وسواس العقيدة ومعاناتي معه.. ما الحل؟
2013-05-27 02:14:55 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
في البداية أنا شاب أصبت وأنا في مرحلة المراهقة بوسواس قهري عن المرض، وكنت أذهب لكل الدكاترة ولا أجد شيئا، أيضا كان يأتيني وسواس عن الدين وأفكار غريبة، كنت أستغفر الله، ولكن ذات مرة كنت أمشي ووجدت كتيبا بالانجليزية صغيرا مرسوما عليه صليب صغير في المنتصف، انزعجت منه، أمسكت الكتاب وقطعته ورميته، وأنا أرميه رأيت الصليب؛ لأنه كان صغيرا لم ينقطع وكأني تفاديته، وقصصته، انزعجت جداً! ثم أمسكته ثانية وقطعته، ثم جاءني الوسواس الشديد جدا لماذا لم يقطع الصليب؟
قعدت أفكر ليل نهار وأحلم أحلاما غريبة، حاولت أن أنسى ونسيت و-الحمد لله- إلى أن مر أكثر من 4 سنوات على الموضوع، سافرت إلى إحدى الدول، رجع معي هذا الموضوع بشدة حتى كنت بفريضة الحج، ووجدت قطعة بلاستيك عليها رسمة صليب على الأرض، والله لا أقدر كم القلق الذي عشت فيه، هي قطعة أجدها كثيرا في الشارع، المهم أقول لما وجدتها في هذا اليوم، وتذكرت الموقف الأول، والله لا أنام، وتغير شكلي كأني شخص آخر.
موقف حصل: كنت أصلي وطلبت من الله أن يهديني وانتهيت من الصلاة، وأنا قائم لقيت شخصا ورائي يرتدي تيشرت، وهو يصلي وعليه رسمة صليب، أنا أعيش في جحيم، والله أتساءل لماذا كل هذه الصدف الحقيرة؟! أنا قلق ولا أنام -بالله عليكم- أرجو المساعدة!
تساقط شعري، وأسود وجهي من كثرة الفكر، فهل كل هذه صدف حقيرة أم ماذا؟
أرجو من الله أن يثبتني على دين الإسلام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مرحبًا بك – أيُّها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يشفيك، ويعجل لك بالعافية، فإن داء الوسوسة من شر الأدواء التي إذا تسلطت على الإنسان أفسدت عليه دنياه وآخرته، ونصيحتنا لك – أيُّها الحبيب – أن تسعى جاهدًا في مجاهدة هذه الوساوس، وأن تُدرك إدراكًا جازمًا أنك مأجور على كل جهد تبذله في مدافعتها وطردها عن نفسك، ولا علاج لهذه الوساوس أمثل وأحسن من الإعراض عنها، وعدم الاسترسال معها، فالإعراض عنها بالكلية هو دواؤها النافع - بإذن الله تعالى – وقد جرب الموفقون هذا الدواء فانتفعوا به كثيرًا.
وهو وصية النبي - صلى الله عليه وسلم – إذ قد أوصى – صلوات الله وسلامه عليه – من أُصيب بشيء من هذه الوساوس بوصيتين عظيمتين، نحن على ثقة من أنك إذا أخذت بهما وصبّرت نفسك عليهما فإنك ستُشفى بإذن الله، هذان الدواءان العظيمان لخصهما النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (فليستعذ بالله، ولينته) فالأول الاستعاذة بالله – أي الاحتماء به واللجوء إليه وطلب العصمة منه – فكلما طرأت عليك هذه الخاطرة تعوذ بالله تعالى من الشيطان ومن شركه، واصرف ذهنك عن ذلك إلى شيء آخر، فإنك إن فعلت ذلك شُفيت بإذنِ الله تعالى.
ولا تهتم أبدًا ولا تقلق، فإن هذه الوساوس لا تؤثر في دينك ولن تضرك، فكراهتك لها وانزعاجك منها واهتمامك بها دليل على وجود الإيمان في قلبك، ولولا الإيمان لما كان هذا الانزعاج ولا حصل هذا التألم، فاطمئن من هذه الحيثية ومن هذه الجهة، فأنت على إيمانك، ولا تؤثر هذه الوساوس عليك، واحذر من الانجرار وراء الشيطان الذي يريد أن يُدخل الحزن إلى قلبك ويُيئسك من رحمة ربك، فتنقطع عن عبادته وتُعرض عن دينه، وهذا غاية ما يتمناه الشيطان ويرجوه.
كما نوصيك – أيُّها الحبيب – بعرض نفسك على الطبيب النفسي، فإن هذا مما أُمرنا به شرعًا، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (تداووا عباد الله) وقد قال أيضًا: (ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء) فربما يكون في بدنك من الأسقام ما يحتاج إلى دواء وإعانة للتخلص والتغلب على هذه الوساوس.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يثبتنا وإياك على الإسلام حتى نلقاه.