أشعر دائما بالقلق والخوف ولا أعلم السبب!

2013-04-03 04:15:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبلغ من العمر 49 عاماً، ومتزوجةٌ، وعندى 4 أولاد.
أشعر دائما بخوف وقلق ولا أعلم سببه، لدرجة أنني لا أقدر على أن أعمل أي شيء في منزلي، وأشعر دائما أنني أريد التحدث مع أي أحد، وأشعر أنني أغرق في البحر، ولا أجد أحداً يساعدني.

لا توجد مشاكل بيني وبين زوجي وأولادي (في أحسن حالٍ والحمد لله)، ومعاملة زوجي لي طيبة أثناء مجيء هذه الحالة.

هذه الحالة جاءت لي منذ 8 سنوات، وأتعاطى دواءً يسمى (سيروكسيد) والحالة دائماً تأتي وتذهب.

أرجو أن تفيدوني، لأني تعبت كثيرا، ولم أعد قادرة على تحمل كل الأمراض الجسدية حينما تأتي هذه الحالة، أرجو الرد سريعاً، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد إبراهيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالشعور بالخوف والقلق في مثل عمرك، دائمًا يكون مصحوبًا بشيء من الاكتئاب النفسي، وقطعًا الاكتئاب يعطي الإنسانَ مشاعر سلبية جدًّا.

عدم قدرتك على القيام بواجباتك المنزلية، وعدم تحسسك لجمال الحياة، وكذلك الآلام الجسدية، هذا كله (حقيقة) دليل على وجود عسر في مزاجك، وهذا تطور نفسي معروف في مثل عمرك.

تناولك لعقار (سيروكسيد) هو أمر جيد، حيث إن هذا الدواء في الأصل دواء مضاد للخوف والقلق والتوتر، ومحسن ممتاز جدًّا للمزاج، فعالية الدواء قطعًا مرتبطة بالجرعة، والتي يجب أن يُقدرها الطبيب، وأنت لم تذكري الجرعة التي تتناوليها الآن، لكن يعرف أن الجرعة الفعالة لهذا الدواء هي من عشرين إلى ستين مليجرامًا يوميًا –أي من حبة واحدة إلى ثلاث حبات في اليوم– فيمكنك مراجعة طبيبك من أجل تقييم وضع الدواء، وإذا كنت تتناولين الآن الجرعة الصحيحة وظلت أحوالك –كما ذكرت– فهنا ربما يكون من الأفضل الانتقال لعقار آخر مثل الـ (إفكسر)؛ حيث إنه أكثر فعالية، وفي ذات الوقت يُعالج الآلام الجسدية المصاحبة للاكتئاب.

لا تتخذي هذه الخطوة لوحدك –أي خطوة الانتقال من دواء إلى دواء– إلا بعد مشاورة الطبيب.

أنتِ –أيتها الفاضلة الكريمة– الآن في عمرٍ فيه الكثير من التغيرات الهرمونية بالنسبة للنساء، وهي –أي هذه التغيرات– أمر طبيعي، لكنها تؤدي إلى نوع من الهشاشة النفسية، وكما قال أحد أصدقائنا المختصين (المرأة في مثل هذا العمر –أي في الخمسين– تُصاب بهشاشة في النفس، وهشاشة في العظام، وهشاشة في الوجدان) لكن -إن شاء الله تعالى– العلاج سهل.

هذا يدفعني لأن أذكّر بإجراء بعض الفحوصات الطبية الروتينية، وذلك من أجل التأكد من مستوى الهرمونات، وكذلك قوة الدم، ووظائف الكبد والكلى، فحوصات روتينية مطلوبة في مثل هذه الحالات.

ونصيحتي الأخرى لك هي أن تكوني إيجابية في تفكيرك، أن تنظمي وقتك، ألا تتركي أي مجال للفكر السلبي ليسيطر عليك، ولا شك أن رياضة المشي مهمة جدًّا في مثل عمرك، وفي ذات الوقت تُساعد قطعًا في تحسن المزاج وإزالة القلق والتوتر.

بفضل من الله تعالى أنتِ تعيشين في استقرار أسري كامل، وهذا عامل إيجابي يدفع نحو التعافي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net