تحاصرني نوبات الهلع والخوف والإحساس بالموت وضيق التنفس!

2013-04-25 02:47:35 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب عمري 24 سنة، خريج جديد من كلية هندسة البترول، ومشكلتي أني اكتشفت أني أعاني من مرض القلق النفسي الذي ما زال يلازمني منذ ثلاثة أشهر.

بدأت عندي الحالة بنوبة هلع وخوف شديد وإحساس بالموت، وصعوبة في بلع الريق، وضيق تنفس شديد، وآلام في الصدر، وتسارع في دقات القلب.

ذهبت إلى المستشفى، ولم يلاحظ لدي أي مرض سوى ارتفاع ضغط نتيجة الفزع، ثم ذهبت إلى طبيب القلب، وعملت إيكو للقلب، فقال لي: إنك سليم، ونصحني بترك التدخين فأقلعت عنه وراقبت ضغطي وكان طبيعيًا، ثم ذهبت لطبيب الأنف والأذن والحنجرة، وعملت أشعة سينية للجيوب، وكانت سليمة؛ لأني بعد ترك التدخين صار عندي التهاب جيوب خفيف، ولكن الطبيب قال لي: إنه ليس له علاقة بأعراضك التي تعاني منها، فقمت بعمل تحاليل شاملة لكل شيء، حتى تحاليل الغدة، وكان كل شيء سليمًا - بفضل رب العالمين - ومن خلال موقعكم قرأت الأعراض لعدة حالات، فاكتشفت أنه قلق نفسي- والحمد لله - بدأت أسيطر على نوبات الهلع، وتقريبًا اختفت مني نوبات الهلع الشديدة، ولكن ما زال يلازمني دوخة، وعدم توازن، وخمول، وأسمع دقات قلبي، وأحس بها طوال اليوم، وأحس أيضًا أن نبض قلبي غير منتظم، وأشعر بدقة قوية في القلب مميزة وواضحة تخيفني أحيانًا، وبدأ عندي ضغط في رأسي مشابه لضغط الجيوب، وأيضًا أعاني دائمًا من ضيق تنفس، بل لا أتنفس بصورة صحيحة، وفي بعض الأحيان تنميل في اليدين والأنف والأذن، وأيضا أشعر أن عضلات بطني مرتخية، خاصة عند النوم على أحد الجوانب، وأحس بتشنج في جبيني، وأن عقلي بحاجة إلى الاسترخاء، واضطرابات في بعض الأحيان في النوم، وأفزع من النوم وأشعر وكأن نفسي انقطع! وفي بعض الأحيان أشعر أني سأفقد صوابي، وسوف تتطور الحالة إلى مرض نفسي معقد!

حاليًا هنالك تحسن، وتقريبًا بدأت أجيد التعامل مع هذه الأعراض وأهملها، ولكن أغلب الأعراض كالدوخة، ودقات قلبي، وضيق النفس، والنحول موجودة، وأشعر بها طول اليوم، علمًا أني أحاول إهمالها وأمارس حياتي طبيعيًا جدًا، وأقابل الأصدقاء، وأخرج وأضحك مع أهلي وأقاربي، وأصلي، وأقرأ القرآن، وأتناول الطعام، وكل شيء طبيعي.

بدأت أمارس رياضة كمال الأجسام منذ 10 أيام، ولا أحد من الناس يعلم أن لدي هذا المرض، وأحاول إخفائه عن الناس، وأضغط على نفسي في التحمل وفي إخفائه، علمًا أن والدتي تعاني من مرض الاكتئاب ثنائي القطب منذ 12 عامًا بسبب مشاكل عائلية قديمة، وتتناول علاجًا نفسيًا، وحالتها مستقرة وطبيعية حاليًا – والحمد لله - ولكني أكره الأدوية النفسية، وكنت مترددًا بالكتابة لكم؛ لأني قرأت أغلب حالات القلق تكتبون لهم علاجًا لمدة 6 أشهر أو ثلاثة أشهر وأنا لا أريد استخدام العلاج النفسي، وأخاف أن أدمن عليه أو أن تكون له أعراض جانبية، وأشعر أن 6 أشهر مدة طويلة جدًا.

والآن سؤالي: هل يمكن أن تتطور الحالة إلى اكتئاب أو ما شابه؟ وهل من الضروري استخدام الأدوية؟ وإذا كان استخدام الأدوية ضروريًا فما الدواء الذي تنصحوني به ولا يحتاج لوصفة طبيب، ويكون قبل النوم وليس فيه آثار جانبية وشعور غريب؟ علمًا أني ذو عزيمة وإرادة، وواثق بنفسي جدًا – والحمد لله -.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأعتقد أن لديك درجة بسيطة من قلق المخاوف، وأنت - الحمد لله تعالى - قمت بإجراء كل الفحوصات اللازمة - والحمد لله - كلها سليمة، وما بقي لديك من أعراض تتمركز حول القلب، وهذا من صميم قلق المخاوف.

بالنسبة للرزمة العلاجية: كل إنسان يجب أن تفصل له المكونات العلاجية التي تناسبه، والأدوية ليس من الضروري أن يتم تناولها في جميع الحالات، لكنها في بعض الأحيان قد تكون مهمة، والعلاج يتكون من علاج نفسي سلوكي، وعلاج اجتماعي، وعلاج مهني، وعلاج يتطلب حُسن إدارة العمل وممارسة الرياضة، وتجاهل المرض بقدر المستطاع، ثم يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي.

فإذن - أيها الفاضل الكريم – العلاج الدوائي ليس مهمًّا وليس ضروريًا في جميع الحالات، وحالتك هذه أصلاً قد لا تحتاج لعلاج دوائي، ما دام لديك الإصرار والعزيمة على التغير، هذا ممتاز جدًّا؛ لأن إرادة التحسن نفسها مطلوبة لأن يتخطى الإنسان أعراضه المرضية.

أنا أعتقد أن ممارستك للرياضة التي بدأتها سوف تكون مفيدة لك جدًّا.

ثانيًا: يجب أن تكون لك قناعة تامة أن حالتك هذه حالة بسيطة.

ثالثًا: يفضل أن تذهب إلى طبيب الأسرة مرة واحدة كل ثلاثة أشهر حتى تتأكد حول صحتك وتُجري بعض الفحوصات الروتينية، هذا وجد أنه مطمئنًا جدًّا، وعليك بتمارين الاسترخاء أيضًا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها وتطبق ما بها، وإن شاء الله تعالى تفيدك كثيرًا.

أنت - الحمد لله - لديك مؤهل ممتاز ولديك عمل، وتستطيع أن تقوم بالكثير والكثير، ونعرف أن حسن إدارة الوقت واستغلاله بصورة صحيحة ترفع من معدلات الصحة النفسية جدًّا، والتطور المهاراتي من خلال التواصل الاجتماعي، والتطور المعرفي من خلال الاطلاع، والمشاركة في حلقات النقاش المفيدة، هذا كله يفيد الإنسان، فأعتقد يمكنك أن تتحرك في هذه الاتجاهات التي ذكرناها لك، وإن شاء الله تعالى حالتك لن تتحول إلى اكتئاب، على العكس تمامًا، حتى الأعراض البسيطة الموجودة لديك سوف تبدأ في التقلص والانتهاء الكامل - إن شاء الله تعالى -.

والدتك نسأل الله تعالى لها العافية والشفاء، وما دام لديها الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية فلا بد أن تتناول الدواء؛ لأن هذا مرضًا بيولوجيًا في المقام الأول، ويتطلب تناول أدوية.

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

www.islamweb.net