لا أطيق النظر إلى زوجي بعد أن أعفى لحيته.. ما توجيهكم؟
2013-03-31 04:19:08 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا متزوجة منذ 4 سنوات، وقام زوجي بتربية لحيته، وأنا لا أريده أن يربيها لا أعرف لماذا؟ يمكن لأن شكله بدونها أحلى؟ مع العلم أني أحبه كثيرا، وعملت مشاكل كثيرة مع أمي بسببه إلى أن جمعنا الله في الحلال، ومعاملتي له تغيرت بسبب لحيته، لدرجة أنني لا أريد أن أنظر إليه، فهل هذا حرام؟
علما أنه يصلي وملتزم -والحمد لله- لا أعرف أين المشكلة؟ أنا متضايقة من اللحية، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك - ابنتنا العزيزة – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك، ويكره إليك الكفر والفسوق والعصيان.
ربما لأنك ألفت شكل زوجك بدون لحية فدعاك ذلك إلى النفور من هيئته وشكله بعد أن أعفى لحيته، وقد نتفهم هذا – أيتها البنت الكريمة – إذا كان ذلك تحت داعي هذا الطبع، لكن المفترض فيك - وأنت المرأة المؤمنة المسلمة –أن تحبي زوجك وتثني على تدينه وصلاته، وتحرصي قبل هذا كله على رضا ربك سبحانه وتعالى، وعلى وصول جنته والنجاة من ناره، المفترض فيك - وأنت تتصفين بكل هذه الصفات – أن تجاهدي نفسك لترضي بما يرضاه الله تعالى ويأمر به، فقد قال جل شأنه في كتابه الكريم: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينًا} وقال سبحانه: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا}.
فعلامة الإيمان – أيتها البنت الكريمة – الرضا بأحكام الله تعالى، وعدم وجود الحرج والكراهية لها، ومما جاءت به شريعة الله تعالى (إعفاء اللحية) وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم – بإعفائها في أحاديث كثيرة، فينبغي لك أن تكوني عونًا لزوجك على مرضاة الله تعالى، وتسانديه على ذلك، وكوني على ثقة تامة بأن بركة التزام الدين في زوجك ستعود عليك أنت، فإن الأسرة تسعد بقدر امتثالها لأوامر الله، فتحل فيهم البركة وتنزل عليهم السكينة، ويجعل الله عز وجل بين قلوبهم من المودة والألفة والمحبة ما تطيب معه الحياة، بخلاف ما إذا بنوا حياتهم على معصية الله تعالى، فإن الله تعالى يجعل بينهم من النفرة والكراهية والبغضاء ما يُكدر عليهم حياتهم، أو يُنقص طيبها.
فنحن إذن نتمنى منك - أيتها البنت العزيزة – أن تُعيدي نظرك في هذا الموضوع، لكن نريد نظرًا نظريًا على معرفة المصالح الحقيقية للإنسان، وأن طاعة الله تعالى والوصول إلى رضوانه غاية ما يتمناه الإنسان في هذه الحياة، وبه يفوز كل الفوز في دنياه وفي أخراه، في ظل هذا النظر ستدركين تمام الإدراك أن ما يفعله زوجك ينبغي أن يكون سببًا جالبًا للسعادة إليك، وليس لكل هذا التضايق والتشاؤم من هذه الطاعة التي قام بها الزوج، طاعة الله تعالى – أيتها البنت العزيزة – سبب جالب للخير والبركة لطمأنينة النفس وانشراح الصدر واستقامة الأحوال.
وزوجك إذا كان يخشى الله تعالى ويخافه ويحرص على طاعته واجتناب ما حرمه ومنعه، فإنه سيكون أحرص الناس على حفظك والقيام بحقوقك والتنزه والابتعاد عن ظلمك أو التقصير في حقك، فينبغي أن تكوني عونًا لزوجك إذا ما أراد سلوك سبيل الطاعة والالتزام.
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك لكل خير، وأن يُديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجك، ويعينكما ويجعل كل واحد منكما عونًا لصاحبه على مرضاة الله تعالى وطاعته.