والدي مصاب بخلل في الذاكرة واكتئاب.. فما أحسن علاج لحالته؟

2013-04-21 02:41:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

والدنا العزيز الدكتور محمد عبد العليم
اكتب لكم باختصار عن حالة والدي, أعتقد أنه دخل في مرحلة اكتئاب شديد بعد إصابة والدتي بالشلل النصفي، منذ ما يقارب العام، وهو يلازمها، ولا يفارقها.

نراه طوال اليوم للأسف حزيناً جداً، وذاكرته ضعيفة، ويتذكر أحداثاً قديمة جداً بشكل ممتاز، علماً أن صحته جيدة، والحمد لله سوى معاناته من مرض السكري بصورة خفيفة.

أغلب الوقت مهموم، وواضح على معالم وجهه, أحياناً يصيح بقوة بدون سبب ويضحك، الأكل لديه بشراهة، لم يستمع إلينا بعمل فحوصات طبية، ولكن الظاهر أن مرض الوالدة مؤثر فيه جداً، نومه متقطع، وأحياناً ينام بشكل كبير.

جزاكم الله خيراً، نرجو وصف علاج يريحه -بعد رحمة الله- من همومه واكتئابه.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الحكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وفي شخصي الضعيف، ونسأل الله تعالى لوالديك الصحة والعافية، جزى الله خيرًا والدك، فمشاعره الجياشة ومساندته لوالدتك هو واجب منه، أوفاه حقه، فجزاه الله خيرًا.

أيها الفاضل الكريم: كما تفضلت وذكرت فإن والدك لديه خلل في الذاكرة، وما دام يتذكر الأحداث القديمة دون أن يستوعب الأحداث الجديدة بشكل جيد، هذا دليل على أنه بالفعل يعاني من خلل في ذاكرته، وهذا قد يكون سببه ما يعرف بعلة الزهايمر أو قد يكون السبب أيضًا ناتجًا عن تصلب في شرايين الدماغ؛ حيث إن مرض السكر قد يؤدي إلى ذلك.

بالنسبة لحالته المزاجية، وأنه يعاني من الاكتئاب النفسي: هذا متوقع، أيها الفاضل الكريم- حيث إن ما حدث للوالدة قطعًا أثر عليه، ودراسات كثيرة جدًّا أشارت أيضًا أن علة الخرف – أي فقدان الذاكرة المرضي – غالبًا ما يكون مرتبطًا بنوع من الاكتئاب النفسي، خاصة في المراحل الأولى لضعف الذاكرة؛ لأن الإنسان يستشعر أن ذاكرته أصبحت تدهور، وهذا أمر يؤلمه كثيرًا.

في ذات الوقت – وهذه علاقة مهمة جدًّا ما بين الأمراض – وهي أن الاكتئاب النفسي ذاته يؤدي إلى المزيد من إضعاف الذاكرة، حتى إنه توجد بعض المصطلحات الطبية تُشير إلى هذه الحالة بـ (الخرف الكاذب) يعني أن الاكتئاب النفسي هو الذي أعطى الشعور بأن هذا الإنسان كأنه يعاني من الخرف.

أيها الفاضل الكريم: موضوع أن والدك متقلب المزاج، يصيح، ويضحك بدون سبب، كما أن تحكمه في تناول الطعام قد يكون فيه بعض الخلل: هذا طبعًا انعكاس حقيقي لحالته الاستدراكية المعرفية الدماغية، كنا نتمنى قطعًا أن يذهب الوالد ويُجري بعض الفحوصات ويقابل أحد الأطباء، هذا هو الأمر المُجدي والأفضل.

بالنسبة لحالته هذه (حقيقة) أنا أود أن أساعد، لكن قد يكون ليس من الحكمة أن نصف له دواء خاصة بأنه لم يُفحص كما أن سنه، هل هو فعلاً يعاني من الزهايمر؟ أو أنه يعاني ما يعرف بالخرف الوعائي؟ وإلى أي مدى أثر الاكتئاب النفسي عليه؟ هذه كلها أسئلة (حقيقة) لابد أن تُجاوب، بعد ذلك نفكر في إعطائه بعض الأدوية.

هنالك أدوية مقوية للذاكرة أو تساعد في مراحل ضعف الذاكرة في بداياتها، هذه النقطة لابد أن أركز عليها؛ لأن هذه الأدوية مكلفة بعض الشيء، والبعض يعتقد أنها سوف تحل مشكلة الذاكرة، هي مفيدة لبعض الناس في بدايات ضعف الذاكرة.

من هذه الأدوية عقار ريمانيل، وعقار آخر يعرف آرسبت، وعقار ثالث يعرف باسم إيبكسيا، لا أريدك أخِي أبدًا أن تعطيه أحد هذه الأدوية في هذه المرحلة، لكني ذكرت لك هذه المعلومة من قبيل العلم بالشيء.

مضادات الاكتئاب أيضًا قد تفيد والدك، لكن لابد أن تُستعمل هذه الأدوية بحذر شديد، وأن نضمن أنها سليمة، فمثلاً والدك يمكن الآن أن يتناول عقار (سبرالكس) والذي يعرف علميًا باسم (إستالوبرام) بجرعة خمسة مليجرام فقط – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يجب ألا ترفع الجرعة عن هذه أبدًا، وأتمنى أن يساعده هذا الدواء، لكن يجب أن تسعوا (حقيقة) لأن يقابل الطبيب، ويمكنك التواصل معي في وقت لاحق.

أسأل الله له العافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net