آلام المعدة وآلام الظهر أسبابها وعلاجها

2013-04-16 01:55:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا منذ أربع سنين تقريبا أو أقل بشهور بدأت أعاني من الحرقة التي تصل إلى الحلق, وأشعر أيضا إذا ركضت لنصف ساعة تقريبا بألم شديد في المعدة, وقبل فترة استعملت دواء اسمه (أميدرا) وشعرت بالتحسن, ولكن بعدما فارقت هذا الدواء عاد كل شيء كما كان.

مع العلم أنني أتجنب كل المسببات تقريبا, إلا أن ذلك لا يجدي, فإذا أكلت أي نوع من الطعام فإن الحرقة تبدأ بعد ربع ساعة تقريبا, وبعد أن تدوم إلى 2 أو 3 ساعات أشعر بأن الحرقة في أعلى المعدة فقط, ولا تصل إلى الحلق كما كانت.

وأشعر أيضا بألم في المعدة دون أي مسبب, وأشعر بألم في الظهر والرقبة من غير بذل أي جهد, كما أشعر أنني أريد فرقعة الظهر والرقبة, كما أعاني من إمساك فلا أتغوط في اليومين إلا مرة واحدة وفي النادر مرتين.

وأريد معرفة ما إذا كان استعمال (سنا مكي) أي شربة السناء هو الحل الأمثل للإمساك؟ وهل لاستعماله آثار جانبية؟

هذا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

إن سبب الحرقة والإحساس بالحرقة التي تصل إلى الحلق هو ما يسمى الارتجاع المعدي المريئي (Gastroesophageal reflux Disease GERD)، حيث يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دورة بشكلٍ سليم فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

لذا يحصل تخريش للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء وتضيقا أحيانا، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر, وقد يصحبه عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه, وهو يحس بشرغة أو بضيق حاد في التنفس.

وقد يشكو بعض المرضى أيضا من تغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، وقد لا تتواجد كل هذه الأعراض في مريض واحد، فأعراض الارتجاع كثيرة ومتنوعة وتختلف من مريض إلى آخر.

ومن ناحية أخرى: فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي:

- امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاتة، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب.

كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

ولتشخيص المرض لا بد من عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي.

أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

وعدم فاعلية العلاج لا ينفي وجود الارتجاع لأن بعض الحالات تكون شديدة و(معندة) على العلاج، ومن ناحية أخرى على المريض الالتزام بتجنب المأكولات والمشروبات والتي يلاحظها المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحيانا سنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات (المعندة) يُلجأ للعمل الجراحي.

أما الإمساك فإن كان البراز يخرج دون صعوبة كل يومين, أي أنه غير صلب, ولا يوجد صعوبة من إخراجه؛ فإنه لا يسمى إمساكا حتى ولو لم تخرج إلا كل يومين مرة واحدة, أما إن كان قاسيا, وهناك صعوبة في الإخراج؛ فهذا إمساك, ويتم علاجه بكثرة شرب الماء, والمشي, وكثرة تناول الخضروات والألياف, ويمكن تناول السنمكي, وهو من الأدوية الفعالة, ويمكن تناوله عند اللزوم.

أما آلام عضلات الرقبة ففي معظم الأحوال يكون السبب هو شد عضلي في العضلات بسبب وضعيات غير صحيحة, أو الجلوس فترات طويلة امام الكمبيوتر, أو في العمل, أو في البيت, وخاصة إن كان الرأس محنيا للأمام, ولا بأس بفرقعته بين الحين والآخر إن كان هذا يخفف من الألم, فهذا لا يؤثر على العضلات أو الفقرات إن كان بين الحين والآخر.

والله الموفق.

www.islamweb.net