حب ضاع وزواج بدون مودة!

2013-04-23 06:56:09 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا في حيرة من أمري، ومشكلتي فقدت الأمل من حلها, إلا من الله، وأرجو أن تتفهموني، وتحاولوا مساعدتي.

قصتي بدأت حين انفصلت عن خطيبتي؛ بسبب أني خيرتها بين التعجيل في الزواج والدراسة، فاختارت الدراسة، رغم أن علاقتنا دامت 3 سنين، وصدقوني لم ينشب بيننا ولو خلاف واحد.

افترقنا، وبعد آلام الفراق بدأت أرجع إلى حياتي الطبيعية، ثم مضى عام، وبعد ذلك قررت أن أخطب فتاةً أخرى، ثم كان ما قدره الله، فعقدت العقد الشرعي فالمدني، ومن هنا دخلت في دوامة، لأني تيقنت أني لم أنس خطيبتي الأولى، بل بالعكس زاد اشتياقي لها؛ بعد تأكدي من أنها صارت أقرب إلى الخيال، وتأكدت ولكن بعد فوات الأوان أنها ندمت، وأقدمت على الانتحار، لكن لم يحدث شيء والحمد لله, وما زاد قلقي أني لم أتعلق بالثانية، رغم أني حاولت وحاولت، فكان ندمي أنها أصبحت زوجتي، ولم يخفق لها قلبي.

أنا الآن أعيش بين حب ضاع, وزواج بدون مودة, أعيش بين ألم القلب على الأولى وتأنيب الضمير على الثانية، رغم أني ما صارحتها عن مكنونات قلبي, مع العلم أنها تعرضت لفسخ خطوبة قبلي، ولم أقدر أن أصارحها.

أرجوكم دلوني عن حل، فأنا أخشى أن أدخل بها ويزداد الطين بلة، وهل أصارحها أم أبدأ حياة زوجية بالكذب وغياب المودة؟ رغم أني إنسان طيب ومتفهم، ولا أريد أن أظلم أحداً، لأني عرفت معني ألم القلوب.

أرجوكم أعينوني، وفقكم الله وأنار دربكم، وأبعد عنا ألم القلوب.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك –أيها الابن الكريم– في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وقد أحسنت في قولك (لا أحب أن أظلم أحدًا) وأحسنت وصدقت، فالظلم ظلمات يوم القيامة، والواحد منا لا يرضى مثل هذه المواقف لبنته أو لأخته، فحريٌ بنا ألا نرضاه لبنات الناس، نسأل الله مصرف القلوب أن يصرف قلبك إلى الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تعلم أن النفور من الخطيبة الثانية الشرعية، والموجودة عندك الآن، إذا لم تكن له أسباب شرعية أو أسباب واضحة لهذا النفور فعليك أن تتعوذ بالله من الشيطان، فإن الحب من الرحمن والبغض من الشيطان، يريد أن يُبغض لكم ما أحل الله لكم، كما قال ابن مسعود –رضي الله عنه–، والشيطان لا يريد للإنسان أن يسعد.

أما إذا كانت هناك أسباب موجودة تجعلك غير مرتاح، -أشياء محسوسة- فعند ذلك خير لها ولك ألا تُكمل المشوار؛ لأن الحياة الزوجية لا ينبغي أن تقوم على المجاملات، ولا ينبغي أن تقوم على مثل هذه الأمور، ولكن ينبغي أن تقوم على الوضوح؛ لأن المشوار طويل، ورغم أن الوضع سيكون مؤلمًا لها فإن الألم في البداية خير من الألم الذي يحدث لها بعد أن يكون معها طفل أو طفلان، وتضطر إلى الوصول لنفس النتيجة.

نحن ننصحك كما وضح في السؤال إذا كان الرجوع إلى الأولى مستحيلاً فنتمنى طي تلك الصفحة، والتشاغل عن تلك الفتاة، وتذكر ما فيها من عيوب، فهي بشر فيها عيوب، ومحاولة التخلص من كل ما يربط بها من أرقام ومن رسائل ومن ذكريات، بل إنا ندعوك إلى هجران المكان الذي هي فيه، والإقبال على الخطيبة الجديدة، وتذكر ما عندها من المحاسن؛ لأن هذا هو الأمر الواضح، فأنت يئست، ولا يمكن أن تصل إلى الأولى، فنحن ندعوك إلى الإقبال على الثانية، وإخراج تلك القناعات والميل للأولى من نفسك؛ لأنه من ضياع الوقت، ومن الجهل أن يجري الإنسان وراء السراب، ويجري وراء أمر لا يصل فيه إلى نتيجة، ولا يجد من ورائه فائدة، فهذا يجلب لك الأضرار الصحية، ويضيع وقتك، ولا يمكن أن تستفيد.

ثم إنا نسأل عن رأي الأسرة في هذه المخطوبة الثانية، وإقبالهم عليها، وما فيها من ميزات، هل هي صاحبة دين وخلق؟ وكذا هل هي جميلة من وجهة نظرك؟ هل هذا الشعور والنفور جديد، يعني كنت في البداية مُقبلاً عليها، ثم لما تذكرت الأولى بدأت تنفر من الثانية؟ هذه كلها أمور لها علاقة.

لذلك إذا أخرجت الأولى من قلبك ويئست منها؛ فإن قلبك سيتجه -بإذن الله تعالى– إلى الثانية إذا لم تكن هناك إشكالات –كما قلنا– ظاهرة، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن تستفت نفسك، وتتواصل معنا بمزيد من الشرح إن لم تقتنع بهذا القدر من التوجيه، ولقد أحسنت في عدم إخبارها، عسى الله أن يُحدث بعد ذلك أمرًا، قال تعالى: {وعاشروهنَّ بالمعروف فإن كرهتموهنَّ فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا}.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

www.islamweb.net