ابني يعاني من صعوبة الكلام ... فما العلاج؟

2013-03-28 00:52:46 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أشكر الله سبحانه وتعالى أن سخر لنا هذا الموقع بفضله وكرمه, ثم أشكر القائمين عليه والذين يبذلون جهدا جبارا لمساعدة السائلين, وأسأل المولى العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

سؤالي هو: ابني يبلغ من العمر 13 عاما, يعاني من صعوبة الكلام, وأكثر مشكلة عنده أنه عندما يتحدث عن شيء ينسى ما يريد قوله, ويقول (أيش أيش) ويجد صعوبة شديدة في إخراج الكلام, وتحس وكأن على صدره جبلا, بل تحس أن نفسه ينقطع قبل إكمال ما يريد قوله.

قبل سنتين ذهبت به إلى أخصائي أنف وأذن وحنجرة؛ كونه يعاني من حساسية الأنف, وشرحت له الموضوع, فقال اذهب به إلى أخصائي نفسي, وذهبت إلى الأخصائي, سأله سؤالين أو 3 أسئلة, ولم يجر له أي فحوصات, أو أي شيء, ومباشرة كتب له علاجا وهو نوعان من الحبوب, نوع يسبب له تعبا شديدا, والآخر يأخذ منه, ولكن ليس هناك تحسن.

وعليه أرجو من الله سبحانه وتعالى ثم منكم مساعدتي في وصف علاج مفيد لحالة ابني, أو على أقل تقدير توجيهي إلى أي أخصائي أراجعه؛ والذي سيفيد ابني بعد الله سبحانه وتعالى.

أسأل المولى العلي القدير أن يلهمكم اختيار العلاج المناسب لابني.

وفقكم الله وسدد خطاكم وثبتكم على فعل الخير, إنه سميع مجيب, وعلى الإجابة قدير.

اللهم وسلم وبارك وأكرم وأنعم على الحبيب محمد بن عبد الله, وعلى آله وأصحابه وسلم.

وأنا في انتظار ردكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله تعالى العافية لهذا الابن والشفاء.

أحسبُ أن ابنك يتمتع بالذكاء ومقدرات طبيعية، هذه النقطة المهمة، لأنك ذكرت أنه في بعض الأحيان ينسى ما يريد قوله، لا أعتقد أن ذلك ناتجًا من ضعف في مقدراته العقلية، إنما هو نوع من صرف الانتباه عن التأتأة التي يعاني منها، والتي تُسبب حبس الكلام وصعوبته بالنسبة له.

هذا الطفل يحتاج (أولاً) ألا ننتقده مطلقًا حول طريقة كلامه، بل على العكس تمامًا نُشعره بالطمأنينة والأمان، وننصحه بأن لا يخاف من الآخرين، وإن استهزأ به أحد الطلاب فيجب ألا يلتفت لذلك أبدًا، ولا يهتم بمثل هذه الأمور، ولا يحس بأي نوع من الخجل حول الطريقة التي يتكلم بها. إذن نُشعره بالأمان التام لهذه النقطة المهمة.

النقطة الثانية: هذا الطفل نعلمه أن يتكلم ببطء، وأن يقرأ بصوتٍ عالٍ، خاصة حين يكون لوحده، هذا فيه فائدة كبيرة جدًّا له.

ثالثًا: دعوه لوحده يقرأ موضوعا معينا بصوتٍ عالٍ ويقوم بتسجيل ما سوف يقرأه، ثم يستمع لذلك، وأنتم تستمعون معه، وغالبًا سوف يكون أدائه جيدًا مما يحفزه ويُشجعه على طلاقة اللسان، وأنتم بدوركم يجب أن تحفزوه ويجب أن تشجعوه.

رابعًا: إذا كان لديه صعوبة في نطق حروف معينة يجب أن تُحدد هذه الحروف ويتم إدخالها في كلمات، ثم تدخل الكلمات في جُمل ويقوم بتكرارها.

خامسًا: هذا الطفل يحتاج قطعًا أن يتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة وضرورية، وكان من المفترض أن يقوم الأخ الطبيب النفسي بتحويله إلى الأخصائي النفسي ليقوم بتدريبه على هذه التمارين، عمومًا هي سهلة، وإن ذهبتم إلى الأخصائي سوف يقوم بذلك، أو ربما يكون من الأفضل أن تذهبوا به إلى أخصائي التخاطب، لأن معظم أخصائي التخاطب لديهم معرفة وإلمام كامل بأهمية تمارين الاسترخاء، وكيفية ربط التنفس مع الكلام, إذن أنصح بهذا إن كان ممكنًا.

سادسًا: أرجو أن تتاح للطفل فرصة لمقابلة أحد الإخوة المشايخ، وذلك من أجل طمأنته، وفي ذات الوقت تدريبه وتعليمه على مخارج الحروف ومداخلها، لأن هذا الأمر فيه خير كثير جدًّا للطفل، وكثير من الأطفال الذين كانوا يعانون من التلعثم والتأتأة حلُّوا مشكلتهم من خلال تلاوة القرآن.

سابعًا: أنصح أيضًا بالتفاعل مع الشباب والأطفال واليافعين في سِنِّه، كما أن ممارسته لأي رياضة جماعية سوف يكون فيها فائدة وخير كثير له.

النقطة الأخيرة هي حول الأدوية: هنالك دراسات كثيرة حول أدوية مختلفة يُقال أنها تساعد في علاج التأتأة وذلك من خلال التحكم في الخوف والقلق والرهبة، والمساعدة أيضًا في استرخاء عضلات اللسان، وكذلك عضلات الحنجرة، لكن نسبة ولسن الطفل أعتقد أيضًا أن أي دواء يُصرف له لا بد أن يكون تحت إشراف طبي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله له العافية والصحة، وأن تُحلّ هذه العقدة التي في لسانه، ولا تنسوا دعاء الوالدين فإن دعائهما مستجاب بإذنِ الله تعالى.

www.islamweb.net