حلمي أن أدرس تخصصا يتعلق بالطب أو ما شابهه ولم يحصل، فما توجيهكم لي؟
2013-04-11 01:58:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد:
أنا طالبة في السنة الأولى جامعي، أدرس تخصص رياضيات وإعلام آلي, مشكلتي هي أن حلمي كان دراسة تخصص يتعلق بالطب مثلا طبيبة أو صيدلانية أو طبيبة أسنان، لم أتوقع يوما أنني لن أنال ما أريده خاصة أنني كنت مجتهدة وكنت أتحصل على نقاط جيدة في كل المواد، وحتى البكالوريا حصلت عليها بتقدير جيد لكن المعدل لم يكن كافيا، ورياضيات وإعلام آلي لم أسمع به مطلقاً حتى يوم توجهت إليه في البداية كرهت الحياة كلها فكنت دائماً أبكي وحزينة وكئيبة.
يوم الدخول الجامعي لم أرد الذهاب ولكن أمي قالت لي : يجب أن تذهبي فذهبت، فكنت دائماً أذهب إلى الجامعة بالرغم عني، لأني أمقت التخصص، وبعد ذلك قررت أن أعيد البكالوريا لأنني متأكدة أنني سأتحصل عليها بمعدل يِؤهلني لفعل ما أشاء، لكن أمي اعترضت بشدة لأنني سأتركه هذا العام، وأدرس في البيت من أجل البكالوريا حتى يكون تحصيلي جيداً، وبالتأكيد فعلت ما قالته أمي تابعت الدراسة في الجامعة دون الرغبة في ذلك.
كم أنا مشتاقة إلى الرغبة التي كانت تجتاحني عندما كنت أدرس، والمشكلة الكبيرة الآن، أنني اجتزت الامتحان والنقاط لم تعجبني، وهذا بسببي لأني لم أدرس كفاية لكرهي لهذا التخصص، ومن الممكن أن أحسنها في الامتحان الاستدراكي لكني لا أريد أن أدخله أصلاً، والآن لا أريد الرجوع إلى الجامعة، ولا أريد أن أكمل الفصل الثاني، وقررت أن أعيد البكالوريا العام المقبل لأتخصص في تخصص يروق لي بإذن الله،
شكراً لك و بارك الله فيك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأريدك أولاً ألا تتهمي نفسك بالفشل، هذا مهم جدًّا وهي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: يجب أن تكون هنالك أسبقيات في اختياراتك، وتكون هنالك بدائل. أنا من وجهة نظري أن تجتهدي، أن تركزي، وأن تقومي بإجراء الامتحان الاسترجاعي، هذا خيارك الأول.
الخيار الثاني: إذا لم توفقي أعيدي السنة القادمة - كما ذكرت لك - الأمور بسيطة جدًّا، وسهلة جدًّا، المهم هو ألا تضيعي طاقاتك في التفكير السلبي الذي يقوم على فكرة (لو كنتُ، لو كنتُ) لا، ما كان كان، وما سيأتي هو المهم، أنت -الحمد لله- صغيرة في السن، لديك طاقات، لديك أسرة تهتم بشأنك، فضعي برامج يومية للتحصيل والمذاكرة، وهذا لا يعني أبدًا أن تنقطعي للمذاكرة، لا، من حقك أن تأخذي قسطًا من الراحة، أن تنامي مبكرًا، أن تمارسي الرياضة، أن تجلسي مع أسرتك، أن ترفهي على نفسك بما هو طيب، هذه هي الطريقة الصحيحة لإدارة الوقت، التي من خلالها تستطيعين أن تخصصي وقتًا ممتازًا وكافيًا جدًّا لدراستك.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: انظري إلى الأمام، ولا تلتفتي أبدًا إلى الخلف.
من الواضح أنه لديك طاقات، من الواضح أنه لديك مقدرات، موضوع ما كنت تتمنين دراسته: لا تأسي على شيء أبدًا، الخير فيما اختاره الله، والإنسان إذا أجاد وتميز في أي مجال يستطيع أن يكون على قدر من المعرفة وعلى قدر من التقدير والاحترام في ذلك الجانب، من الذي قال أن الطب هو أفضل العلوم أو الصيدلة؟! هذا الكلام ليس صحيحًا، أنا لا أريد أبدًا أن أثبط معنوياتك، لكن أقول لك: الطب والصيدلة وغيره كان حُلمًا فيما مضى، لكن الآن لا أعتقد أنه بنفس القدر الذي كان عليه سابقًا.
أنا لا أريد أن أحبطك أبدًا، ولا أريد أن أقف في طريقك، لكن أريدك أن تكوني موضوعية، وأريدك أن تعرفي أن الإنسان عليه الاجتهاد وليس عليه إدراك النجاح، والأمر الآخر هو: كل التخصصات الممتازة كلها طيبة لمن يُجيد ولمن يتميز، وأنت - إن شاء الله تعالى – على هذا النهج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق.