ما سبب وجود أكياس في الدماغ لدى الجنين...وكيف نعالجها؟

2013-04-04 01:24:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا حامل بالأسبوع ال19، وهذا أول حمل لي، علماً بأني في العشرينات من العمر، وعند عمل الأشعة التلفزيونية تبين وجود أكياس بالدماغ، والحمد لله بقية أعضاء الجنين سليمة ومكتملة مثل القلب والكلى.

الدكتورة قالت لي: إن أغلب الحالات تختفي، وهذه أكياس تظهر بعد الأسبوع الرابع والعشرين، والحمد لله على كل شيء، والله يرزقنا أطفالاً معافين.

فما أسباب هذه الأكياس، فقد قرأت في مواقع أنه لها علاقة بالكروموسومات chromosome 18 >> edwrd syndrome
chromosome 21

وقد أخبرني الدكتور أن أعود في الأسبوع 22 من الحمل، لعمل الفحص مرة أخرى، وحين عدت قال لي: إن الأكياس لا زالت موجودة، وحجمها صغير، وباقي الأعضاء سليمة بإذن الله.

أرجوكم أفيدونا، والله يجزيكم كل خير.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي, وكنت أفضل لو أرسلت لي بتقرير التصوير التلفزيوني للاطلاع على تفاصيله, مثلاً معرفة موقع هذه الأكياس وحجمها, ومحتواها, فهذا سيساعد في وضع التشخيص بشكل أدق.

على كل حال, يبدو بأن الحالة عند جنينك هي حالة نسميها ( كيسات الضفائر الكربونية choroid plexus cysts )

لتوضيح الحالة أقول: يحوي الدماغ على أجواف تسمى (البطينات) وفي محيط هذه البطينات هنالك خلايا تتجمع على شكل ضفائر, مهمتها هي إفراز سائل يسمى ( السائل الدماغي الشوكي) ويقوم بملء جوف البطينات, ومهمة هذا السائل هي إخراج فضلات الاستقلاب من خلايا الدماغ, وهذا السائل يتجدد باستمرار.

قد يحدث في بعض الحالات أن يتجمع جزء من هذا السائل في داخل هذه الضفائر, فيشكل كيسة أو كيسات صغيرة, تختلف بالحجم من 3 إلى 10 ملم, وأحياناً أكثر، وهذا أكثر ما يحدث في الفترة بين 16-20 أسبوع من الحمل.

بعد عمر 22 أسبوعاً غالباً ما تختفي هذه الكيسات، لكن بشكل تدريجي بإذن الله.

المشكلة هي أنه لا يمكن الاعتماد على بقاء أو اختفاء هذه الأكياس في تحديد هل الجنين طبيعي أم لا, فقد تبقى هذه الأكياس ويكون الجنين طبيعياً وسليماً, أو قد تختفي كلياً، ومع ذلك يكون لدى الجنين تشوه صبغي.

أكثر التشوهات الصبغية حدوثاً في حال وجود مثل هذه الكيسات, هو متلازمة داون أو تثلث الصبغي رقم 21, ومتلازمة أدوارد, أو تثلث الصبغي رقم 18.

إن التوصيات الحديثة للتعامل مع هذه الحالة, هي أنه يجب عمل بزل للسائل الامنيوسي من حول الجنين, أي سحب عينة منه ودراسة صبغيات خلايا الجنين بالتفصيل, لتحديد إن كان فيها خلل أم لا؟

في حال تبين بالتصوير التلفزيوني وجود تشوهات أخرى في جسم الجنين لا قدر الله, فإن احتمال وجود خلل في الصبغيات عنده, هو احتمال مرتفع جداً.

لكن لم يكن هنالك تشوهات مرافقة في جسم الجنين, أي كان الجنين طبيعياً، ولديه فقط هذه الأكياس (كما هو الحال عند جنينك والحمد لله).

إن احتمال أن يكون لدى الجنين تشوه بالصبغيات هو احتمال ضعيف جداً, ويعادل تقريباً 2%-3% فقط, وفي هذه الحالة فإن الخيار لك, فإن كنت خائفة جداً وترغبين في أن يتم فحص عينة للسائل الأمنيوسي لتحديد هل الجنين مصاب بخلل صبغي أم لا؟ مع تحمل مخاطر البزل (وهي مخاطر لا تتجاوز نصف بالمئة إن كان الطبيب ذا خبرة جيدة ) فيجب على طبيبك تحقيق رغبتك, وعمل البزل للسائل الأمنيوسي، وفحص خلايا الجنين (ونسبة الإصابة هنا هي فقط 2-3% كما سبق وذكرت لك).

أرى أن تناقشي طبيبك بتفاصيل الحالة، وبالتشخيص النهائي, وأن يكون هذا بوجود زوجك معك, وقومي بعمل صلاة استخارة، وتوكلي على الله.

نسأل الله العلي القدير أن يتم حملك وولادتك على خير, وأن يرزقك الذرية الصالحة والمعافاة التي تقر بها عينك.

www.islamweb.net