الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة من بغداد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أنا لست مفسرًا للأحلام، وقناعاتي أن الأحلام من الشيطان والرؤيا من الرحمن، وحين نقول: أن الأحلام من الشيطان؛ لا نعني أن الذين يحلمون لهم نفوس شريرة، أو أنهم ليسوا على الطريق الصواب والصحيح في الحياة، لكن الشيطان هو الذي يريهم هذه الأحلام ليحزنهم ويفسد عليهم.
بصفة عامة: الأحلام لها تأثير إيحائي على الناس، يعني: بعض الناس يتمسكون بها كثيرًا، وتسبب لهم أوهامًا وشطحاتٍ في تفكيرهم تضر بهم كثيرًا.
الأصل في الأمور -أيتها الفاضلة الكريمة– أن يتم التعامل مع هذه الأحلام حسب ما ورد في السنة المطهرة، وذلك بتجاهلها -فلا تحكيها ولا تتحدثي عنها-، وأن تتفلي على شقك الأيسر ثلاثًا، أو أن تقومي ففتوضئي وتصلي، وأرجو أن تراجعي في ذلك وسائل العلاج في السنة لهذه الأمور: (
2744 -
274373 -
277975 -
278937 )، وهذا يكفي تمامًا بإذن الله تعالى.
من حيث المفاهيم النفسية: الأحلام المزعجة غالبًا تكون ناتجة من قلق نفسي، أو إجهاد نفسي، وكذلك من إجهاد جسدي، وأن نوم الإنسان ليس نومًا صحيًّا؛ لذا سيكون من الضروري جدًّا أن تحاولي أن تنامي النوم الصحيح؛ والنوم الصحيح يتطلب ألا تنامي في أثناء النهار، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة يناسب المرأة المسلمة، وأن تتجنبي تناول المثيرات والمنبهات مثل: الشاي, والقهوة, والكولا والبيبسي, والشكولاتة, في فترة المساء، وأن تبتعدي عن تناول الأطعمة الدسمة، وأن تكون وجبة العشاء على وجه الخصوص خفيفة ويتم تناولها مبكرًا.
كما أن الحرص على أذكار النوم مهم ومهم جدًّا، والتدرب على تمارين الاسترخاء –أيضًا- وجد أنه ذو فائدة كبيرة جدًّا لئن ينام الإنسان نومًا مريحًا وسليمًا، لذا أرجو أن تطلعي على استشارة بموقعنا تحت رقم (
2136015) وسوف تجدين بها بعض الإرشادات المفيدة جدًّا لتطبيق هذه التمارين، وأرجو أن الالتزام بها.
وبالمناسبة بما أن عامل القلق والتوتر عاملاً أساسيًا؛ أعتقد أن تناولك لأحد الأدوية البسيطة والمحسنة للنوم, والمزيلة للقلق وللاكتئاب سيكون مفيدًا، الدواء يعرف باسم (أميتريبتيلين Amitriptyline) وهذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا (تربتيزول Tryptizole) وله مسميات تجارية أخرى كثيرة. الجرعة المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعليها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة عشرين يومًا، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء دواء ممتاز وفاعل جدًا، فقط له آثار جانبية بسيطة، فقد يسبب: جفافًا في الفم في الأيام الأولى للعلاج، وربما إمساكًا بسيطًا، لكن هذه الأعراض تختفي تمامًا, هذا الدواء لا يُنصح باستعماله بالنسبة للأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط العين، أو ما يعرف بالمياه الزرقاء.
هنالك دواء بديل للـ (أميتريبتيلين) يعرف باسم (ميرتازابين Mirtazapine) واسمه العلمي (ريميرون Remeron) وهو حديث نسبيًا، ربما يكون أكثر فعالية، لكنه ربما يكون مكلفًا بعض الشيء، إذا أردت أن تختاريه فالجرعة المطلوبة هي نصف حبة -أي خمسة عشر مليجرامًا- يتم تناولها ليلاً قبل ساعتين من النوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتناولين نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرين يومًا، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
إذن أمامك خياران من الأدوية، وكلاهما -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير لك, بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.