أعاني من ضعف الثقة ولا أستطيع تكوين صداقات، ما توجيهكم؟

2013-04-11 02:51:05 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، سنة ثانية لغة فرنسية، أعاني من اضطرابات نفسية كل يوم في تزايد، أشعر طول الوقت أنني وحيدة، ولا أحد حولي، رغم وجود عائلتي جانبي.

أما الأصدقاء فلا أملك الكثير، لا أستطيع الوثوق بأحد، أعتبر أن كل الناس ينوون لي الشر، لا أحد يستحق ثقتي! لا أستطيع تكوين صداقات جديدة أبداً، دائماً أجلس وحيدة لا أطيق الاختلاط بالناس، حتى في الجامعة لا أستطيع البقاء مع الزملاء حينما ننتظر الأستاذ، بل أبتعد في مكان خالي من الناس، وحين أرى الأستاذ أدخل بعده.

تأتيني دائماً الأخبار عن ماذا يقول عني الناس؟ هل يتهمونني بأنني متكبرة متعجرفة ومغرورة، وغير ذلك، كنت لا أهتم لكلام الناس، لكن ما أغاظني أن صديقتي أخبرتني بأنني كذلك، ومنذ ذلك اليوم تغيرت معاملتي معها.

أيضاً صرت أكره الجميع، وأكره هذه الحياة أيضاً، ولا جديد في حياتي، فقط (الروتين)، أشعر أنه لا أحد يفهمني، لا أحد يهتم بي، صحيح أن كل ما أطلبه أو أتمناه يأتيني فأهلي غير مقصرين معي أبداً، لكن أنا فقط أريد الاهتمام والحنان، وخاصة أن يشعروني أنهم يحبونني.

أعشق (موسيقى الروك والميتال) خاصة مواضيعها التي تحكي عن الحياة والموت، الوحدة الحروب الكره وغيرها، حتى في الفيس بوك، لا أتكلم مع أي صديق، وقد لاحظ الجميع تصرفاتي.

أستقبل الكثير من الانتقادات، أحاول أن أفهمهم كيف أشعر كيف أفكر؟! لكن لا أحد يهتم، لهذا أبقى طول الوقت صامتة، لا أستطيع التعبير عما بداخلي إلا بالكتابة فطول الوقت كراستي معي، وحين أشعر بأي ضيق أكتب ما أشعر به.

لا أدري ما الذي أصابني، وأكيد لا تعجبني حالتي لهذا قررت استشارتكم.

أرجو مساعدتي من فضلكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ khaoula حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن التغيرات الحياتية النفسية والعاطفية والوجدانية والمعرفية والهرمونية والجسدية كثيرة، وكثيرًا ما تكون مرتبطة بالمرحلة العمرية للإنسان، وكذلك ظروفه البيئية، ومن أهم المحددات التي تُحدد التكوين النفسي للإنسان هي شخصيته، الشخصية تعتبر ركيزة أساسية لتحديد سلوكنا وطبائعنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين.

أنا أعتقد أن شخصيتك تحتاج لشيء من التحليل والتقييم والقياسات النفسية، فإن استطعت أن تقابلي مختص نفسي – وأنا أثق أن الجزائر بها الكثير من المختصين المتميزين – أعتقد من خلال التقييم العلمي لشخصيتك يستطيع المختص أن يوضح لك جوانب القوة والضعف في شخصيتك.

الملامح العامة - حسب ما ورد في رسالتك – أنه لديك امتعاض كبير، رفض لما حولك، وتخير أشياء ليست ذات مغزى كبير لتكون متنفسا لك في حياتك (موسيقى الروك، والميتال) ومحبتك للمواضيع التي تتحدث عن الحياة والموت والوحدة والحروب، هذا منحى معرفي، لكنه منحى واحد، فالحياة أوسع من ذلك كثيرًا، وأنت اتخذت هذا النموذج لتتمركز حوله كل أحاسيسك ومشاعرك ووجدانك وعواطفك، وأعتقد أن هذا هو الخطأ الكبير، فأنت على النطاق الشخصي جعلت هذا النموذج والقدوة لحياتك، أي الانشغال وعشق هذه الموسيقى، وعلى النطاق الخارجي – العالم الخارجي – أصبحت ثقتك مبددة، لا تثقين في من حولك.

فأمرك يحتاج لمراجعة كبيرة من وجهة نظري، إذا كانت هناك علة حقيية في شخصيتك فلابد أن تبذلي جهدًا كبيرًا جدًّا لتقوي من نفسك، ليحدث لك تكيف وتواؤم اجتماعي.

من الواضح أنك تفتقدين ذلك، وأنا أنصحك بشيء مهم جدًّا، وهو أن تسعي لأن تحسني الظن بالناس، ويجب أن تقبلي الناس كما هم لا كما تريدين.

هذه نصيحة سيكولوجية مهمة جدًّا، أعرف أنها صعبة التطبيق، لكن الإنسان يحاول، وهذا لا يعني أبدًا أنك سوف تتنازلين عن مبادئك أو سمات شخصيتك، لا، الحياة أخذ وعطاء، والتفاعل الإنساني هو اتجاه ليس من شق واحد، إنما هو ذو شقين، تأخذ وتعطي، تتفاعل ويتفاعل معك، فهذه هي المنهجية التي يجب أن تتبعيها في حياتك، ويجب أن تسيري عليها.

أنا أنصحك أيضًا ببذل جهد كبير جدًّا لتنظيم وقتك، تنظيم الوقت وبصورة إيجابية وأن تُعددي من أنشطتك على النطاق الأكاديمي، التواصل الاجتماعي، الترفيه على النفس بما هو مشروع وطيب وحلال، الجلوس مع الصالحات من الشابات، والتمازج الاجتماعي الممتاز، هذا يدفعك دفعًا إيجابيًا، مشاركتك لأسرتك في كل الأنشطة المنزلية.

هذه النفرة الاجتماعية التي تعاني منها وهي عدم قبولك للآخرين يجب أن تضعي برامج حقيقية لتقربي من الآخرين وإليهم، وهذه البرامج يمكن أن تكون من خلال الانخراط في العمل الطوعي، هذا وجد أنه يُليّن القلوب كثيرًا، ويجعل الإنسان يقبل من حوله.

أسعي هذا المسعى، وقطعًا أنصحك بأن تكوني حرصة على صلواتك، وتلاوة القرآن، والدعاء، والتقرب إلى الله تعالى، هذا يفرج عليك الكثير من الهموم والكُرب.

كما نوصيك بمراجعة الروابط التالية حول حكم الموسيقى والغناء وكيفية التخلص من ذلك: ( 280589 - 280738 - 23302917189 ).

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net