هل هناك شيء اسمه سحر الهاتف؟ وهل أنا مصابة به؟
2013-05-10 08:51:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ حوالي سنتين من سماع أصوات لا أرى مصدرها، أصوات أشخاص أعرفهم وبعضهم كنت علي مشكله معهم، وأصوات لا أعرفها، وهذه الأصوات تتحدث معي ولا تفارقني أبدا لا ليلاً ولا نهاراً، وفي أحد المرات سمعت أصواتهم اقتربت مني وكان الصوت غريباً، ولم أكن أصلي لكن ما أن بدأت أصلي حتى انقلبت إلى عداء أكبر وبدأوا في محاربتي بشتى الطرق، بالتخويف عن طريق مثلاً رؤيتي لأشياء كإغلاق الباب، أو الوسوسة الداخلية بقول أشياء رهيبة عن الله عز وجل وإيهامي بأني قلتها، أو شتمي وتخويفي وقت صلاة الفجر وفي كل الصلوات عموماً.
وعادة أشم رائحة كريهة جداً وخاصة في الحمام، وفي غرفة الصلاة، وألم في القولون وانتفاخ القدم وأصابعها، والمشاكل والوسوسة عن أهلي ولكل من حولي، ودائماً يقولون سيأخذون منزلك، وأخاف كثيراً وأشعر بضغط.
فهل هذا مرض نفسي أو سحر؟ خاصة أني عانيت منذ فترة قريبة من ألم في المعدة واستفراغ، وكذلك انقطاع الدورة الشهرية من حوالي 3 أشهر، وصداع عند منطقة الحاجبين وخلف الرأس.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وظلم الظالمين واعتداء المعتدين.
بخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة– فإنه مما لا شك فيه أن ما تذكرينه وضع غير طبيعي، ويدل كذلك على أن هناك اعتداءً مركزًا ومقصودًا عليك، وأن هناك من يحاول أن يفسد عليك حياتك، وأن يسبب لك إزعاجًا مما يُعكر عليك صفوك ويكدر خاطرك، وما يُفسد حياتك –عياذًا بالله تعالى–، -ولله الحمد والمنة- من فضله ورحمته أنه ما خلق داء إلا خلق له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، فمهما حاول هؤلاء فإن الله تبارك وتعالى لم يكلنا لهم، وإنما تولى عباده ببيان الحق لهم، وبوضع الأدوية التي تناسب أمراضهم، وتتلاءم مع ظروفهم.
ولذلك عليك -أختي الكريمة فاطمة– أولاً بالرقية الشرعية، لأن الرقية الشرعية إذا لم تنفع فهي قطعًا لن تضر، وسوف تكشف لك حالتك هل هي بسبب اعتداء الجن عليك، أم أن هذا أمرًا نفسيًا؟
ولكن الذي أرجحه أن هذا نوع من أنواع السحر، ويسمى بسحر الهاتف، نعم هذا موجود ومشهور، وهو نوع من أنواع السحر القذر الذي يستعمله بعض الظلمة من باب التشويش على عقل الإنسان وسمعه وبصره، وعلاج ذلك كله في الرقية الشرعية، والذي أنصح به أن تبدئي قبل الذهاب إلى أي راقٍ بتشغيل الرقية الشرعية عندك في البيت، وأن تعمل طوال الوقت قدر الاستطاعة، وهناك شريط للشيخ محمد جبريل أو CD من أقوى الأشرطة على الجن، فإن استطعت أن تحصلي عليه ليكون في البيت عندك فسيكون رائعًا، ينظف البيت ويطهره تمامًا ويقضي على هذه الهواتف الشيطانية التي تسبب لك هذا الإزعاج -بإذن الله تعالى-.
أنا واثق من أنك إن فعلت ذلك ستكونين في أحسن حال -بإذن الله جل وعلا– لذا عليك باستعمال الرقية الشرعية أولاً من باب التهيئة والاستعداد، والإعداد بأن تُقرأ الرقية الشرعية من خلال مسجل أو من خلال الإنترنت في البيت، حتى يطهره ويطهر ما في الجسد، ومن الممكن أن تدخلي على موقع البحث جوجل وأن تكتبي كلمة (الرقية الشرعية) وسوف تظهر أمامك كمية كبيرة من المعلومات عن الرقية الشرعية، وستجدين بعض المواقع بها ملفات صوتية لمشايخ، فيمكنك أن تستمعي لهذه الصوتيات، -وبإذن الله تعالى- ستجدين خيرًا كثيرًا.
كل هذه الهواجس سوف تنتهي، قد تحتاج إلى بعض الوقت، ولكنها ستزول -بإذن الله تعالى– مع القرآن الكريم ومع كلام النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأمرك سهل ميسور -بإذن الله تعالى– ولا تجزعي ولا تخافي، وإنما عليك فقط بالأخذ بالأسباب وهي الرقية الشرعية.
ثانيًا: عليك بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها، لأن الصلاة نور، والنور يبدد الظلمات، والشيطان كما تعلمين يُخرج أتباعه من النور إلى الظلمات، فعليك بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها.
ثالثًا: عليك بالمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات.
رابعًا: أوصيك بأذكار الصباح والمساء ضرورة، وأن تجتهدي غالبًا أن تكوني على طهارة قدر استطاعتك، وتكثري من قراءة آية الكرسي، كذلك الإكثار من الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام–، وتكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بقول: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من نفثه ونفخه وهمزه)، وقول (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما يلج في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر كل ذي شر، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن)، وفي أذكار الصباح والمساء ركزي على قول (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات مساءً ومثلها ليلاً، وكذلك (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات مساءً ومثلها ليلاً، كذلك التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساء.
حاولي أن تقرئي على الماء الذي تشربينه، أو أن تقرئي على الطعام الذي تأكلينه بعض الآيات والسور القصار مثل: المعوذتين وسورة الإخلاص وآية الكرسي، وخواتيم سورة البقرة، وأول الصافات، وأول الدخان أو الملك، وبعض آيات السحر مثل قول الله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن ألقي عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون* فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون* فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين* وأُلقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين* رب موسى وهارون}، وكذلك قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس ... } إلى آخر الآية، وغيرها من الآيات، وهذا أمر ليس صعبًا، فتستطيعين قراءة الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وقراءة المعوذات الثلاثة كل واحدة سبع مرات، وستجدين خيرًا كثيرًا -بإذن الله تعالى– وسوف تتعافين تمامًا من هذه الأعراض، وتصبحين -بإذن الله تعالى– في وضع طيب مستقر.
وعليك بقول (بسم الله) ثلاث مرات، ثم بقول (أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجدُ وأحاذر) سبع مرات، وبقول (اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفائك، شفاء لا يغادر سقمًا)، وغيرها من الأدعية المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبعد ذلك -كما ذكرت– عليك بمراجعة أحد الرقاة الشرعيين، إذا لم يكن لديك أحد من أقاربك أو أرحامك يقومون بذلك، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يعافيك.
إن قدّر الله واستعملت الرقية ولم يتحسن وضعك فعليك بالذهاب إلى أخصائي نفساني، وإن كنت أرى أن الرقية الشرعية -بإذن الله تعالى– سوف تطهر جسدك تمامًا من كل هذه الأعراض، وسوف تكونين في أحسن حال وأتم عافية.
هذا وبالله التوفيق.