كيف أتخلص من الرهاب وأعود متفوقة كما كنت؟

2013-04-25 05:40:10 | إسلام ويب

السؤال:
أنا طالبة في المرحلة الثانوية, وعمري 17 عاما, كنت طالبة متفوقة, وأحصل على المركز الأول, ولدي مواهب متعددة ومنها, الإلقاء عبر الإذاعة المدرسية بصوت مرتفع, وأداء ممتاز جدا.

فجأة وبدون مقدمات بدأت أعاني من اكتئاب شديد جدا, ولا أستطيع الدراسة جيدا, والشيء الذي زاد حزني أنني لم أعد قادرة على الإلقاء عبر الإذاعات المدرسية, وإن فعلت رغما عني أرتعش خوفا, وترجف يداي, وتزداد نبضات قلبي كثيرا, ولا أستطيع الكلام, ويكثر عندي بلع الريق, بالإضافة أنني لم تعد لدي القدرة على التحدث مع صديقاتي, والنظر إليهن.

مع العلم أن كل ما قيل لم يكن موجودا فيّ, وقد سمعت بدواء يقال له (إندرال) فهو مفيد للرهاب الاجتماعي وللحالات الطارئة, لكن أمي لم تسمح لي بتناوله.

وأنا الآن أعاني من مشكلة: معلمة اللغة العربية تطلب مني العودة إلى إذاعة المدرسة, وأنا لا أستطيع الرفض, وأيضا لا أستطيع شرح حالتي لها, فأرجو المساعدة, كما أنني أريد التخلص من نبضات القلب الزائدة عندي.

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أأأأأ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنك متميزة وصاحبة مقدرات, وكان لديك قدرة واضحة على البروز الاجتماعي وإثبات ذاتك، وفجأة تغير الحال وأصبحت تعانين من هذه المخاوف الاجتماعية البسيطة، وأكثر ما يعطلك قطعًا هو تسارع ضربات القلب والخوف الذي يأتيك عند المواجهات.

هذه الحالة -إن شاء الله تعالى– تكون عابرة، ربما يكون حدث لك حدثًا معينًا ولكنك لم تلاحظي هذا الحدث, المخاوف دائمًا هي وليدة تجارب، وإذا لم يظهر لك السبب فغالبًا يكون هذا السبب سببًا بسيطًا، وأثر عليك على نطاق العقل اللاوعي أو اللاشعوري، والمهم تمامًا هو أن تصري على المواجهات.

نصيحة معلمة اللغة العربية لك هي نصيحة ممتازة، ويجب أن تأخذي بها، والمعلمة مُحقة، لأنها تعرف مقدراتك، وفي ذات الوقت هذه معالجة لمشكلتك, لا تأخذي الأمر أنك لا تودين أن ترفضي نصيحة المعلمة، لا، خذي الأمر بأن هذه هي الطريقة التي تعالجك وأنك أصلاً لديك مقدرات، وأن ما حدث هو أمر عابر تمامًا، ويعرف أن الانسحاب والابتعاد والتجنب يزيد من المخاوف الاجتماعية، أما المواجهة فهي التي تعالج.

وأرجو أن أنبه إلى أن مقدراتك موجودة، وما يعتريك من وسوسة في أنك سوف تفشلين أمام الآخرين، هذا ليس صحيحًا أبدًا، فأقدمي -أيتها الفاضلة الكريمة– وكوني كما كنت، وأنا أؤكد لك أنك سوف تنجحين -إن شاء الله تعالى-.

لا داعي لتناول أي دواء في هذه السن، وأعتقد أن الأمر أبسط مما يتطلب علاجًا دوائيًا، أنت لديك المقدرة -إن شاء الله تعالى– على تخطيه، وأمر آخر أنصحك به وهو: ضرورة ممارسة تمارين الاسترخاء، هذه التمارين فائدتها كبيرة وعظيمة جدًّا، وهي وسيلة فعّالة لإزالة الخوف والتوتر العضلي المصاحب له.

موقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها، وتستفيدي من الخطوات الموضحة بها، والتي تشير إلى كيفية تطبيق هذه التمارين، هذه التمارين يجب أن تطبق صباحًا ومساءً، وإن شاء الله تعالى سوف تجني منها فائدة كبيرة جدًّا.

كوني نشطة داخل المنزل، شاركي أسرتك، اجتهدي في دراستك، وضعي هدفًا أمامك، والهدف قطعًا هو أن تكوني متميزة، وتلتحقي بدراستك الجامعية -إن شاء الله تعالى– وتحققي كل آمالك.

لا بد أن تأخذي قسطًا كافيًا من الراحة أيضًا، وهذا لا يتناقض ولا يتعارض مع الاجتهاد في الدراسة، على العكس تمامًا إدارة الوقت يجب أن تشمل وقتًا نقضيه في الراحة، لأن الراحة تجدد الطاقات، وترفع من الهمة بصورة واضحة جدًّا، وبقية الوقت يجب أن تقسّميه ما بين دراستك والأنشطة الأخرى.

أيتها الفاضلة الكريمة: أعتقد أيضًا أنه سوف يكون من الجيد أن تذهبي إلى طبيبة المركز الصحي لتقوم بفحصك، تفحصي نسبة الدم، لنتأكد أنه ليس لديك ضعف أو فقر في الدم، لأن تسارع ضربات القلب والشعور بالإنهاك في بعض الأحيان يكون مرتبطًا بفقر الدم، ويستحسن أيضًا أن تفحصي مستوى هرمون الغدة الدرقية، لأن زيادة هرمون الغدة الدرقية أيضًا قد يؤدي إلى مشاعر الخوف والقلق وتسارع في ضربات القلب.

لا تنزعجي أبدًا لهذه الفحوصات، فهي فحوصات بسيطة، ومن وجهة نظري هي تكميلية، وإن شاء الله تعالى حين تكتشفي أن كل شيء على ما يرام هذا أيضًا يمثل دافعًا نفسيًا كبيرًا بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net