صداع شديد في مقدمة الرأس بعد الولادة .. وصل إلى حد البكاء

2013-04-17 03:08:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلكم في القلب محبة لا يعلمها إلا الله، فأنتم تقدمون للمسلمين وللبشرية كل معاني التضحية والتعاون ونشر الصحة، والخير بين الناس.

الموضوع: تبلغ عمتي من العمر 28 عامًا، وبعد ولادة طفلتها الأولى قبل شهر تقريبًا وفي الأسبوع الثاني شعرت بصداع قوي وشديد وكأنه انفجار في مقدمة الرأس (الجبهة)، ومن شدته قامت تبكي، وهذا الصداع ينتابها كثيرًا خلال هذا الشهر (وهو الشهر الأول بعد الولادة) وبشكل يومي، وبالذات في مقدمة الرأس، وعندما يشتد بها الألم تتناول (البنادول)؛ لتخفيف الألم، علمًا أنها ترتدي نظارة طبية، كما أنها تعاني من حالة اكتئاب ما بعد الولادة، وتستخدم علاجًا طبيًا مضادًا للاكتئاب ومضادًا للذهان، بأمر من الطبيب النفسي.

وقد وضحنا للطبيب النفسي: الصداع الذي تعاني منه، ولكنه برر هذا بسبب نقص السوائل بعد الولادة.

الأسئلة:
- هل هذا الصداع في مقدمة الرأس نتيجة الولادة، وبالذات بسبب حالة الاكتئاب؟
- ماذا نفعل في مثل هذه الحالة؟ هل نراجع طبيب أعصاب؟ أم طبيب باطنية؟ أم الطبيب العام؟
- إذا كان سبب الصداع أعراضا لمرض آخر، فما هذه الأعراض المحتملة؟
- في حال صرف لها الطبيب علاجًا للصداع، هل سيتعارض سلبًا مع مضادات الاكتئاب والذهان؟

ملاحظة: كان هرمون الغدة مرتفعًا في فترة حمل عمتي، وكانت تعطى علاجًا؛ لتقليل هذا الهرمون، وتخفيض نشاطه، واستمرت عليه طوال حملها، وانقطعت عنه بعد الولادة مباشرة، علمًا أن هرمون الغدة كان منتظمًا لديها قبل الحمل، وكانت سليمة جدًا، وبعد الولادة لم تجرِ أية فحوصات سوى فحوصات الدم الروتينية، فهل يؤثر الصداع سلبًا على حالة الاكتئاب؟ وما الفحوصات المباشرة والدقيقة التي يجب عملها للاطمئنان على صحتها؟ وسامحوني على الإطالة.

جزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكرك على كلماتك الجميلات والطيبات في حق إسلام ويب، ونقول لك: جزاك الله خيرًا، ونشكرك ثانية على الاهتمام بأمر عمتك، والتي نسأل الله تعالى لها الصحة والعافية.

كما ذكرت: أن عمتك مصابة بشيء من الاكتئاب النفسي، وربما حالة ذهانية، أو ربما تعاني من الاكتئاب الذهاني؛ لذا فهي تتناول مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان، ولا شك أن هذه أدوية جيدة، ومن المهم الاستمرار عليها واتباع تعليمات الطبيب؛ لأن الوقاية والتدخل المبكر في الأمراض النفسية هو الآن أكثر الأسلحة التي يمكن من خلالها مقاومة الأمراض النفسية والعقلية.

بالنسبة لموضوع الصداع المفاجئ الذي أصاب عمتك: هذا الصداع مفاجئ شديد يتمركز في منطقة معينة من الدماغ - وإن شاء الله تعالى - يكون الأمر سهلاً، فقط من أجل التحوط أعتقد أن عمتك يجب أن تذهب إلى طبيب الأعصاب، وأرى أنها تحتاج القيام بصورة مقطعية للدماغ، وكذلك الجيوب الأنفية، وهنالك أوعية دموية معينة تُوجد في الجهة الأمامية من الوجه والدماغ، هذه الأوعية هي أوعية وريدية، بمعنى أنها تستقبل الدم، ويعرف عنها أنها متسعة بعض الشيء، وفي بعض الأحيان قد تظهر فيها جلطات بسيطة جدًّا، هي ليست خطيرة، لكنها قطعًا تسبب صداعًا شديدًا، ولا بد من معالجتها.

أيها الفاضل الكريم: لا تنزعج أبدًا لهذه الاحتمالية، فأنت سألتنا عن النصيحة، ومن قبيل التناصح رأيتُ أن أضع كل الاحتمالات، وهذا هو أصعبها، لكن في ذات الوقت يمكن علاجه - إن شاء الله تعالى – فأفضل شيء أن تذهب عمتك – حفظها الله – إلى طبيب الأعصاب، وسوف يقوم بالواجب تمامًا.

قطعًا: إذا ذهبت إلى الطبيب الباطني أيضًا سوف يقوم - إن شاء الله تعالى – باتخاذ الإجراءات اللازمة، لكن لا أرى أن هذا الأمر يُترك فقط للطبيب النفسي، مع احترامي لزملائي.

واحتمالات الصداع الأخرى كثيرة جدًّا: موضوع النظر، التهابات الجيوب الأنفية، مشاكل الأسنان، الأذنين، هذه كلها احتمالات واردة.

الاكتئاب النفسي أيضًا قد يرتبط بالصداع، لكن لا يكون بهذه الفجائية والحدة والشدة، ولا يكون متمركزًا في منطقة واحدة في الدماغ.

أدوية الاكتئاب: بعضها قد يسبب الصداع، لكن هذا يكون في الأيام الأولى للعلاج.

موضوع الغدة الدرقية: لا بد أن يُحسم، هذا فحص بسيط جدًّا، واضطراب هرمون الغدة الدرقية من الحالات الطبية التي يجب أن تحدث فيها متابعة طبية، ويتم فحص الهرمون للتأكد من ارتفاعه أو انخفاضه، وعلى ضوء ذلك تُتخذ الإجراءات الطبية السليمة.

بالنسبة لسؤالك: هل هذا الصداع في مقدمة الرأس نتيجة للولادة وبالذات بسبب حالة الاكتئاب؟ .. لا أعتقد ذلك، وإن كنت لا أستبعده - كما ذكرت لك -.

ماذا تفعل مع هذه الحالة؟ .. أجبتُ عن هذه الجزئية.

هل يكون الصداع عرضًا لمرض آخر؟ .. هذا أيضًا قد قمتُ بالإجابة عنه.

سؤالك حول: في حالة صرف لها علاج للصداع هل يتعارض سلبًا مع مضادات الاكتئاب والذهان؟ .. ليس هنالك تعارض حقيقي، لكن يوجد مضاد واحد يعرف باسم (فلوفكسمين) ويسمى تجاريًا (فافرين) هذا الدواء ونسبة لتأثيراته الاستقلابية على أنزيمات الكبد ربما يتعارض مع بعض الأدوية الأخرى، فإن كانت تتناول هذا الدواء – أي الفافرين – فلا بد أن يكون هنالك نوع من التحوط.

سؤالك: هل يؤثر الصداع سلبًا على حالة الاكتئاب؟ بالطبع الصداع مزعج جدًّا لصاحبه، ويجعلها مشغولة وغير مرتاحة، وهذا قد يزيد في اكتئابها.

تحدثنا عن الفحوصات التي يجب أن تقوم بها، وفي نهاية الأمر أشكرك كثيرًا على اهتمامك بأمرها وثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لها العافية والشفاء.

www.islamweb.net