هل الترامادول يساعد في التخلص من القلق والوساوس؟
2013-04-12 09:59:57 | إسلام ويب
السؤال:
ما رأيكم في استخدام (الترامادول) للتخلص من القلق والمخاوف والوساوس؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مازن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الترامادول عقار طبي ليس بالجديد، صنعته شركة ألمانية في منتصف السبعينات من القرن الماضي، الدواء أصلاً مسكن للألم، ويساعد مرضى الآلام المزمنة، ومرضى السرطان على وجه الخصوص، ويستعمل أيضًا لعلاج الآلام التي تنتج من العمليات الجراحية، يعني أن الترامادول له استعمالات لفترات قصيرة، وله استعمالات لفترات طويلة، مثلاً مرضى السرطانات يحتاجون أن يستعملوا هذا الدواء لفترات طويلة، أما في حالات الجراحات فالاستعمال يكون لفترة قصيرة.
بكل أسف خلال الست أو السبع سنوات الأخيرة أصبح هذا الدواء وبالاً على الناس بالرغم من ميزاته الطبية الممتازة, والتي يجب ألا ننكرها، إلا أنه اتضح أنه يحمل صفات ومميزات إدمانية كثيرة، وأُشيع حوله بل روّج عنه أنه يحسن الأداء الجنسي، وهذا أحد المداخل التي اتخذ من خلالها هذا العقار الدوائي إلى أسواق الإدمان.
الترامادول في تكوينه الصيدلاني دواء خادع جدًّا، حيث إنه يعمل على عدة موصلات عصبية في الجسم، يعمل على العصب المسؤول عن الألم، يعمل أيضًا على تحسين المزاج –وهذا شيء لا نستطيع أن ننكره علميًا– لأنه يؤثر على المستقبلات العصبية التي تتحكم في المزاج.
فالدواء خادع جدًّا، لكن أؤكد لك أنه خطير جدًّا لأنه يؤدي إلى الإدمان، والإنسان حين يدخل من بوابة الترامادول قد يدخل لبوابات إدمانية أخرى، أصبح حتى مدمني الهرويين –وهو أصعب أنواع المواد المخدرة– حين يفتقدون الهرويين لغلاء سعره (مثلاً) يلجؤون إلى الترامادول ليخفف عنهم الآثار الانسحابية.
أيها الفاضل الكريم: لا يمكن أن نقر الترامادول كعلاج للقلق، وليس له أي فائدة في علاج المخاوف والوساوس، هذه حقائق علمية، وأرجو ألا تُخدع في هذا الأمر، هناك طرق أفضل لعلاج القلق والمخاوف والوساوس، بكل أسف مروجي المخدرات وأصحاب الضمائر الميتة يروجون لهذا المركب بشكل فظيع، وقد تم الكثير من الأرباح منه، وبما أنه دواء سهل تركيبه وخداع الناس حوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.