الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صبرينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
تعانين من قلق المخاوف، والذي بدأ معك بنوبة هرع أو هلع، ولا شك أن وفاة جدتك – عليها رحمة الله – كانت هي نقطة البداية التي ولّدت لديك هذه المخاوف، وأنت في الأصل لديك استعداد لقلق المخاوف هذا، وهذه الأعراض الجسدية التي تحدثت عنها بإسهاب هي جزء أصيل من نوبة الخوف والقلق التي تعانين منها، والعلاج يتمثل في:
أولًا: يجب أن تكون لك قناعة قوية أنك بالفعل سليمة النفس والعقل والجسد، وهذا قد أكَّده لك الطبيب حين قمت بفحص قلبك وبقية أجزاء الجسم، ومن ناحيتي أقول لك - فيما يتعلق بسلامة النفس والعقل – : إن القلق في الأصل هو طاقة نفسية إيجابية؛ لأنها تدفع الإنسان نحو النجاح, ونحو الفعالية، ونحو أن يُدرك نفسه بصورة صحيحة، ويستفيد من طاقاته، لكن إذا زاد هذا القلق عمّا هو ضروري فإنه يتحول إلى قلق سلبي يؤدي إلى انفعالات سلبية وتوترات ومخاوف مثل الذي أصابك.
من أساليب العلاج المهمة جدًّا هي: صرف الانتباه، وصرف الانتباه يكون من خلال: تنظيم الوقت وإدارته بصورة صحيحة، وألا تتركي للمخاوف والقلق مجالًا، وأن تحقري فكرة الخوف دائمًا.
من الخطوات العلاجية المهمة أيضًا: تطبيق تمارين الاسترخاء والمحافظة عليها، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (
2136015) بها كيفية تطبيق هذه التمارين، فأرجو أن تداومي عليها وستفيدك كثيرًا - إن شاء الله تعالى-.
صحة نومك يمكن تحسينها كثيرًا من خلال: تجنب النوم النهاري، وألا تتناولي الشاي والقهوة في فترة المساء، وأن تثبتي وقت النوم، وأن تكوني حريصة على أذكار النوم، وقد ذكرنا لك أهمية تمارين الاسترخاء، ونود أن نضيف أيضًا أهمية ممارسة الرياضة، فاسعي في ممارسة أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة، وهذا - إن شاء الله تعالى – سوف يكون فيه خير كثير لك.
كنت أود أن تستعملي أحد الأدوية البسيطة، فهنالك عقار يسمى (mianserien)، وهو متوفر في الجزائر, وجرعة هذا الدواء هي ثلاثون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً، لكن يفضل أن تبدئي بخمسة عشر مليجرامًا – أي نصف حبة – تناوليها ليلًا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها ثلاثين مليجرامًا ليلًا لمدة شهرين، ثم خمسة عشر مليجرامًا ليلًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء, وذكرت لك العلاج بالرغم من تحفظك حوله، لكن أؤكد لك أن هذا الدواء سليم، ومن وجهة نظري فالجانب البيولوجي هو جانب أساسي جدًّا في حالات القلق والخوف، ولا يمكن احتواء هذا الجانب البيولوجي دون استعمال الدواء، وأعتقد أنك لو ذهبت وقابلت طبيبًا نفسيًا فهذا أيضًا سوف يزيد من قناعاتك بضرورة استعمال الدواء لفترة محدودة، مع الأخذ ببقية الأساليب العلاجية التي تحدثنا عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.