاً، لأن معظم الأشخاص يقولون إن ممارسة العادة السرية تسبب العقم؟ كيف يمكنني التخلص منها؟ لا أريد دخول النار بسبب شهوات المراهقة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالفعل -أيتها الابنة العزيزة- فعندما يقوم الإنسان بعمل شيء سيء, أو بارتكاب معصية, وهو مدرك تماماً لما يقوم به ويكون بكامل إرادته ووعيه, فإن النتيجة الحتمية لهذا الأمر من الناحية النفسية، هي إصابته بمشاعر سلبية كثيرة, تنصب نحو الذات, مثل الشعور بالذنب, وتأنيب الضمير, وقد ينتهي به الأمر إلى أن ينظر إلى نفسه نظرة دونية جداً, وتتولد لديه مشاعر مشوهة عن الذات.

من الناحية الجسدية, فإن تكرار الممارسة سيؤدي إلى حدوث مشاكل في جلد الفرج, وقد تتطور إلى التهابات نسائية تؤدي إلى العقم في حال تطورت وصعدت إلى الرحم والأنابيب, لا قدر الله.

الحل –يا عزيزتي- هو سهل جداً, فحين تعلمين بأن هذه الممارسة هي ليست حاجة أو ضرورة للجسم وللحياة, بل هي عادة, كما يدل اسمها عليها, وحينما تعلمين بأن الفتاة لا تحتاج إلى ممارسات جنسية قبل الزواج لتفريغ شهوتها, ورغبتها الجنسية، هي رغبة موجهة توجيهاً فطرياً نحو الأمومة, حينها سيسهل عليك إقناع نفسك بالتخلي عن هذه الممارسة.

ما يحدث للفتاة هو أنها تتعرف على العادة السرية مصادفة, أو عن طريق صديقات السوء, أو عن طريق بعض الوسائل الإعلامية المغرضة, فيتملكها الفضول وتمارسها, وعندها تشعر بالمتعة, فتكرر الممارسة لتشعر بهذا الشعور ثانية, خاصة إن كانت تعاني من الفراغ أو من بعض المشاكل والظروف السيئة, وتعتاد عليها، وكلما راودها شعور سلبي أو ظرف صعب, أو كلما وجدت نفسها وحيدة, فإنها تبحث عن شعور ممتع ومرضي لتخفف عن نفسها, فتلجأ إلى ممارستها, بمعنى أن الفتاة هي من يبحث عن العادة السرية كنوع من التعويض النفسي والعاطفي, وهي من تعود نفسها عليها, والعلم قد أثبت بأن الهرمون المسؤول عن الرغبة الجنسية في الأنثى لا يكون مرتفعاً طول الوقت, بل يحدث له ارتفاع عابر ومؤقت في فترة التبويض من الدورة, ولعل في هذا حكمة إلهية عظيمة, وهي أن تزداد رغبة المرأة في هذا الوقت تحديداً, فلا يذهب سدى, فتقبل على زوجها في فترة التبويض, من أجل أن يحدث الحمل.

قصدت من كل ما سبق- يا ابنتي -أن أطلعك على بعض الحقائق والمعلومات, لأن الخطوة الأولى في حل أي مشكلة هي أن يعرف الإنسان حجم المشكلة وأبعادها ومسبباتها, فهنا سيكون من السهل عليه أن يتعامل معها.

أهم شيء هو أن تعرفي الظرف الذي يدفعك إلى ممارسة هذه العادة السيئة, وأن تقومي على تغيير هذا الظرف, فمثلاً إن كنت تمارسينها وقت النوم, فلا تستلقي على فراش النوم إلا وأنت بحالة نعاس شديد, بحيث تستغرقين في النوم بسرعة, فلا يكون أمامك وقت للتفكير بممارستها, وإن استطعت أن تجعلي أخواتك يشاركنك غرفتك, فإن هذا أيضاً سيكون حلاً للمشكلة.

أما إن كنت تمارسينها في النهار بسبب الفراغ والوحدة, فاعملي على مغادرة غرفتك فوراً عندما تروادك الفكرة, واشغلي نفسك بأي عمل آخر, مثل تحضير وجبة طعام أو مشاركة العائلة جلستها أو إجراء مكالمة هاتفية أو أي شيء يشتت الفكرة في ذهنك.

كذلك إن كنت تمارسينها خلال دخولك الحمام, فيمكن وضع شريط لاصق على أطراف أصابعك قبل الدخول, ليذكرك بعدم الممارسة, وليكون أمامك وقت كاف للتفكير ومراجعة نفسك, في حال ضعفت وقررت أن تمارسينها, وهكذا يا عزيزتي ابتدعي أي شيء يناسبك, المهم أن تشتتي فكرة الممارسة في ذهنك عندما تراودك فوراً, أو أن تجعلي البدء بها صعباً عليك, أو يحتاج إلى وقت.

بالطبع, الأمر يحتاج أولاً إلى شد العزم, وشحذ الهمة, وإلى الإرادة القوية, وستجدين بعد ذلك بأن ما ينتابك من شعور سلبي نحو نفسك, قد تغير وتحول إلى شعور بالفخر والاعتزاز, كونك استطعت مغالبة هوى النفس, وأثبت لنفسك بأنك قوية الإرادة, وحينها ستحبين نفسك أكثر وتتصالحين معها.

أسأل الله العلي القدير أن يوفقك لما يحب ويرضى دائماً.

www.islamweb.net