لي علاقات اجتماعية ولكن يساء إلي، ما نصيحتكم؟

2013-05-02 02:38:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا -ولله الحمد- لدي علاقات قوية، ومعارف كثر من البنات من صديقات أو أقارب، وألاحظ أن بعضهم يعادونني بلا سبب! رغم أني طيبة معهن، وأواصلهن، وحتى إذا غلطن كنت في البداية أتجاهلهن لعلهن يتغيرن، وألاحظ أنه لا جدوى!

بعدها بدأت أرد لهن بعض تصرفاتهن، بسبب أني أعطيتهن فرصة، ولم يتغيرن، كذلك التعامل بالمثل، ومع ذلك ألاحظ بأنهن يرغبن التقرب مني، لا أعلم لماذا؟!

بعض الأحيان يقلدنني في تصرفاتي، ويسألن عني في غيابي، ولكن الذي حيرني أنهن يحاولن إيذائي بالكلام بشكل كبير وملاحظ، ومع ذلك مثل ما ذكرت يتقربن مني ويقلدنني، أنا لا أعلم كيف أتصرف معهن؟ وعلى ماذا تدل هذه التصرفات؟

-لله الحمد والفضل والمنة- أنا فتاة على قدر من الجمال والأخلاق، ولدي بعض المميزات التي من الله بها علي بشهادة الجميع، لعل ذلك يفيد في حل الموضوع أو ينبهك على شيء ما.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونشكر لك هذا التواصل مع الموقع، ونهنئك بنعم الله الكبرى عليك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم علينا وعليك هذه النعم، وأن يعيننا على شكرها، فبالشكر ينال الإنسان المزيد، لأن الله يقول: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم} وبالشكر كذلك يقيد هذه النعم، فلا تزول، فإن الشكر هو الجالب للنعم وهو الحافظ للنعم، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.

ما يحصل بينك وبين الزميلات من الأمور الطبيعية، لأن الإنسان المتميز دائمًا يجد من يحسده أو من يغار منه، وهذا يزيد هذه المسألة، وتوجد بصورة كبيرة بين النساء وبين الفتيات، فالمسألة مخلوطة بين الإعجاب بما وهبك الله تبارك وتعالى من صفات، وبين الغيرة الكامنة في نفوسهنَّ، فإذا جاء الثناء عليك من قبل الأخريات أو المعلمات، أو برزت جوانب التميز، فإن هذا يحرك كوامن الغيرة عند كثير من البنات، فتبدأ هذه الأنواع من المعاملات التي يراد منها الانتقاص، والتي يراد منها إظهار العيوب، ولا يعني ذلك أنهن يكرهنك، لكن يعني ذلك أنهن يغرن منك.

كنا نتمنى أن تستمري على ما كنت عليه، فلا تردي على من تتطاول، لأن هذا لا يزيد الأمر إلا اشتعالاً، ولا يزيد الأمور إلا تعقيدًا، كوني أنت صاحبة قلب سليم، ولا تبالي بما يحدث من الزميلات، واعلمي أن حقك لن يضيع عند الله تبارك وتعالى، والمؤمنة التي تخالط وتصبر على الأذى خير من التي لا تخالط ولا تصبر، وكل نجاح في هذه الحياة له ثمن، له ضريبة، فليكن ذلك الأمر واضحًا بالنسبة لك.

إذا حاولن أن ينتقصن منك فلا تنتقصيهن، وإذا حاولن أن يغظنك بالكلام فلا تلتفتي لكلامهن، وقابلي ذلك بالمعاملة الحسنة، فإننا ما جازينا من عصى الله فينا بمثل أن نطيع الله فيه، وأحسن جزاء للسيئة أن يقابلها الإنسان بالحسنة، كما قال العظيم: {ادفع بالتي هي أحسن} قال تبارك وتعالى: {خذ العفو وأْمُرْ بالعرف وأعرض عن الجاهلين} معنى ذلك أن هذه الشريعة تريد منا أن نعطي من حرمنا، وأن نصل من قطعنا، وأن نعفو عن من ظلمنا، وهذا هو الكمال الذي كان عليه رسولنا – عليه صلاة الله وسلامه – وما ينتظره الإنسان الذي يعفو أعظم من الذي يجده، أو قد لا يجد شيئًا الذي يرد، بل قد يقع في الذنب إذا رد بأكثر مما أؤذيَ.

لذلك سيري على هذا الطريق، وإذا كنت متميزة فإن هذا باب جديد من أبواب التميز، وهو الصبر على أذى الناس واحتمال ما يصدر منهم.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يزيدك من فضله، هو ولي ذلك والقادر عليه.

www.islamweb.net