تقدم شابٌ لخطبتي ثم انقطع، فهل نساني خطيبي؟
2013-04-02 00:47:27 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ، عمري 24 سنةً، تقدم لخطبتي شابٌ عمره 26 سنةً، يعمل مع أختي الكبرى، فقد صارح أختي أنه يريد الزواج مني بعد أن رآني مرةً واحدةً في العمل.
قالت أختي: بأنه شابٌ متواضعٌ، وصاحب أخلاقٍ، ومصلٍّ، ومتدين.
اتصلت أمه مرتين، وطلبت من أهلي أن أكون زوجةً لابنها.
في الأسبوع الماضي، في حفل زفاف أختي، كانت أمه حاضرةً معنا، اتصل الشاب بأمه عدة مراتٍ وقال لها: أن تكلم أمي بأن لا يزوجونني برجلٍ غيره كما قال حسب رأيه، وطلب أيضا من أمه أن تصارحني بما قاله، وسألتني إن كنت موافقة، فقلت إن شاء الله، فطلبت مني رقم هاتفي لأن ابنها أمرها بهذا، كي يتصل بي ونتفاهم في موضوع الزواج.
مر على هذا الموضوع تسعة أيامٍ، ولم يتصل بعد؛ لا هو ولا أمه.
أمورٌ عدةً تدور في مخيلتي ولا أجد لها تفسيراً، هل غيروا رأيهم؟ أم ندموا على تسرعهم؟ أم ماذا؟ مع العلم أني صليت صلاة الاستخارة ولم أشعر بشيءٍ سوى أنني منتظرةً الاتصال بفارغ الصبر.
أفيدوني، جزاكم الله ألف خيرٍ.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maroua sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق السداد، ونسأل الله تعالى لأختك السعادة في حياتها الجديدة، ونبين لك أن هذا الأسلوب وهذه الطريقة، تعتبر من أحسن الطرائق في التعرف على الفتاة وفي الوصول إلى أهلها، ونسأل الله أن يُكمل لك هذا الأمر إن كان فيه خير، وأن يصرفه عنك إن كان في الأمر شر.
أنت لست خاسرةً، قد بدأت هذه البدايات الواثقة، والشاب هو الذي طلبك وهو الذي أرادك، ووالدته كانت صريحةً معك، فلا تبالي بما يحدث بعد ذلك، واعلمي أن هذا الشاب غائب، والغائب له أعذار، فيمكن أن يكون الهاتف قد ضاع، ويمكن أن يكون هذا الشاب قد انشغل بأي أمر من الأمور، ويمكن أن يكون هذا الشاب متدينٌ ولا يرى الحديث بهذا التسرع وبهذه الطريقة، ويمكن أن يكون هذا الشاب ينتظر عودة أختك وشقيقتك ليواصل معها الحديث، ويمكن أن يكون هذا الشاب يريد أن يعطي نفسه مزيدًا من الوقت ليبحث عنك وعن أسرتك ويسأل، وهذا حق له وحق لك، فإن الإسلام لا يبني هذه العلاقة على مجاملات، ولا يبني هذه العلاقة على أمور وهمية، فالإسلام دين لا يبني على الرمال، إنما يبني على الثوابت، على القناعة الفعلية، ويريد لكل طرف أن يسأل ويتثبت قبل أن يُعلن هذه العلاقة وقبل أن تُصبح العلاقة فعلاً جدية، من حقه أن يبحث وأن يسأل، وأرجو كذلك أن تسألوا، وأن يدخل محارمك في الموضوع إذا كان لك محارم قادرين على التعرف على الشاب، والوصول إلى أسرته، ومعرفة طبيعة حياته.
ونعتقد أن تسعة أيام هي أيام قليلة أيضًا، وعلينا أن ننتظر، وأنت في كل الأحوال اشغلي نفسك بطاعة الله تبارك وتعالى، فإذا جاء فذلك خير، وإن رأى غير ذلك فالخير فيما قدره الله تبارك وتعالى، وعجبًا لأمر المؤمنة إن أمرها كله لها خير، إن أصابتها سراء شكرتْ فكان خيرًا لها، أو أصابتها ضراء صبرتْ فكان خيرًا لها، وذلك ليس لأحد إلا للمؤمن وللمؤمنة، فاحمدي الله على نعمة الإيمان، واعلمي أن ما قدره الله سيأتيك، وأن هذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله تبارك وتعالى.
وسوف نكون سعداء إذا تواصلت معنا بعد أن يتواصل الشاب ويبين لك أسباب ذلك الانقطاع، وإن كنا نطالب الآن إذا كان جادًا أن يبدأ خطوة عملية، وليس مجرد كلام وتواصل بهذه الطريقة، نحن نحتاج إلى أن نعلن هذه العلاقة، وهذا فيه مصلحة للفتاة، لأن الشاب تُعرف جديته عندما يأتي بأهله ويطرق الباب ويطلب يدك بطريقة رسمية، وهذا هو الذي شرعه هذا الدين العظيم، أما أن يتوسع في المكالمات ويتوسع في المراسلات فهذا ليس فيه مصلحة لأحد، الآن هو رآك، ووالدته رأتك، وأبدى رغبته، واطمأن لهذه الأمور، فما ينبغي بعد ذلك إلا اتخاذ خطوات عملية.
لذلك حتى الكلام عبر الهاتف سلاح ذو حدين، فأرجو أن يكون الكلام واضحًا، وفي المعروف، وفي التخطيط لحياة جديدة، ونفضل أن يكون هذا الكلام أيضًا بعد الخطبة، فعليه الآن فقط بهذا الهاتف إذا أراد أن يسأل أسئلة أساسية، كأهدافك في الحياة، ونظرتك لبعض الأمور، ومستوى تدينك، ثم بعد ذلك عليه أن يُعلن هذه العلاقة، وبعد ذلك يستطيع أن يجلس معك في حضور محرم من محارمك، ليحاور وليناقش وليسأل وليصوّب، لكننا نريد أن نقول: حتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بالمخطوبة، لكن تبيح له التفاهم معها، في حضور محرم من محارمها، ومناقشة الأمور الأساسية، وبعد ذلك إذا حصل التوافق والوفاق والميل والتفاهم فإنه لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح.
ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.