عندما تجتمع طفلتي وبنات العائلة يخلعن ملابسهن!
2013-04-24 06:49:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
ابنتي بعمر 7 سنوات, عندما تجتمع مع بنات خالها –فقط- فإنهن يقمن بخلع ملابسهن وهذا الشيء يضايقني كثيرًا أنا وزوجات إخوتي.
أحتاج لحل؟ وخاصة أنني أجلس مع ابنتي واستدرجها لم تفعل ذلك؟ فتجيب بأنهن يلعبن, ومقصدها اللعب فقط, وتعترف لي فورًا, وتعتذر, ثم تعود مرة أخرى لهذا الفعل, فما هو الحل؟
وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم تالين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونتمنى أن تراقبوا سلوك البنيات في مثل هذه السن، وخاصة عندما يكنّ مع بعضهنَّ، وأرجو كذلك عندما تعالجوا هذه الظاهرة أن تكونوا في منتهى الهدوء، وحاولي مع بُنيتك هذه أن تعرفي: مصدر هذا السلوك, ومن أين جاءت به؟ وأين رأت هذا السلوك؟ فقد يكون مصدر هذا السلوك من الخادمات، وقد يكون من تساهل الآباء والأمهات في العلاقة الخاصة بينهم، وقد يكون حب استطلاع -يريدن أن يشاهدن الفروقات الجسدية بينهن- وقد يكون مصدر هذا السلوك هو مشاهدة أفلام كرتونية غير أخلاقية, أو أفلام للكبار فقط -كما يقال- مع أنها حرام على كل حال.
لذلك أرجو أن تتعاملوا مع المسألة بمنتهى الهدوء، وتحاولوا أن تتعرفوا على مصادر هذا التصرف وهذا السلوك الذي يصدر من هذه البنت، وأكرر لا بد أن تكونوا في منتهى الهدوء، وتحاولوا أيضًا دائمًا إذا ذهبت إلى زيارة هؤلاء القريبات, لا بد أن يكون الأطفال تحت أعينكم، تشاهدوا وتراقبوا، وإذا خلو ببعضهم وأغلقوا على أنفسهم الباب ودخلوا إلى مكان بعيد، ينبغي أن نتابعهم، لكن هذه المتابعة لا ينبغي أن تكون على سبيل التحقيق والتفتيش ومتابعة بوليسية، وإنما متابعة نقول: أين فاطمة؟ مثلًا, نحمل معنا حلوى لنوزعها عليهم، لنرى مثل هذه السلوكيات التي تحدث بين هؤلاء الصغار، وقطعًا نحن ينبغي أن نصطحب الهدوء كما قلنا، ولا نظن أن هذا إجرام, أو تخطيط, أو أن لهم سوء خلق، مما قد ينقدح في الأذهان، فيترتب عليه عنف وقسوة في التعامل تكون لها النتائج السلبية.
إذن هي مسألة حوار مع هذه البنت، مسألة جلوس معها، مسألة تحذير من أن هذا العمل لا تفعله البنات الحلوات الممتازات الجيدات؛ لأن مثل هذا التصرف لا يليق بالمسلمة، وأنت مسلمة، والمسلمة تستر نفسها، والله أمرنا أن نستر أنفسنا، والإنسان لا يُظهر جسده وعورته للآخرين, نبدأ نتكلم بمثل هذا الكلام، ثم ننمي ونعزز الجانب الإيجابي, والسلوك الإيجابي عند هذه الطفلة وعند زميلاتها اللاتي يلعبن معها، وقد نحتاج لشيء من التكرار، فلا تنزعجي إذا اعتذرت وعادت، المسألة تحتاج إلى تكرار التوجيه، وقد تحتاجين بعد ذلك أيضًا إلى أن تصعدي في التعامل: فتشددي في كلامك في مرحلة من المراحل حتى تشعر أن الأمر جد، ولكن من البداية لا بد أن تكوني هادئة جدًّا معها، ولا مانع من عزلها إذا عرفت مصدر السلوك، أو أن تكون الزيارة لمصدر السلوك السلبي هذا خفيفة، ويكون الأطفال تحت المراقبة، ولا تتيحي لهم فرص احتكاك كبيرة مع الطفلة التي تبدأ بهذا العمل, وتحرض الأخريات هذا العمل.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونتمنى أن تواصلي معنا، ونشكر لك هذا السؤال، ونتمنى ألا يظهر عليك الانزعاج والغضب الشديد؛ لأن هذا قد يرسخ السلوك السالب، وأيضًا قد يأخذ الطفل هذا نقطة ضعف عندكم، وأيضًا قد يصبح الطفل يلوم نفسه, ثم يتعود إخفاء مثل هذه التصرفات عنا، وهذا ليس فيه مصلحة للطفل، وليس فيه مصلحة لنا.
والله الموفق.